مخالفات البناء جنوباً: جرح 8 أمنيّين

مخالفات البناء في الجنوب، هل هي ظاهرة تستعصي على الحل؟ أم تكمن المشكلة في الحلول التي اعتمدت؟ المخالفات مستمرة، واجتماع لأمنيّين مع ممثلي حركة أمل وحزب الله نجم عنه تأليف لجان لـ«مواجهة» المخالفات

جُرح 8 عناصر من فصيلة جويا في قوى الأمن الداخلي، إذ عمد الأهالي في بلدة طيرفلسيه ـــــ قضاء صور الى رشقهم بالحجارة. كان رجال الأمن يحاولون فتح طريق البلدة التي قطعها الأهالي بالإطارات المشتعلة لإعاقة وصول العناصر الأمنية الى الأحياء التي تجري فيها مخالفات البناء على قدم وساق.
تأتي هذه الحادثة بعد أسبوعين على مهاجمة قوة من فصيلة صور في قوى الأمن الداخلي وإصابة آمرها الرائد أحمد علي أحمد وعدد من عناصره بحجارة رشقهم بها مواطنون أثناء محاولتهم قمع مخالفات بناء في حي المساكن في صور.
طيرفلسيه مجدداً في «الواجهة»، فقد كانت هذه البلدة شرارة الانطلاقة لانتفاضة البناء في منطقة صور، بعد منطقة الزهراني، إثر إشعال الأهالي الإطارات فيها احتجاجاً على منعهم من تكرار مشهد التعديات.

ماذا في تطورات قضية المخالفات؟ فوق الطاولة، استمرت محاولة ترميم موقف القوى الأمنية والسياسية والحزبية. فقد حاولت بلديتا صور والبرج الشمالي بمؤازرة القوى الأمنية وكوادر من حزب الله وحركة أمل إزالة مخالفات بناء تقع ضمن النطاق الإداري لهما. تلك الخطوة أعقبت «الافتتاح» الذي دشنه نائب صور عن «حركة أمل» عبد المجيد صالح الذي أزال مخالفة البناء التي ارتفعت فوق سقف منزل عائلته الواقع في محيط مخيم البص في صور. فبينما كان جيرانه يستمرون في إضافة سقف فوق آخر، ومحل تلو المحل، قررت «حركة أمل» أن تبرهن على امتثالها للقانون بفرضها على صالح إزالة مخالفته، برغم أن الأخير برر في مؤتمر صحافي أن منزله يقع ضمن أملاك الدولة، لكن ليس ضمن منطقة الآثار.

وكان قد عقد ظهر أمس في صور الاجتماع التنسيقي السياسي الأمني الثاني من نوعه في غضون أسبوعين لبحث قضية مخالفات البناء على الأملاك العامة والمشاعات. الاجتماع حضره النائب علي خريس ومحافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر والمدعي العام في الجنوب القاضي سميح الحاج وقائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي ومدير الاستخبارات في الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور ومسؤولون عن حركة أمل وحزب الله في الجنوب. وتوصل المجتمعون الى دعوة المواطنين لمساعدة القوى الأمنية والعسكرية في تنفيذ مهماتها وتأدية واجباتها ودعوة المخالفين والمعتدين على الأملاك العامة والمشاعات الى وقف العمل فوراً وإزالة التعديات خلال مهلة 48 ساعة على نفقتهم الخاصة، وإلا ستضطر القوى الأمنية الى القيام بواجباتها بإزالة المخالفات بالتنسيق مع السلطتين الإدارية والقضائية. ودعا المجتمعون أصحاب مجابل الباطون وتجار مواد البناء الى التوقف عن بيع هذه المواد لمدة أسبوعين من تاريخه ضمن قضاءي الزهراني وصور لجميع الورش تحت طائلة وقفها عن العمل والملاحقة القانونية، أما بالنسبة الى البلديات فلها أن تقوم بوقف المخالفات والتعاون مع القوى الأمنية والعسكرية وتأمين التجهيزات اللازمة من آليات عند تنفيذ مهمات الهدم للمخالفين.

من مقررات الاجتماع تأليف لجنة مشتركة في كل منطقة، بين قوى الأمن الداخلي وممثلين عن كل من حزب الله وحركة أمل، مهمة هذه اللجنة العمل ميدانياً بين الأهالي لمنعهم من ارتكاب مخالفات جديدة وإقناع المخالفين بإزالة المخالفات التي ارتكبوها.

قطع طرقات

المواطنون الذين جرى تحذيرهم من الاستمرار بالتعديات على أملاك الدولة وبناء مخالفات عليها، أقدموا أخيراً على قطع طريق العباسية بالإطارات والحواجز، احتجاجاً على منع إدخال مواد بناء الى منطقة شبريحا عند مدخل مدينة صور الشمالي. المشهد ذاته تكرر في بلدة عيتيت، حيث جرى اعتراض قوة تابعة لمخفر جويا أثناء توجهها لقمع مخالفة، من قبل سيارة من نوع رينو رابيد من دون لوحات وبزجاج داكن، تبعها أكثر من عشرين سيارة، ترجّل منها عدد من الشبان وعمدوا الى مهاجمة الدورية بالعصيّ والحجارة ومعدات البناء. كما أقدم أحدهم على تكسير زجاج سيارة قوى الأمن وتحطيمه. متابعون لمسار مواجهة المخالفات، توقفوا عند هذه الحوادث، ودعوا إلى التوصل لحلول عملية لمواجهتها من دون إراقة دماء.

السابق
السفير عن مصادر الأكثرية:تطورات المحيط العربي أكبر حافز للتسريع في التشكيل
التالي
منيمنة: خلافات 8 آذار كثيرة..والمؤشرات تقول إنها أعجز من أن تدير بلداً