بعد المشاعات: عناصر “أمل” تقتحم منزل السيد هاني فحص

إجو إجو تعو نعمل اللازم"، هذا الكلام سمعته السيدة أم حسن فحص، زوجة السيد هاني فحص، آتيا من مدخل المبنى أثناء الهجوم الذي قام به مجموعة من شباب حركة "أمل" لدعم رجل الأعمال علي سلامة في عمله غير المحقّ واللاقانوني".

مصطفى، نجل السيد هاني فحص، تحدّث لـ"جنوبية" حول خلفيات المشكلة وأسبابها، وشرح الحادثة مؤكداً على أنّ سلامة، مالك شركة "سلامة للسيراميك" هو المحرّض الرئيسي على كلّ أحداث "الثلاثاء الأسود" في الضاحية الجنوبية لبيروت: "إذ أنه يسعى إلى وضع يده على مواقف مخصّصة لسيارات المبنى، سعيا منه إلى أن تصبح ملكاً له كي يركن فيها سيارته ويحتلّ مكان سيارات المالكين الآخرين مكان ليضع مولدا للكهرباء خاصا به".

فحص يؤكد بالوثائق أنّ "لجنة البناية عملت على منعه وسعت لإيجاد حلّ للمشكلة، إلاّ أنّه استطاع إخافة الأهالي المقيمين داخل المبنى عبر تهديدهم وتخويفهم نظراً لعلاقته الجيدة بمسؤولي بلدية الغبيري وقدرته على حشد يمليشيا تساعده في قرصنته".

وقد صدق سلامة في تهديداته، فالعناصر التي كان يخوّف السكان بها إقتحمت "بوابة البناية وكسّرتها"، يقول فحص، ويضيف أنّه "أدخل المولد إلى موقف المبنى، مستعيناً بعدد كبير من الشباب وفي مقدمتهم مالك حيدر. وهم جاءوا مدجّجين بالأسلحة النارية والسكاكين الكبيرة والجنازير وعصي الخشب.."، فاعتدوا على ناطور المبنى وتهجموا على زوجة السيد هاني فحص وأبنائه.

وترى العائلة أن سبب ذلك يعود إلى عدم قدرة سلامة على إخافتهم، وإجبارهم على القبول بشروطه: "وسيكون ردّ العائلة قانونيا من خلال رفع دعوى قضائية بحقّ سلامة وبحقّ كل من شارك في هذا الهجوم، ريثما يصل السيد هاني من مصر الخميس".

أما عن كيفية انتهاء المشكلة فأشارت العائلة، التي تمت محاصرتها من قبل هؤلاء "البلطجية"، بحسب ما يصفونهم، فقد أقرّ المهاجمون أمام جميع الحاضرين بهويتهم قائلين: "نحنا حركة أمل".

لم تحلّ القضية إلاّ بعد تدخل جهات عليا. فقد اتصل بالعائلة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وقام بمواساتها والوقوف عند جرحها "من هذا الإعتداء"، الحاصل من أبناء منطقتهم واعداً إياهم بالتحقيق ومتابعة القضية من قبل الأجهزة المختصة لمعاقبة المخلين بالأمن.

موضوع سرقة الأملاك العامة واستثمارها ليس بعيدا عن اقتحام منزل السيد فحص. فصراع المشاعات وإعطاء الضوء الأخضر للبناء على الأملاك العامة يستكمل بخلل الأمس وعدم احترام الملكية الخاصة أيضا، بعد العامة.

ما يطرح تساؤلات كثيرة أهمها: "أين رئيس حركة أمل نبيه بري من هذا التصرف الميليشيوي الذي أقدمت عليه مجموعة من الشبان مدّعية انتمائها إلى حزبه؟ وهل هم فعلاً شباب موسى الصدر، أم أن مقولة "زعران الضاحية" باتت حقيقية وأصبح كل عمل خارج عن القانون يصدر من الضاحية ويقحم به اللون الأخضر ويحمل توقيعه".

السابق
العريضي التقى السفير الإيراني ووفودا بلدية
التالي
رد رئيس بلدية صفد البطيخ: التعايش الاسلامي المسيحي في البلدة ثروة يجب الحفاظ عليها