الوطن: شكوك حول مهمة هوف في بيروت وأجندة فيلتمان في عمّان

قفز الاهتمام السياسي اللبناني، من دون مقدمات، إلى الجنوب مع الزيارة التي قام بها مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط فردريك هوف إلى بيروت حيث أمضى يومين بعيداً من الأضواء والتقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين.
وعلم أن هوف حمل ملف ترسيم الحدود وتفاصيله المحتملة كحل يرتكز على دور أساس للقوة الدولية المعززة في الجنوب (يونيفيل).

وتبيّن أن خبيراً في الشؤون الجغرافية وترسيم الحدود بين الدول رافق المسؤول الأميركي في جولاته على المسؤولين السياسيين والعسكريين، من بينهم قائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث كان بحث معمق في ملفات عدة أبرزها الانسحاب من الغجر، وأخرى مؤثرة في مسار عملية السلام في المنطقة من ضمنها تولي القوة الدولية المعززة في الجنوب ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بعدما كان لبنان رفض في وقت سابق عرضا إسرائيليا قدمه الوفد العسكري الإسرائيلي في اللجنة المشتركة التي تعقد اجتماعاتها في الناقورة برعاية قائد القوة الدولية ومشاركة وفد عسكري لبناني.

كما تطرق البحث إلى الوضع في لبنان، في ضوء التطورات الحاصلة في المنطقة والمخاوف من أن تكون لها تداعيات انطلاقا من الجنوب، والعمل على إكمال تنفيذ القرارات الدولية وتحصين دور القوة الدولية في منطقة عملياتها.
وكان لبنان قد طالب الأمم المتحدة عبر كتاب رفعه إلى الأمين العام بان كي مون بأن تتولى «اليونيفيل» ترسيم الخط الأزرق البحري كما فعلت في العام 2000، رافضاً الاقتراح الإسرائيلي بمفاوضات مباشرة أو عبر اجتماعات الناقورة لترسيم الحدود.
وعلمت «الوطن» أن هوف سمع ممن التقاهم أن لبنان لا ينظر بجدية إلى مسألة احتمال انسحاب إسرائيل من الغجر لأنه لطالما واشنطن وتل أبيب أعلنتا نية إسرائيل الانسحاب، ليتبين كذب هذا الإعلان.
وترددت معلومات غير مؤكدة عن أن المسؤول الأميركي وصل إلى لبنان من طريق البرّ قادماً من دمشق.

وكان لافتاً ما نسب إلى مصدر في السفارة الأميركية في بيروت، لجهة إعلانه أن الزيارة خصصت في جزء منها «لمناقشة تنفيذ القرار 1701 مع المسؤولين وفي الجزء الثاني لتقديم موجز عما آلت إليه جهود السيناتور جورج ميتشيل المتصلة بإحياء المفاوضات في الشرق الأوسط».

وقال مصدر سياسي رفيع لـ«الوطن»: إن العودة إلى تحريك مسألة سلاح المقاومة في هذا التوقيت من خلال الإشارة إلى القرار الدولي 1701، هو أمر مريب. ورأى أن مسار الأحداث في لبنان الذي يتخبط في فراغ حكومي وشبه شلل سياسي وإداري، هو في جزء منه عائد إلى عدم رغبة الولايات المتحدة الأميركية في تشكيل حكومة لبنانية صلبة، إذ إن هذا الخواء الحكومي الخطر هو أحد السبل التي ترغب بها الإدارة الأميركية كي تنفذ منه في اتجاه اللعب على تناقضات لبنانية متصلة تحديدا بسلاح المقاومة.
واعتبر المصدر أنه انطلاقا من هذه القراءة يمكن فهم مهمة هوف وإثارته مسألة سلاح المقاومة والقرار 1559، على حين كان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السفير جيفري فيلتمان يصوّب، من الأردن، على لبنان وسورية.
ولفت المصدر إلى أن هذا الترابط في موقف كل من فيلتمان وهوف أمر جليّ وواضح، ويعزز هذا الانطباع أن هوف الذي أنهى زيارته لبيروت صباح أمس غادر إلى عمّان حيث زميله فيلتمان يتابع مهمته.

السابق
موقع الخليج على خريطة الأحداث في سوريا
التالي
التحدي اللبناني.. للبنانيين