ملامح صفقة وراء مقتل بن لادن… تنهي احتلال أفغانستان؟

رغم عنصر المفاجأة، الا أن ثمة دلائل واشارات قوية تلمح الى صفقة أميركية – باكستانية وراء الإعلان المفاجئ عن مقتل أسامة بن لادن. وهذه الصفقة مرتبطة بالاستعدادات الجارية بصمت من أجل حل ينهي الاحتلال الأميركي لأفغانستان.
الواضح أن إسلام أباد قامت بمساعدة واشنطن في الحصول على انجاز يحفظ ماء الوجه ويعجل خروج الجيش الأميركي من الوحل الأفغاني بعد تحقيق الهدف الرئيسي الذي اشعل الحرب والمتمثل بقتل مخطط هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وكان جلياً طوال اليوم أن الحكومة والجيش في اسلام اباد مصممان على التزام الصمت وعدم الخوض في تصريحات المسؤولين الأميركيين بأن مقتل بن لادن انجاز أميركي بحت. حتى أن البيان الصادر من وزارة الخارجية الباكستانية أكد أن العملية العسكرية نفذتها قوات أميركية. ووجه الغرابة هنا هو أن الاستخبارات الباكستانية والأميركية كانتا دخلتا في حرب باردة في يناير الماضي بسبب الاختراقات الأميركية المتكررة للحدود الباكستانية، ولا يمكن لفريق من القوات الخاصة الأميركية أن يجتاز المسافة بين أفغانستان والمدينة القريبة من العاصمة الباكستانية حيث قتل بن لادن من دون ترتيب مسبق مع الجيش الباكستاني، الأمر الذي يدعم التقارير التي ترى أن الباكستانيين سهلوا هذا «الانتصار» مقابل أن تقر واشنطن بدور رئيسي لاسلام اباد في أفغانستان.

وتداول الباكستانيون رسائل نصية تقول بأن الجيش الأميركي استخدم اجهزة خاصة لتعطيل الرادارات التابعة لسلاح الجو الباكستاني أثناء العملية السرية. الا أن العسكريين سرعان ما نفوا ذلك، مشيرين الى أن المدينة التي قتل فيها بن لادن تقع وسط حزام أمني بالغ الحساسية إذ تقع فيه منشآت نووية ومراكز أبحاث للصواريخ الباليستية، ويدرك الأميركيون أن عملا مثل تعطيل الرادارات قد يفسره الباكستانيون مقدمة لهجوم هندي أو اسرائيلي على المنشآت النووية وقد يؤدي الى رد نووي غير محسوب.
وما يؤكد وجود صفقة هو وجود بن لادن في منطقة عسكرية بامتياز تقع تحت رقابة أجهزة الاستخبارات الباكستانية، العسكرية منها والمدنية. ومدينة ايبت اباد (المسماة على اسم قائد عسكري بريطاني) الصغيرة لم يكن ممكنا ان يختفي فيها بن لادن لمدة طويلة من دون معرفة الاستخبارات الباكستانية. ويقول معظم الباكستانيين بأن الحصول على دور في افغانستان هو أمر مهم ولكن السماح لجيش أجنبي بتنفيذ عملية عسكرية في العمق الباكستاني هو أمر مهين لمعظم الباكستانيين ويقلل من احترامهم للجيش.

كما أن رفض السلطات الأميركية والباكستانية نشر اي صور لجثة بن لادن ودفنه على وجه السرعة في ظروف غير طبيعية، على عكس ما حصل مع صدام حسين على سبيل المثل، يشير الى ان الأميركيين والباكستانيين لم يفصحوا عن كامل الحقيقة في ما يتعلق بما حصل.

السابق
أميركا تقتل أبناءها
التالي
العرقوب: أرض بلا حقوق… ولا نواب