علي فخرو: البحرين لا تتحمل صراع السعودية وإيران

حلَّ الوزير البحريني السابق علي فخرو ضيفا مساء أول من أمس على عشاء "المنتدى القومي العربي"، وتحدث عن الثورات العربية والاحلام التي لا تزال تراوده منذ أن كان طالبا على مقاعد كلية الطب في الجامعة الاميركية في بيروت وهو من مواليد عام 1932.
طبيب القلب والاختصاصي في الامراض الداخلية عمل وزيرا نحو 25 عاما للصحة والتربية، "يعاني" أوجاع بلاده وهموم شعبه.
يتحدث البعثي العتيق عن خطورة الانقسام والشرخ والتفتت السياسي الذي تعيشه المملكة الواقعة على خط نار الخليج بين السعودية وايران.
ويرى في حديث الى "النهار" ان التظاهرات وحركة الاحتجاجات التي تمر بها المملكة ليست وليدة اليوم، وعمرها على الاقل عشر سنوات، ويهدف القائمون بها الى ولادة دستور يضعه مجلس تأسيسي ولا يأتي منحة من نظام الحكم.
وتربط فخرو صداقة قديمة بالملك حمد بن عيسى آل خليفة تعود الى أيام والده، وهو في الوقت نفسه ليس بعيدا من الوجوه الشيعية المعارضة، وقد توجه أثناء التظاهرات الى دوار اللؤلؤة في المنامة وتحدث الى الشبان المنتفضين.
يرى الرجل الذي خبر عالم الديبلوماسية ايضا في معرض رده أن البحرين الآن تقع على مفترق طرق.
ويخشى الاستمرار في الانقسام المجتمعي الحالي المعتمد في الاساس على الولاءات القبلية عند البعض والطائفية عند البعض الآخر. واذا استمر البحرينيون في هذه الطريق فانهم سينتهون في رحاب مجتمع منقسم على نفسه وغير قادر على الانتقال الى ديموقراطية المواطنة والمساواة.
من هنا يدعو فخرو، بل يتمنى ان يؤدي هذا الخلاف الى طريق المصالحة بين الجهتين المجتمعيتين على قوله لانه يرفض تسميتهما بالسنة والشيعة.
ويعتقد أن الملك يرغب في الانتقال الى وضع اكثر تقدما "وأنا أعلم بالفعل أنه تكلم في هذا الامر مع قادة المعارضة قبل وقوع الاحداث، وأنه يسعى الى احداث تغيير نحو مزيد من الديموقراطية. وأن النقاط التي وضعها ايضا ولي العهد سلمان بن حمد بغية اجراء حوار جدي كانت جيدة وتصلح للتنفيذ، وهذا ما يريده الملك ايضا.
ولدى فخرو ملاحظات على عدد من الشعارات والاهداف التي طرحتها قوى المعارضة، وأن الوضع في النهاية "كان أكبر منا، وأنا أعتقد، ويا للأسف الشديد، أن تحرك الشباب تأثر كثيرا بأصوات التطرف، وقلت لمجموعات منهم ان طرح اسقاط النظام كان خاطئا، وكان يمكن التركيز على المطالب الديموقراطية المتعلقة بالدستور".
ويتمنى على الملك ألا يصادق على حكم الاعدام في حق أربعة شبان "لأن المصادقة ستساهم في ادخال البحرين في أزمة مفتوحة قد تمتد سنين طويلة وتعيدنا الى المربع الأول".
ويقدّم حكمة الى السلطات المعنية في بلاده تعليقا على الاعدام: "إن الشهيد الميت أخطر بدرجات من الثوري الحي، وهذه رسالتي الى السلطة".
ويضيف: "قلبي يدمي على ما آل اليه وضع الملك، وأشعر بأن جهات عدة أوقعته في حرج كان يجب ألا يقع فيه، مع العلم أنه أقدم على خطوة جريئة عندما اعتذر عن سقوط شهداء وسمح بالتظاهرات طوال ثلاثة أسابيع، لكن الامور أفلتت في النهاية".
ولا يقبل فخرو الاقدام على هدم عدد من المساجد في المملكة، وعلى رغم كل ما حصل يبقى أمله كبيرا بالملك وحكمته.
ويوجه رسالة الى القيادتين في السعودية وايران مفادها ألا تحوّلا البحرين مسرحا للصراع الاقليمي لانها أصغر من أن تحتمله، وألا تحسما خلافاتهما على أرض المنامة لان المطلوب ابعادها عن هذا الصراع.
ويدعو الدولتين الى اعتبار التعايش السني – الشيعي في البحرين "قضية حياتية لا يمكن أحدا أن يتهرب منها او يقلل من أهميتها، وهذا التعايش موجود في المملكة، وهي صغيرة ولا قدرة لها على تحمل الصراعات الاقليمية على أرضها"

السابق
الإعدام لـ3 متهمين بالتعامل ومحاكمة موقوف
التالي
أميركا ــ باكستان: معركة الاستخبارات