السياسة: ميقاتي يحسم هوية حكومته خلال أيام لوقف الابتزاز ومنع تفاقم الأزمة المفتوحة

هل يشهر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي السلاح الدستوري في وجه دوامة العقد التي تستنزف رصيده ومهمته التي دخلت مدار اليوم الاول بعد المئة, من دون ان تلوح في الافق بوادر حلول, فيقدم تشكيلة كان لوح بها منذ نحو شهر من بعبدا حين اعلن انه كان في صدد إعلان تشكيلة لكنه قرر ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اعطاء مهل اضافية لتبنى على قواعد دستورية ثابتة؟ وهل ان رزمة العقد التي تحاصر مساعيه ستنهي مفعول المهل الاضافية في الايام القليلة المقبلة؟

الأفق المسدود امام التشكيل لم يحمل اي اشارة ايجابية تنبئ بإمكان فتح ثغرة ومنفذ في القريب المنظور, لا بل ان المصادر المواكبة لعملية التأليف رأت ان مشكلة الحكومة تحولت الى ازمة مفتوحة قد تجر إلى ما لا تحمد عقباه على أكثر من مستوى.
ووصلت الأمور إلى الحائط المسدود جراء تصلب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في مواقفه ورفضه أي تنازل عن شروطه, وهو ما أبلغه إلى المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل اللذين أوقفا وساطتهما بين الرئيس المكلف ورئيس "التيار الوطني الحر" الذي ترك كلامه التلفزيوني الأخير, مساء أول من امس, استياء في الأوساط السياسية المعنية بعملية التأليف وتحديداً في الدوائر المحيطة بالرئيس ميقاتي الذي أكدت أوساطه لـ"السياسة" أن استمرار عون على مواقفه لن يسهل عملية التأليف وسيدفع الأمور إلى مزيد من التأزم.
وشددت في المقابل على أن الرئيس المكلف يتسلح بالدستور ويلتزم به حرفياً في كل خطوة يقوم بها على هذا الصعيد, كاشفة عن نيته استخدام صلاحياته الدستورية واتخاذ المبادرة التي يجب أن تتخذ في الأيام القليلة المقبلة, كي لا يبقى عرضة للابتزاز من هذا الطرف أو ذاك.

وأضافت إن الرئيس المكلف لن يقدم على تشكيل حكومة أمر واقع, وإنما سيقدم للبنانيين تشكيلة وزارية سبق واتفق مع الأطراف السياسية على معظمها, أسماء وحقائب, وبالتالي فإن من حقه الطبيعي واستناداً إلى ما ينص عليه الدستور وبالتشاور مع رئيس الجمهورية أن يعلن عن هذه التشكيلة ساعة يشاء, وحتى لو لم يكن الاتفاق كاملاً بشأن جميع التفاصيل المتعلقة بالحكومة العتيدة.
وباستثناء لقاء الرئيس ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري في المجلس النيابي ظهر أمس, بدت حركة المواصلات على خط المشاورات شبه مقطوعة وانكفأت اتصالات الوسطاء بين المقرات, في وقت ارتفع منسوب الضغط في اتجاه ضرورة التشكيل.
وسط هذه الأجواء, أفادت معلومات لـ"وكالة الأنباء المركزية" ان الساعات الـ 48 المقبلة قد تشهد موقفا واضحا للرئيس المكلف يحسم الجدل والاخذ والرد حول التشكيل بعد حسم خياراته, مشيرة إلى اتصالات بعيدة من الاضواء في اروقة المقرات الرئاسية قد تظهر نتائجها الى العلن قريباً.
وفي هذا المجال, تردد ان العماد عون سلم اخيرا الرئيس ميقاتي اسمين لحقيبة الداخلية أحدهما وزير حالي مدني والثاني ضابط متقاعد من الجيش كحل للعقدة, الى جانب وزارات الطاقة والعدل والاقتصاد لوزراء التيار.

السابق
الصديق: النظام السوري مسؤول عن محاولة اغتيال أردوغان وتفجير مراكش
التالي
فقراء ‘الحيّ’ على ‘سلّم’ مخالفات لا ينتهي