بري “يائس وبائس وحالته بالويـل”:العقـدة لبنانية سخيفة وهذا المؤلم

قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري "أنا يائس وبائس وحالتي بالويل" ولم أعد أريد التكلم في موضوع تأليف الحكومة. ولفت في قضية الثورات العربية الى ضرورة الاختيار بين مثالي السودان ومصر. الرئيس بري سئل بعد استقباله وفد الوكالات العربية:
* المنطقة العربية الآن تشهد ثورات كيف يمكن للإعلام ان يخدم قضايا الأمة العربية بدلاً من أن يكون أداة لتفجير الثورات والانقلابات والأحوال التي نشهدها في المنطقة.
– الحرص على الحقيقة ضمن استراتيجية، مثلاً يجب معرفة اين يتجه البلد. لقد عشت ثورة مصر يوماً فيوماً، لأنها أكبر الدول العربية ولأهميتها وتأثيرها في المنطقة كلها. لقد قلت مراراً أنني أرفع القبعة لهذه الثورة التي لم أقرأ في تاريخي ثورة حتى الآن سلمية وناصعة وانظف منها.
يكفيني فخراً أن أرى في ميدان التحرير الآلاف المؤلفة من المسيحيين يقيمون قداساً والآلاف المؤلفة من المسلمين في الوقت نفسه يصلون صلاة الجمعة وليس مرة او مرتين، حتى ان الذي كان يسمع صوت القيم كان قبطياً، مع العلم ان المؤامرة على مصر كانت لإيقاع فتنة بين المسلمين والمسيحيين، وان الاعتداء على كنيسة القديسين كان من هذا المنطلق سواء كان من ارتكب هذه الجريمة ويزر الداخلية السابق أو في عهده، فهذه مسؤولية في النهاية، يجب معرفة الى اين ستصل هذه الثورة، الآن أصبحت أكثر اطمئناناً لأن حق الشعب العربي وحق الشعب الفلسطيني مأخوذ بالحسبان، وان الثورة لم تكن شيئاً آخر، بل كانت أفضل.
أضاف: على الإعلام ان يرى الى اين تتجه الثورات. الأقلام الإعلامية في هذه الفترة تستطيع ان تجيّر هذا النهر في هذا المجرى او ذاك. وكما كنا نقول فإن الثورات الآن "عدوى"، عملية انتقال، هذه العدوى علينا ان نعرف الى أين ستوصل الأمور، هل لمصلحة العرب ام لمصلحة تقسيم البلدان، لدينا مثال السودان ومثال مصر ويجب الاختيار بين هذين المثالين.
* حصل خلط بين مسألة المؤامرة والانقلاب ومسألة الثورة، كيف يمكن ان يميز الإعلام بين هذا أو ذاك؟
– الإعلام اسمه إعلام، يعني عليكم أنتم ان تعلموا الناس وان تكتشفوا هذا الشيء بين المؤامرة عندما تكون الحقوق العربية موضع هدر او معرضة للهدر. مثلاً لنأخذ الثورة المصرية الآن وموقفها من معبر رفح اعرف انها ثورة وليست مؤامرة، يجب التعامل من دون قفازات، بينما كل أمر او تحرك سيؤدي الى شرخ أكبر وأكبر ضمن المجموعة العربية هو مؤامرة.
* هل الجوع مؤامرة؟
– انا لاأدافع عن أحد. لكن الجوع موجود وكان على الأنظمة ان تعالجه وهو موجود في كل العالم. وكان من المفروض ان لا توصل أنظمتنا الأمور الى هذه الدرجة. انا ضد مرض السرطان وانت ايضاً ضده، ولكنه موجود. هذه الثورات لها منحى قومي عام ولها منحى خاص في كل بلد كما ذكرت، هل تعتقدون ان القضية الأم قضية فلسطين ليس لها أثر على هذا الأمر؟ الشعب المصري معروف من التاريخ انه ليس شعب ثورات، ولكن أول ثورة حصلت، ثورة عبد الناصر نتيجة ماذا حصلت؟ نتيجة الرجوع من فلسطين عام 1952. إذن الشعور القومي يحرك الثورات أحياناً، وأحياناً يحرك شعوراً آخر هو الشعور بالظلم والاستبداد والجوع. الأمر الوطني له مفاعيله ايضاً. ولكن عندما حصلت انتفاضة شعب تونس كلها تذكرنا ابو القاسم الشابي "إذا الشعب أراد الحياة…".
* دائماً أنت متفائل ولا سيما في شأن تشكيل الحكومة، اين انت من التفاؤل اليوم؟
– لم أعد أريد ان أتكلم في هذا الموضوع. انا يائس وبائس و"حالتي بالويل". عندما تصبح السياسة غير مفهومة تعني ان البلد أصبح في جمود.
اضاف: انا ادرك ان الرئيس ميقاتي في الشهر الاول بعد تكليفه كان يحاول تشكيل حكومة وحدة وطنية وكان يحتاج الى وقت، ولقد شجعته على ذلك. ولكن بعد الشهر عندما حصل الرفض ووضعت الشروط على حكومة الوحدة الوطنية، اصبحت المسألة ضمن المجموعة الواحدة ولم يعد مفهوما هذه الاعاقة منذ شهرين وحتى الآن. لذلك قلت نحتاج لصلاة الغائب وصلاة الاستسقاء والمهم ان لا نصل الى صلاة الميت.
* هل برأيكم ان صدور القرار الظني والمحكمة الدولية لهما علاقة بتأخير تشكيل الحكومة؟
– لا ليس لهما علاقة. بالعكس منذ التكليف وحتى الآن لم يتكلم احد عن القرار الظني.
* ولكن يقال انه يتم التحضير لذلك بهدوء؟
– فليحضر. ليس هناك من مشكلة هذا قرار سيصدر في النهاية.
* دولة الرئيس لقد دعوت الى حركة خارج الاطار الآذاري 14 و 8 وهل وجدت تجاوبا لدى القيادات؟
– نعم وجدت هذا الامر، ولكن جميعا يقولون فلتتألف الحكومة وبعدها ننطلق بهذا الموضوع. واذا اردنا ان نتكلم عن هذا الموضوع فإن هذا القرار بين 8 و14 آذار ليس صحيحا ابدا، وهو لا ينطبق على الواقع. هذه كلمة تفوه بها مجنون ويتمسك بها عقلاء. قولوا لي من هم 8 آذار في الفريق الموجود الآن فإذا كانت الاطراف هي التالية: كتلة التنمية والتحرير التي لي الشرف في رئاستها، كتلة الوفاء للمقاومة، وكتلة التغيير والاصلاح، والرئيس نجيب ميقاتي، والرئيس ميشال سليمان، وكتلة جبهة النضال وفي قراءة هذه الكتل نجد كتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة كانتا في 8 آذار ولكن ماذا عن الاربعة الباقية؟ الحزب التقدمي الاشتراكي كان العصب الاساسي لـ 14 آذار. نجيب ميقاتي خاض المعركة مع سعد الحريري، وهو صاحب فكرة الوسطية. الرئيس ميشال سليمان الشيء نفسه أما كتلة التغيير والاصلاح فهي التي اوجدت 14 آذار. اذن كيف يمكن ان نحسب هذه الاطراف 8 آذار.
من هنا فإن القصة ليست قصة 8 آذار، كذلك نحن الآن بحاجة الى توحيد البلد وخلاصه. في الماضي استطعت بعون الله وبمؤازرة الاشقاء العرب ان اقيم طاولة حوار تجمع كل الاطراف اللبنانية في 2 آذار عام 2006، وجابهنا اسرائيل آنذاك ونحن موحدين وانتصرنا، الآن بقاء هذا الشرخ بين 8 و14 آذار، الآن الامور مخلوطة وهناك تغيرات حصلت وكان هناك فرقاء في 14 آذار وخرجوا منها. وهذا الامر لا يحصل للمرة الاولى، لقد حصل سابقا، والمسألة ليست كما يقول البعض ان هناك خيانات وغير ذلك… لقد حصل مثل هذا الامر عشرات المرات.
واكد ان العقدة اللبنانية في التشكيل مع الاسف سخيفة جدا، وهذا المؤلم فيها ان سوريا تريد الحكومة امس وليس اليوم.
وشدد على ان لبنان في حاجة لثورة لكي يتخلص من العيب الموجود في ديموقراطيتنا وهي الطائفية والمذهبية.

السابق
صيغة “مداورة” خلف الكواليس للافراج عن الحكومة
التالي
المقدح: لا انعكاسات لمقتل بن لادن على المخيمات