“الدولية للمعلومات: 33% مؤامرة خارجية على سوريا..56% مع بقاء النظام و17% مع رحيله

شكلت واقعة اعتقال أجهزة الأمن السورية في مدينة درعا السورية في بداية شهر آذار الماضي، لمجموعة من الأولاد كتبت شعارات مناوئة للنظام على الجدران، شرارة لسلسلة من الاحتجاجات التي عمت درعا وتوسعت وانتشرت لاحقاً إلى العديد من المدن والقرى السورية رافعة في بعضها شعار "إسقاط النظام" الذي عمد إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات الإصلاحية، أهمها إلغاء حالة الطوارئ. لكن ذلك لم يوقف بعض التحركات الاحتجاجية، بل حصلت عمليات عسكرية نفذها محتجون ضد قوات الجيش والأمن السوري، وفقاً للمصادر الحكومية السورية، الذي عمد إلى استعمال القوة وإلقاء القبض على مئات المحتجين.

منذ نحو شهرين والحدث السوري يستحوذ على الاهتمام، وأصبح لدى البعض شأناً داخلياً لبنانياً لعدة اعتبارات، منها القرب الجغرافي والعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين، والأهم من كل ذلك الاتهامات السورية لقوى ونواب في فريق 14 آذار بدعم المناهضين للنظام، كما تبنت الموقف السوري قوى في 8 آذار، وترافق ذلك مع مسيرات مؤيدة للنظام في سوريا وأخرى معارضة له. وإذا كانت المواقف المعلنة لمعظم القوى هي عدم التدخل في الشأن السوري فإن هذا لا ينفي ولا يخفي أن لدى معظم اللبنانيين رأياً وموقفاً من الحدث السوري.

استطلعت "الدولية للمعلومات" (Information International) في الفترة ما بين 29 نيسان و3 أيار 2011 رأي عينة من 500 لبناني، موزعين وفقاً لحجم التمثيل المناطقي والطائفي ومختلف الشرائح العمرية، حول موقفهم ورأيهم مما يجري في سوريا.
1ـ الموضوع الأهم: لبنان
بالرغم من الأحداث العديدة التي تشهدها المنطقة، سواء في مصر أو تونس أو البحرين أو ليبيا أو اليمن أو سوريا، فإن نحو نصف المستطلعين اللبنانيين (49%) يهتمون وتعنيهم في الدرجة الأولى الأوضاع في لبنان. بينما يستحوذ الاهتمام بالوضع السوري على الأولوية لدى 28% من المستطلعين، و10 % يهتمون بالأوضاع في الدول العربية كافة، وهناك 13% لا اهتمامات لديهم حول هذه الأوضاع .
2ـ وصف ما يجري في سوريا: مؤامرة خارجية
اعتبرت أكثرية بسيطة من المستطلعين (33%)، أي ما يمثل الثلث، أن ما يجري في سوريا هو نتيجة مؤامرة وتدخلات خارجية. بينما اعتبرتها 22% ثورة شعبية، و20% مزيجاً من التداخل بين المؤامرة الخارجية والثورة الشعبية، وأجاب ربع المستطلعين (25%) "لا أعرف". ما يكشف عن عدم وجود إجماع أو أكثرية كبيرة تتبنى وصفاً واحداً لما يحدث .
ويختلف هذا الوصف تبعاً للانتماء الطائفي. فتعتبر أكثرية 61% من المستطلعين الشيعة أن ما يحدث هو مؤامرة خارجية، مقابل 20% من المستطلعين السنة، وتنخفض إلى النسبة الأدنى (15%) لدى المستطلعين الدروز. ويحصل الانقسام في الوصف بشكل شبه متقارب لدى المستطلعين في الطوائف المسيحية وفقاً لما هو مبين في الجدول.

3ـ الخيار الأفضل: بقاء النظام
تفضل أكثرية 56% من المستطلعين بقاء النظام الحالي في سوريا مع اعتماده على إصلاحات جديدة ووقف قمع المحتجين، (3% من بينهم مع بقاء النظام من دون أية إصلاحات) وهناك نسبة تبلغ 17% تفضل رحيل النظام الحالي وإقامة نظام آخر مكانه، بينما أجاب 27% "لا أعرف" .
وهذا مؤشر مهم ففي حين لم تتوفر أكثرية كبيرة لديها وصف واحد لما يجري في سوريا فإن هناك أكثر من نصف المستطلعين يفضلون خياراً واحداً هو بقاء النظام الحالي، من دون إغفال أن هناك أكثر بقليل من ربع المستطلعين أعفى نفسه من الإجابة أو تحديد موقفه.
وفي توزع هذه الخيارات تبعاً للطائفة، كما في الجدول نتبين أن هناك أكثرية شيعية (75%) وأرثوذكسية (71%) مع بقاء النظام، كما أن نصف المستطلعين الموارنة و59% من الدروز مع بقاء النظام مقابل 39% لدى السنة و38% لدى الروم الكاثوليك وهم النسبة الأدنى المؤيدة للنظام.

4ـ الأولوية والخيار الأفضل
في تحليل لإجابات المستطلعين في السؤال الأول وإجاباتهم في السؤال الأخير نتبين أن الذين يولون الأوضاع في سوريا الأولوية يفضل 70% منهم بقاء النظام الحالي، والذين يولون الأوضاع في الدول العربية يفضل 63% منهم بقاء النظام، بينما الذين يولون الأوضاع في لبنان الأولوية فإن نحو نصفهم (48%) يفضلون بقاء النظام. ويبين الجدول رقم 3 الخيار المفضل تبعاً للموضوع الأول الذي يحوز على الاهتمام.

لبنان أولاً هو اهتمام نحو نصف اللبنانيين، الذين ينقسمون حول وصف جامع لما يجري في سوريا، ولكن أكثر من نصفهم مع بقاء النظام الحالي واعتماده خيار الإصلاح، بينما تنخفض نسبة المؤيدين إسقاطه إلى 17% وترتفع نسبة "لا أعرف" إلى 27%.

السابق
اشتباك ليلي في صيدا!
التالي
ما هي نظرة “حزب الله” إلى التطورات السورية.. وماذا عن طريق الامداد بالسلاح؟