الأنوار: موقف الاكثرية الجديدة يضع ميقاتي امام الخيار الصعب

لحراك السياسي حول تشكيل الحكومة سجل وتيرة متسارعة امس، ولكن النتائج لا تزال في خانة الامنيات. فقد التقى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي امس الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والخليلين، وقالت معلومات انه تبلغ من رئيس المجلس عدم تشجيعه على تشكيل حكومة امر واقع.

ومع بقاء الافاق مسدودة امام ولادة الحكومة، فان مصادر تيار المستقبل شنت حملة على الرئيس المكلف وقيادات ? اذار.
وذكرت مصادر سياسية ان الرئيس بري طلب من رئيس الحكومة المكلف في اجتماعهما امس في عين التينة، التريث قبل الذهاب الى حكومة الامر الواقع التي ستشكل ازمة في هذه المرحلة. وأضافت ان موقف الأكثرية الجديدة يضع ميقاتي امام الخيار الصعب.
الى ان مصادر ميقاتي اكدت وضعه المصلحة الوطنية امام اي خيار يتخذه، مشيرة الى ان التداول يتم حول اسماء جديدة لحقيبة الداخلية، وتردد ان العماد ميشال عون سلم اسمين الى ميقاتي والاتجاه الغالب هو لاعتماد مرشح غير عسكري للداخلية.
وقالت مصادر سياسية مطلعة للوكالة المركزية ان الامور وصلت الى حدود بات يفترض معها، تشكيل حكومة الناس قبل اي شيء آخر وترك الملفات السياسية الخلافية الى هيئة الحوار الوطني. ولاحظت ان حكومة تكنوقراط مصغرة ينبري وزراؤها الى معالجة الشؤون الحياتية الضاغطة ولئن يكن عمرها قصيرا وغير منسجمة مع روحية اتفاق الطائف الا انها تبدو في ظل الوضع الراهن افضل الممكن لإخراج البلاد من ازمة لم يعد قادرا على تحمل وزرها على المستويات كافة.
الى ذلك، توافرت معلومات ان الساعات ال 48 المقبلة قد تشهد موقفا واضحا للرئيس المكلف يحسم الجدل والاخذ والرد حول التشكيل بعد حسم خياراته.

وقد طالب البطريرك بشارة الراعي امس بالاسراع في تشكيل الحكومة وقال لدى عودته من الفاتيكان: اذا كان هناك من صعوبة بالتآلف والائتلافات لتشكيل الحكومة، فليس هناك ما يمنع تشكيل حكومة حيادية تكنوقراطية لتسيير امور الناس، لانه لا يجوز ان يحصل ما نشهده في لبنان حاليا، فأمور الناس مجمدة بسبب الخلافات على وزارة او على اسم، وهذا شيء ضد كل المبادئ، وهذا ضد الحكم وضد الديمقراطية.

تيار المستقبل
في هذا الوقت شنّت مصادر تيار المستقبل عبر قناة المستقبل مساء امس حملة على الرئيس المكلف والاكثرية الجديدة وقالت: العماد ميشال عون يقول للرئيس المكلف نجيب ميقاتي ارحل، ولم يكن هناك اي تفسير لاطلالته التلفزيونية ليل امس الاول غير ذلك. ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يعلن اليأس ويرمي كرة التأليف باتجاه الاخرين. ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط يدعو الى انتحار جماعي بعدما وصل الوضع الحكومي الى حائط مسدود نتيجة المطالب العبثية لبعض الافرقاء في الاكثرية الجديدة.
وتابعت: اما حزب الله فيرمي الاقتراح تلو الاخر من تحت الطاولة وحاول توريط قيادة الجيش في لعبة سياسية غير محمودة النتائج فيما الرئيس المكلف ما زال يعتصم بالصمت والتفاؤل، وهي اللغة التي لم تقدم او تؤخر في مسار تشكيل الحكومة.
ومضت تقول: لقد اعتقد الرئيس ميقاتي عندما وافق على التكليف ان حلفاءه الجدد سيفرشون امامه السجاد الاحمر من الرابية وحارة حريك وعين التينة الى السراي الكبير في وسط بيروت، فلم يكن يتصور للحظة واحدة ان هؤلاء الحلفاء سيعبدون الطريق امامه بالمسامير. ولم يضع الرئيس ميقاتي في حسابه ان الغطاء الذي جاءه من دمشق ممكن ان ينسحب على وقع التطورات الداخلية في سوريا، وان المجتمع الدولي يراقب كل خطوة من خطواته، وهو محكوم بالالتزام بالبنود التي حددها في بيان التكليف ومنها مد يده للجميع لمصلحة لبنان دون اقصاء احد او الانتقام من احد وتأكيد الحرص على مقام رئاسة مجلس الوزراء.

وقالت: وهذه الالتزامات هي التي يريد حلفاء الرئيس ميقاتي ان ينقلبوا عليها ويطالبونه بحكومة تكون قادرة على الامساك بمفاصل السلطة السياسية والامنية والاقتصادية. وهذا ما يريده حزب الله ويكلف العماد ميشال عون بمهمة التصدي للرئيس المكلف ولرئيس الجمهورية.

السابق
الديار: حركة بلا بركة على خط بعبدا ــ عين التينة ــ فردان ــ الرابية ــ كليمنصو
التالي
الشرق: ماذا فعل الرئيس المكلف ليسد الثقب في المركب؟