الوزير فنيش : أمن لبنان هو من أمن سوريا

 شدد الوزير محمد فنيش على "أن أمن لبنان هو من أمن سوريا، بحيث لا يمكن أن يستقر لبنان إذا كان الأمن في سوريا مهددا"، محذرا بالتالي "من أن أي فريق سياسي في لبنان يفكر بإمكان الرهان أو التدخل في الشأن الداخلي السوري، إنما يشكل خطرا على أمن لبنان واستقراره، وهو لا يسعى من أجل مصلحة لبنان مهما حاول أن يجد لنفسه مبررات". 
وأضاف: "أننا لا نريد توجيه الاتهامات، لكنها مسألة بديهية بأن لبنان لا يستطيع أن يفصل وضعه الداخلي في ما يتعلق بأمنه واستقراره عن أمن سوريا واستقرارها، لأنها البلد العربي الوحيد الذي بقي صامدا في معادلة الصراع العربي مع إسرائيل والذي يحمل ولا يزال أعباء دعم المقاومة في لبنان وفلسطين"، مشيرا إلى "كم الضغوط والإغراءات التي تمت ممارستها من أجل تفكيك العلاقة بين حركات المقاومة وبين سوريا والجمهورية الإسلامية في إيران حتى يفرط هذا التحالف الذي يمثل خطرا أكيدا على الكيان الصهيوني وسدا أمام مشاريع السيطرة الأمريكية". 
وأكد الوزير فنيش الرهان على "وعي شعوبنا والثقة بها"، مشددا على "أنه لا يمكن للذين عجزوا عسكريا وسياسيا عن كسر إرادة المقاومة واقتلاعها وإنهاء محور الممانعة، أن يفلحوا في ذلك بوسائل إعلامية مفبركة أو بتلفيقات وتحريض استخدام أخطر سلاح ممكن وهو سلاح الفتنة الطائفية والمذهبية"، محذرا من "أن هذا السلاح يشعل حرائق ليس في البلد بعينه، بل في المنطقة بأسرها، بحيث إنه إذا لم يكن هناك وعي بالتصدي لإخماد الفتن الطائفية والمذهبية التي تشعلها بعض الجهات والجهلة الذين يطبخون مثل هذه المشاريع ممن يخططون في دوائر صنع القرار على مستوى الدول الكبرى أو على مستوى بعض الدول الصغيرة، فإن هذه الحرائق لن تبقي منطقة الشرق الأوسط بكاملها بمنأى عن الاشتعال"، مشيرا الى "أن هذا الأمر لا يمكن أن ينجح بسبب وعي الشعوب كما أثبتت التجارب". 
وشدد على "أن ما يشكو منه الناس من أمور معيشية ومطلبية وقضايا حياتية وانعكاسات ارتفاع أسعار النفط على أوضاعهم، يقتضي تشكيل الحكومة بسرعة"، مضيفا أنه "لا يتذرعن أحد بالمواضيع الدستورية، ولنترك الدستور جانبا، فالجميع معنيون بعدم إضاعة المزيد من الوقت، والبحث بروحية التعاون من أجل إيجاد حلول لما تبقى من عقد"، آملا في "أن تسفر المساعي التي تبذل والتي بذلت في الساعات الأخيرة عن إيجاد توافق يمكن من خلاله وحده الوصول إلى حلول، وتجاوز هذا المأزق والوضع القائم". 
وحول الانتفاضات التي تجري في العالم العربي، اعتبر الوزير فنيش "أن الخاسر الأكبر فيها هو محور الاعتدال الذي لم يعد موجودا"، وسأل: "هل من المعقول أن تبقى أمريكا وحلفاؤها متفرجين؟ ومن الطبيعي أن يلجأوا إلى استخدام ما أمكنهم من وسائل لمنع امتداد الحرائق ومنع هذه التحولات من الوصول إلى غايتهم في مصر التي يحاولون أن يبقوها في دائرة نفوذهم بعد الثورة التي شهدتها"، واعتبر "أن ما تمكنت الإدارة الأميركية من فعله هو القيام بردات فعل مضادة تتجلى آثارها بما جرى في البحرين"، وأكد "أن حزب الله لم يتدخل في شأن أي دولة من الدول الخارجية، لكنه مثلما وقف إلى جانب انتفاضة الشعب في مصر وعبر عن تأييده لانتفاضة الشعب في تونس، فمن الطبيعي أن يقف إلى جانب حركة الشعوب مع حرصه الدائم على عدم الزج بنفسه بهذا البلد أو بذاك، وهو حريص على أن لا تؤدي هذه الانتفاضات والمطالب إلى تمزيق النسيج الاجتماعي لهذه الشعوب ولا إلى تهديد وحدة هذه الدول، وأن تكون خارج إطار السيطرة الغربية والاستعمارية لأننا أبناء أمة واحدة، وذلك مهما حاول البعض أن يمزق جسد هذه الأمة تحت شعارات مثل لبنان أولا لتمرير السياسات التي تخدم المصالح الغربية، وفرض حال التراجع والانهزام والخضوع أمام إدارة القوة المستكبرة". 
وختم فنيش: "أن أحداث البحرين عكست خشية جهات أخرى من أن تمتد انتفاضة المطالب الإصلاحية إلى ممالك وسلاطين لا تمارس في بلدها إلا الجور والتعسف". 
 

 

السابق
الطقس غدا غائم جزئيا وامطار خفيفة ومتفرقة نهارا
التالي
الخطيب: هناك مؤامرة لاسقاط الجامعة العربية