برنامج الأمم المتحدة للتنمية: اللاإستقرار السياسي عطل مكافحة الفقر والأمية

بتعرف إنو في حوالى 300 ألف فقير بلبنان وهالفقراء عايشين عالشي القليل كتير من الأكل والشرب ؟
بتعرف إنو من كل 100 ولد بعمر المرحلة الإبتدائية ،9 مش مسجلين بالمدرسة ؟!

بتعرف إنو بين كل 100 لبناني عمرو فوق ال15 سنة ،10 ما بيعرفوا يقرأوا أو يكتبوا ؟!

بتعرف إنوا ما بين 126 مقعد نيابي عنا بسّ4 نائبات؟!

بتعرف إنو من بين كل 100 طفل لبناني 16 بموتوا كل سنة ؟!

وبتعرف إنو الأطفال بلبنان عمبموتوا من أمراض مش كتير خطيرة متل الإسهال والإلتهاب الرئوي وغيرها ؟!

وأيضا بتعرف إنوا من كل 100 ألف إمرأة عمبتولد 23 بموتوا؟!

وهل بتعرف إنو حوالى 23 من الأراضي بلبنان معرضة للتصحر؟!

كل هذه المعطيات سجلها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال عمله الدؤوب والفاعل الذي يحسب له لتقديمه دوما أهم المعلومات وأدقها ·

وضمن هذا الإطار ،قدم برنامج الأمم المتحدة مشروع الأهداف الإنمائية للألفية الذي تمثل ب8أهداف ،وذلك خلال الدورة التدريبية الأولى الذي أقامها بالشراكة مع مؤسسة <فرانس براس> حول مشروع الإعلام من أجل التنمية، انطلاقا من تعزيز مفاهيم السلام والتنمية عبر تعزيز قدرات الإعلاميين اللبنانيين ·

الدورة استمرت على مدى 3 أيام شارك فيها العديد من وسائل الإعلام المرئية المقرؤة والمسموعة ،وهي ستستكمل على مراحل من خلال جلسات متفرقة لغاية بداية العام 2012

هذا، وتحدثت مديرة مشروع الأهداف الإنمائية للألفية كوثر دارة  بإسهاب عن المشروع وأهدافه:
 
أهداف الألفية ؟

بداية، لو تقدمين لنا لمحة عن الأهداف الإنمائية للألفية ؟

هناك أبعاد كثيرة للتنمية ،لذلك ما يهمني أن أركز عليه هو الأهداف الإنمائية للألفية والتي تتمثل ب8 أهداف، حاولنا أن نجمع فيها كل ما يتعلق بشؤون التنمية والتي تعتبر أنها حقوق أساسية وحاجات الناس الرئيسية والتي يجب أن يحصلوا عليها ·

وهذه الأهداف تشمل الفقر ،التربية المساواة بين المرأة والرجل ،تمكين المرأة إضافة إلى صحة الأم والطفل والأمراض المعدية ولا سيما إنتقال مرض السيدا والكوليرا والملاريا ···

كذلك تطرقنا من خلال الأهداف إلى التنمية البيئية والشراكة العالمية من أجل التنمية ·كل هذه الأهداف اختصرت أهم القضايا الإنمائية متى بدأتم التحضير لهذا المشروع؟

بدأنا العمل في هذا المشروع منذ سنتين تقريبا ،ومنذ أن تم الإلتزام بالأهداف الإنمائية للألفية بدأت الأمم المتحدة بالعمل على تحقيق هذه الأهداف التي من المفترض أن تتحقق في العام 2015·

أما فيما يخص مشروع الإعلام من أجل التنمية بالتحديد فهو لم يبدأ اليوم بل منذ مدة، وذلك بهدف بناء السلام ومنع النزاعات ·كما أننا نعمل على مفهوم آخر هو مفهوم التنمية والذي يصب بصورة أو بأخرى بمنع النزاع وتثبيت السلم الأهلي · من هذا المنطلق، ارتأينا أن نوسع رقعة تغطية الشؤون الإنمائية في الصحافة اللبنانية لجعلها أكثر موضوعية ولمقاربتها أكثر للواقع كي تجذب جميع اللبنانيين وليس فئة معينة·
وضع لبنان كيف تقيمين وضع لبنان فيما يخص الأهداف التي طرحت في هذا المشروع ؟

هناك بعض الأهداف التي حقق فيها لبنان تقدما ملموسا وربما نصل في العام 2015 إلى تحقيقها بشكل كلي ،لكن هناك بعض الأهداف الأخرى التي ما يزال لبنان يتقدم فيها بشكل بطيء كالفقر· وهنا لا أتكلم عن المعدل الوطني لأن ربما بعض الناس تراه معتدلا لمقاربته ال8 بالمئة· لكن الهدف الأساسي هو تخفيض معدلات الفقر إلى النصف والتي كانت بحدود ال10 بالمئة عندما التزمنا بالأهداف ·اليوم نحن نتحدث عن 8 بالمئة لكننا نتوقع في العام 2015 أن نصل إلى ال4 بالمئة ·طبعا نحن نتحدث عن أرقام قديمة نسبيا ،لأن ما حصل خلال السنوات الماضية لم يعد يمكننا من أن ندرك وضعنا حاليا فيما يخص معدلات الفقر لكن ما نعلمه أن هناك تفاوتات مناطقية كبيرة، لذلك لا بد من التركيز أكثر على هذه الفروقات المناطقية ·ونحن عندما نتحدث عن 8 بالمئة نكون نتحدث عن 25 بالمئة في منطقة أخرى من لبنان وهذه أرقام جدا كبيرة ·من هنا أهمية التركيز على البعد المناطقي للفقر وأهمية تقدم الأهداف بنفس القوة ،لأن مجرد التراجع بهدف معين معنى ذلك أنه لن يمكننا المحافظة على بقية الأهداف ،فإذا ازداد الفقر سيتراجع التعليم··· لذلك التقدم يجب أن يتم بوتيرة واحدة ·
الأسباب المعوقة للتنمية برأيك ما هي الأسباب التي تحول دون انطلاق التنمية بالشكل المطلوب؟

لبنان كان ولا يزال بلد نزاع سواء النزاع كان مع طرف خارجي أو داخلي، وبالتالي هو بلد يتمتع بعدم الإستقرارالسياسي ·ونحن خلال الست سنوات الماضية بالرغم من أن البلد كان يحقق على الصعيد الإقتصادي نموا ملحوظا ، إلا أن هذا النمو لم يكن ينعكس على الإنماء المناطقي وهو لم يعالج المشاكل التي يعاني منها لبنان· كما أن عدم وجود حكومة فعلية خلال ال6 سنوات الماضية، كونها حكومة تصريف أعمال ،هذه المسألة لم تسمح للحكومة القيام بأي شيء، الأمر الذي لم يسمح بوضع أهداف واضحة والعمل عليها ،وبالتالي كانت الأهداف تتم عن طريق التشغيل اليومي، وهذا الأسلوب بالتأكيد لا يمكن أن يخولنا القيام بأي إنماء·
خطة الإنماء المطلوبة كيف يجب أن تتم المعالجة، وما هي الخطة التي يترتب على الحكومة الجديدة تنفيذها للتوصل إلى الإنماء المطلوب ؟

للتنمية بشكل عام والتنمية الإجتماعية بشكل خاص هناك العديد من الأمور التي يجب أن تنفذ ،لكن كون لبنان بلد محدود الموارد وفي ظل ما يجري في الدول العربية ولا سيما أننا نعتمد في مواردنا على تحويلات من الخارج·هذا عدا عن التهديدات التي تحصل لمصادر الدخل الخاصة بلبنان والتي توجب علينا أن نفكر دوما بالأولويات ·لذلك أعتقد أنه على الحكومة المقبلة أن تضع أولويات قصوى كمشكلة المياه والكهرباء ،من هنا يجب أن نسعى على تحقيق المستطاع وضمن الإمكانات المتوافرة، فلتتعهد الحكومة بما هو مقبول كي تتمكن من تحقيقه .
الهدف المتوقع تحقيقه ما هو الهدف الذي تتوقعين تحقيقه إلى حين وصولنا إلى الألفية؟

أعتقد أن التعليم سيكون له الحصة الأكبرخصوصا وأننا حققنا خطوات متقدمة فيما يخص الإنتساب المدرسي في مرحلته الأولى أي الإبتدائية ،لكن أيضا أعود وأقول أنه كان يجب على لبنان أن يعمل بشكل فاعل أكثر عندما وضعت هذه الأهداف، وذلك من خلال لبننتها أي وضعها ضمن سياق لبناني· فمشكلتنا لم تكن يوما بعدد الطلاب الموجودين في هذه المدارس إنما بنوعية التعليم وما إذا كان يؤدي إلى إنتاجية جيدة إضافة إلى كلفة هذا التعليم· انطلاقا من هذا الواقع، ربما كان علينا أن نوسع أفق أهدافنا وأن نضع أهدافا أخرى تتعلق بنوعية التعليم وكلفة التعليم وبأمور أخرى تتعلق بنظام التعليم ككل .

الأهداف غير المتوقع إنجازها ما هي الأهداف التي لا تتوقعين على الإطلاق إنجازها نتيجة الواقع؟

كل الأمور التي لها علاقة بالقوانين والتي تحتاج للتعديل وخاصة القوانين المتعلقة بالمرأة وتمكين المرأة ،فهناك حاجات كثيرة لم تتمكن المرأة أن تحصل فيها على حقوقها كاملة كمواطنة ·هناك حق الجنسية والكوتا النسائية، إضافة إلى غيرها من القوانين الأخرى التي ممكن أن تشارك فيها المرأة بشكل فاعل أكثر ·كذلك هناك الهدف الثاني المتعلق بالبيئة ،فمؤشراتنا البيئية أيضا متراجعة للغاية وليس هناك من عمل جدي فاعل ·فالبيئة ليست مسؤولية وزارة واحدة بل مسؤولية المجتمع والدولة والمجتمع المدني أيضا ·وفي هذا الإطار، لا أعتقد أن هناك أي عمل جدي يحصل وخاصة أن المشكلة ليست محلية فقط بل عالمية أيضا .
التوعية هامة إلى أي مدى تعتبرين أن للتوعية دور هام في مجال التنمية؟

هناك بعض الأهداف التي لا تحتاج لتحقيقها سوى إلى نشر التوعية ولا سيما في المدارس والجامعات والمجتمع عموما،وبالأخص في المناطق النائية كصحة الأم والطفل ،التعليم والبيئة ···
الإلتزام بالأهداف ماذا تطالبين الحكومة القادمة؟

نحن دوما كمنظمة أمم متحدة نطالب الدولة بالإلتزام بالأهداف التي سبق أن التزمت بها، مع وضع أولويات لهذه الأهداف على أن تنظر إلى ما هو مطلوب منها ·
ختاما ،برأيك إلى أي مدى تلتزم الدولة اللبنانية بما هو مطلوب منها على الصعيد الإنمائي ؟

لا نستطيع أن نظلم الدولة لأنه خلال ال20 سنة الماضية لم تكن التنمية على رأس أولويات الدولة ،وذلك نتيجة الصراعات السياسية والوضع القائم ·هذا بالإضافة إلى اختلاف الآراء فيما يخص الإنماء الذي نريده أو الإقتصاد الذي نريده ؟لذلك ربما محاولة الوصول إلى ما يحتاجه الناس يكون من بديهيات التنمية كتأمين المياه والكهرباء ··

السابق
الطقس غدا غائم جزئيا مع انخفاض في الحرارة
التالي
عاجل جدّاً: سجن نموذجي في الجنوب