بالورد والدموع: وداعا.. المطران سليم غزال

"وداعا المطران سليم غزال" و"صيدا حزينة".. عبارتان تختصران مشهد الحزن والحداد الذي لف المدينة وقرى شرقها ومعهم كل الجنوب ولبنان الذي ودع ومطرانية صيدا الكاثوليكية والرهبانية المخلصية المعاون البطريركي السابق للروم الملكيين الكاثوليك ورئيس اللجنة الأسقفية للحوار الاسلامي- المسيحي" "مطران السلام والحوار" سليم غزال الذي وافته المنية عن عمر يناهز ثمانين عاما، حيث يوارى الثرى في دير المخلص ـ جون.
موكب التشييع كان مؤثرا على وقع أجراس الكنائس التي قرعت اكثر من مرة، خرق صمته نثر الورد وماء الزهر حينا والدموع التي إنهمرت من محبيه احيانا.. وتماما مثلما كان جامعا في حياته حيث جسد صوت الاعتدال والانفتاح والتلاقي ومع الآخر، كان جامعا في رحيله، اذ شارك في موكب تشييعه ممثلون عن الرؤساء الثلاثة ومراجع روحية اسلامية ومسيحية وزارء ونواب وقيادات سياسية وشخصيات وازنة. عند التاسعة صباحا، ووسط اجراءات امنية وتدابير سير اتخذها عناصر قوى الامن الداخلي، نقل جثمان المطران غزال من مستشفى حمود الجامعي الى ساحة "النجمة" حيث حمل على الاكف في موكب جنائزي تقدمه النواب "بهية الحريري وعلي عسيران وميشال موسى" ومطران صيدا للروم الكاثوليك ايلي حداد والرئيس العام للرهبنة المخلصية الأرشمندريت جان فرج ولفيف من الكهنة ومن ابناء الرعية، مرورا بشارع الأوقاف داخل السوق التجاري وصولا الى باحة مطرانية صيدا للروم الكاثوليك حيث سجى في كاتدرائية القديس مار نقولا وتقبل بطريرك انطاكية وسائر المشرق غريغوريوس الثالث لحام والمطران حداد والأرشمندريت فرج التعازي من الوفود والشخصيات التي ألقت النظرة الأخيرة.
قداس وجناز
ثم قلد ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوزير فرعون المطران الراحل وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور والقى كلمة قال فيها: "ايها الفقيد الغالي، تقديرا لعطائك لكل لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان منحكم وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور وكلفني وشرفني أن اضعها على نعشك يوم وداعك، واتقدم من الطائفة الكريمة وغبطة البطريرك بأحر التعازي".
يافطات الوداع
وعلى طول الطريق من صيدا الى دير المخلص، شهد موكب التشييع محطات توقف للوداع في قرى شرق صيدا والابرز في دارالعناية في الصالحية حيث اقام ردحا طويلا من الزمن مرورا الى بسري ومنها الى دير المخلص. وعشية الوداع، ارتفعت في مدينة صيدا وقرى شرقها الأعلام اللبنانية ولافتات تحيي مسيرة الراحل ومواقفه، ومنها ما رفعته "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" والى جانبها عبارة "صيدا حزينة"، بينما رفعت على طول طريق جزين لافتات الوداع وكتب في احداها "لولاك ما عدنا بعد التهجير".وعند الثالثة عصرا، ترأس البطريرك لحام قداسا وجنازا لراحة نفس المطران غزال، حضره القداس ممثلو الرؤساء الثلاثة: الوزير ميشال فرعون ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب بهية الحريري ممثلة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ممثل الرئيس أمين الجميل وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ، ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي المطران رولان أبو جودة، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي اللواء نقولا مزهر، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي قائد الدرك العميد صلاح جبران، ممثل رئيس التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون النائب اللواء ادغار معلوف، ممثل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع مسؤول دائرة الزهراني في القوات ادغار مارون، ممثل الوزير ايلي سكاف المهندس مارون صيقلي، والنواب "روبير غان، نبيل نقولا، آلان عون، علي عسيران، عبد اللطيف الزين"، السفير البابوي غابريال كاتشيا، الأمين العام للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك ابراهيم طرابلسي، العلامة السيد محمد حسن الأمين، رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكترو اسامة سعد، الدكتور عبد الرحمن البزري، وحشد كبير الشخصيات ووفد كبير من مشغرة.
والقى البطريرك لحام كلمة رثا فيها المطران الراحل غزال قائلا "انه الصديق الوفي المحب الامين وينضم اليوم الى صفوف الرسل المخلصيين.. احب فقيدنا الغالي هذا الجنوب الصامد واهله مسيحيين ومسلمين.. احب صيدا واحبته بشيبها وشبابها وشيوخها وقضاتها واحب شرق صيدا بكل قراه واهله وكنائسه ونشاطاته.. احب وكان موضوع محبة وتقدير في هذه المنطقة لا بل هذا الجنوب وما بذل في سبيله وما قام فيه من نشاطات هو الذي استحق له جائزة السلام على الارض وهو الوسام الذي رصع ويرصع حياته ويكللها ولا أغالي اذا قلت ان دار العناية التي أسستها عام 1966 وشاركني في تاسيسها مع المطران جورج كويتر كانت المدى الواسع والحقل الفسيح الذي فتح امامه المجال للقيام بكل نشاطاته وحقق من خلالها كل احلام حبه وعطائه وخدمته كانت دار العناية وستبقى في الصالحية وشرقي صيدا والجنوب المكان المميز لممارسة العيش المشترك والاحترام المتبادل والتضامن والتواصل بين جميع البنانيين.
واشاد السفير البابوي غابريال كاتشيا بمآثر المطران الراحل ورسالته الرعوية والانسانية ، ثم تليت رسالة موجهة من البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي يرثي فيها المطران غزال، وتحدث ايضا الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت جان فرج، وألقى نزيه حجار كلمة بإسم عائلة الفقيد.

السابق
زيادة 500 ليرة على البنزين و200 على المازوت غداً
التالي
“انتفاضة” أصحاب الخيم على كورنيش صيدا