بن لادن تغطية غير مسبوقة بالصحافة العبرية

رغم حلول ما يعرف بذكرى المحرقة اليهودية اليوم وإجراء مراسيم رسمية وشعبية كثيرة في إسرائيل استحوذ مقتل بن لادن على صحافتها.

وانشغل الإعلام العبري الإلكتروني في سياق عملية الاغتيال بالسؤال كيف تم ذلك وما انعكاساته على مستقبل الجهاد العالمي؟ فيما خلت الصحف المكتوبة من ذلك لصدورها قبل إعلان الاغتيال.

التلفزة الإسرائيلية -التي بثت في ساعة مبكرة على خلاف عادتها- استحضرت خبراء في الشؤون الأميركية وشؤون "الإرهاب" فتباينت تقديراتهم بين من اعتبرها "ضربة قاضية" للإرهاب العالمي وبين من تحفظ على "التضخيم" والذهاب للقول إن الاغتيال سيؤجج "الجهاد العالمي".

وتشابهت وسائل الإعلام العبرية لا بالتغطية الواسعة والتفصيلية فحسب بل بإبراز تصريحات مسؤولين إسرائيليين توافقوا على الربط بين حرب الولايات المتحدة على القاعدة وحرب إسرائيل على "الإرهاب" في محاولة تبدو دعائية لجني ثمار الحدث.

وكرس الموقع الإخباري العبري الأهم "واينت" التابع ليديعوت أحرونوت مساحة واسعة لتغطية مقتل بن لادن تشمل السيرة الذاتية التفصيلية بكثير من الصياغات المثيرة لـ"المليونير الذي تحول لزعيم الإرهابيين".

كبقية وسائل الإعلام الإلكترونية يتابع الموقع الحدث بلهجة تشفي ويبرز احتفال الولايات المتحدة بالاغتيال بعد استذكار دوره والقاعدة في عملية 11 سبتمبر/أيلول 2001 بوصفها "أكبر عملية إرهابية في التاريخ".

السفير الإسرائيلي
وكشف موقع واينت أن البيت الأبيض أبلغ السفير الإسرائيلي في واشنطن باغتيال بن لادن قبل المؤتمر الصحفي بساعات.

وأبرز الإعلام العبري مباركة إسرائيل وابتهاجها بالاغتيال وشددت على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي استغل الاغتيال للإشارة إلى "النضال المشترك" بين إسرائيل والولايات المتحدة والدول الديمقراطية ضد "الإرهاب".

كما أبرزت تصريحات مشابهة لوزير الدفاع إيهود باراك ورئيسة المعارضة تسيبي ليفني اللذين غردا في سرب واحد، ائتلافا ومعارضة، بشأن "القيم المشتركة" و"اليوم التاريخي".

وفي إشارة مبطنة لقضايا تتعلق بإسرائيل والمنطقة أبرز الإعلام العبري الإلكتروني جميعه قول ليفني إن الاغتيال يدلل على نجاح "مكافحة الإرهاب في حال كان متواصلا ورافضا للتسويات".

واعتبرت ليفني أن موت بن لادن سيغير المعادلة في "كفاح العالم الحر بقيادة الولايات المتحدة ضد الإرهاب".

ويتوافق معلق الشؤون الاستخباراتية في صحيفة هآرتس يوسي ميلمان مع تقديرات ليفني ويقول في تحليله اليوم إن الولايات المتحدة صبرت ونالت، معتبرا الاغتيال أهم إنجازاتها العسكرية الأمنية منذ الحرب العالمية الثانية.
 
العدو الأول
ويشير ميلمان أن بن لادن هو العدو الأول للولايات المتحدة بعد هجمة 2001 وبعد تحوله لرمز وروح الجهاد العالمي ومصدر إلهام لناشطين إسلاميين في العالم.
ويرجح أن اغتيال بن لادن كلف الولايات المتحدة مليارات وجهودا كبيرة بذلتها أجهزة الاستخبارات الأميركية طيلة نحو عقد منوها أن الاستثمار كان ناجعا.

كذلك يرجح ميلمان أن واشنطن تمكنت من تعقب بن لادن من خلال تعقب المسار المالي الخاص به واعتماد مصادر استخباراتية بشرية لا بوسائل إلكترونية بدايتها بإفادات المعتقلين في سجن غوانتانامو قبل أربع سنوات خاصة إفادة خالد شيخ محمد, ويتابع ميلمان -المقرب من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية- "يبدو أن الاستخبارات الباكستانية دخلت على الخط بالدقيقة تسعين فقط".
ويقول إنه رغم الضربة المعنوية النفسية لن تموت فكرة الجهاد العالمي مثلما لن تنتهي مكافحته.

في المقابل شككت مراسلة كبرى الصحف العبرية -يديعوت أحرونوت- في واشنطن أورلي أزولاي بالتقديرات الغربية والإسرائيلية بشأن "الضربة القاضية" للجهاد العالمي أو "الانتصار المدوي" كما ورد في بيان رئاسة الوزراء الإسرائيلية.

ورجحت في تصريح للإذاعة العبرية العامة بأن تتواصل العمليات الجهادية وأن يشهد العالم عمليات ثأرية, وتابعت أن "هناك حالة من النشوة في الولايات المتحدة لكنها لا تبدد أسئلة كثيرة ما زالت مفتوحة بعضها يتعلق باحتمال استمرار القاعدة في عملياتها".
وقالت أحرونوت إنه من المبكر معرفة ما إذا كان الاغتيال سيقوي المتطرفين أم المعتدلين في العالم الإسلامي, وتابعت الواضح أن الرئيس براك أوباما هو المستفيد الأول من هذه "الهدية" الهامة له ولصورته ولصورة بلاده.

وهذا ما يؤيده زميلها المحلل العسكري لموقع الصحيفة رون بن يشاي الذي يقول في مقالته "تم تصفية المرشد لا الطريق".

ورش دوف شيفي -جنرال بجيش الاحتياط فقد ابنه في عملية التوأم عام 2001- الماء البارد على الحدث الكبير داعيا الولايات المتحدة للقليل من التواضع.

وقال شيفي في تصريح لإذاعة الجيش إن الولايات المتحدة تأخرت عشر سنوات في تصفية الحساب رغم كونها دولة عظمى، وتمنى لو قامت بملاحقته من قبل بدلا من احتلال العراق وإراقة دماء غزيرة. وتابع "لدينا نحن الآباء الثاكلون كارثة ثانية فلماذا نفرح؟"

السابق
تداعيات الأحداث السياسية تخيم على سوق السياحة في العالم العربي
التالي
امل: قلقون من التباطؤ في تشكيل الحكومة