48 ساعة تحسم هوية حكومــــــــة ميقاتي وعون يطرح اسمين لـ “الداخلية”

 هل يشهر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي السلاح الدستوري في وجه دوامة العقد التي تستنزف رصيده ومهمته التي دخلت مدار اليوم الاول بعد المئة، من دون ان تلوح في الافق بوادر حلول، فيقدم تشكيلة كان لوح بها منذ نحو شهر من بعبدا حين اعلن انه كان في صدد اعلان تشكيلة لكنه قرر ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اعطاء مهل اضافية لتبنى على قواعد دستورية ثابتة؟ وهل ان رزمة العقد التي تحاصر مساعيه ستنهي مفعول المهل الاضافية في الايام القليلة المقبلة؟ الافق المسدود امام التشكيل لم يحمل اي اشارة ايجابية تنبئ بإمكان فتح ثغرة ومنفذ في القريب المنظور لا بل ان المصادر المواكبة لعملية التأليف رأت ان مشكلة الحكومة تحولت الى ازمة مفتوحة قد تجر الى ما لا تحمد عقباه على اكثر من مستوى.
وفيما مضى معظم اطراف التحالف الحكومي ضمن الاكثرية الجديدة في الاقرار بالعجز من دون توفير اطر المعالجة، عكس الحذر الشديد الذي يلتزمه الرئيس المكلف حيال آفاق التشكيل مدى الصعوبة التي تواجه مهمته، لا سيما ان خيار حكومة "الامر الواقع" اذا ما كتب لها "التشكيل" يبقى بدوره غير محسوم النتائج، ذلك ان حكومة على هذا النحو لن تتوفر لها ادنى قواعد ومقومات الثقة النيابية الضرورية لإعلانها وفق ما اشار اكثر من مصدر في الاكثرية الحالية ولا سيما في تكتل التغيير والاصلاح بعد موقف رئيسه العماد ميشال عون امس.
ضغط وتحذير: وباستثناء لقاء الرئيسين ميقاتي ونبيه بري في المجلس النيابي ظهرا، بدت حركة المواصلات على خط المشاورات شبه مقطوعة وانكفأت اتصالات الوسطاء بين المقرات، في وقت ارتفع منسوب الضغط في اتجاه ضرورة التشكيل الذي جدد ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز من بنشعي الدعوة اليه اليوم لمواجهة التحديات والاستحقاقات الاقتصادية والامنية، بعد مجموعة مواقف سياسية واقتصادية امس بعثت القلق ومن بينها لاءات الهيئات التي اعقبت كلاما وصف بالخطير لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة قاله امام بعض زواره عن بلوغ الوضع مستوى دون الخط الاحمر ووجوب تحمل المسؤولين السياسيين مسؤولياتهم والاسراع في تشكيل الحكومة.
التكنوقراط: ووسط ضبابية الرؤية المستحكمة في بلدان المنطقة والجوار، والخطر الداهم سياسيا واقتصاديا، اكدت مصادر سياسية مطلعة لـ "المركزية" ان الامور وصلت الى حدود بات يفترض معها، تشكيل "حكومة الناس" قبل اي شيء آخر وترك الملفات السياسية الخلافية الى هيئة الحوار الوطني.
ولاحظت ان حكومة تكنوقراط مصغرة ينبري وزراؤها الى معالجة الشؤون الحياتية الضاغطة ولئن يكن عمرها قصيرا وغير منسجمة مع روحية اتفاق الطائف الا انها تبدو في ظل الوضع الراهن افضل الممكن لإخراج البلاد من ازمة لم يعد قادرا على تحمل وزرها على المستويات كافة.
ساعات الحسم: الى ذلك، توافرت معلومات لـ "المركزية" ان الساعات الـ 48 المقبلة قد تشهد موقفا واضحا للرئيس المكلف يحسم الجدل والاخذ والرد حول التشكيل بعد حسم خياراته. واشارت الى اتصالات بعيدة من الاضواء في اروقة المقرات الرئاسية قد تظهر نتائجها الى العلن قريبا. وفي هذا المجال، تردد ان العماد عون سلم اخيرا الرئيس ميقاتي اسمين لحقيبة "الداخلية" احدهما وزير حالي مدني والثاني ضابط متقاعد من الجيش اللبناني كحل للعقدة الى جانب وزارات الطاقة والعدل والاقتصاد لوزراء التيار.
من جهة ثانية، واثر مواقف رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب عون امس، قالت اوساط نيابية في التكتل لـ "المركزية" ان مطلب الـ 11 وزيرا الى جانب "الداخلية" حق لأكبر كتلة في الاكثرية متسائلة عن المنطق الذي يخول رئيس الحكومة تعطيل او تطيير الحكومة برمتها عبر استقالته فيما تعجز كتلة من 27 نائبا عن ذلك.
وابدت قلقها ازاء تعاطي الرئيس المكلف مع ما اعتبرته حقوقاً مكتسبة للتكتل، خصوصا ان ميقاتي كان حتى الامس القريب حليفا لرئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري. 

السابق
“الوطن” السورية: أميركا لا ترغب في حكومة صلبة
التالي
“الوطن” السعودية: بوادر سوء تفاهم بين عون و”حزب الله”