مطلوب: شجاعة

إذن هكذا: أولا من عقب كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "بحدة" – حسب مصادر رفيعة المستوى – وأعلن لابو مازن بان عليه أن يقرر "إما السلام معنا أو مع حماس". بعد ذلك انعقدت السباعية وأصدرت بيان توضيح وتعليل رائع أساسه: "إذا تغير الوضع، وحماس غيرت طريقها واعترفت باسرائيل، فسنرى ما سيكون". وبعد ذلك جاء صمت طويل الى أن تتضح الصورة.
ومتى سيحصل هذا؟ في أيلول؟ لحظة بعد الاعلان عن دولة فلسطينية؟ حين يتبين أن عدد الدول المؤيدة يفاجىء حتى الفلسطينيين أنفسهم؟
عندما كنت طفلة درجوا في المدرسة التي تربيت فيها على نشيد بالايدش يحسن تصوير شكل اتخاذ القرارات في مطارحنا. مع أن موضوعه عذراء نقية، الا انه لغرض هذا الشأن يناسب أيضا وزراء سيرون الطرف الاخر من أين تقضي السمكة حاجتها. "لا وكلا"، تقول للخاطبة التي جاءت لتعرض لها شابا. "لا هذا ولا ذاك"، تقول له بعد سنة. "فقط هذا وفقط ذاك"، تقول بعد سنتين، "ربما هذا وربما ذاك"، تقول بعد ثلاث سنوات وفي السنة الرابعة؟ "هذا وذاك ايضا".
وهذا بالضبط ما سيحصل. اسرائيل لا يمكنها أن تجبر ابو مازن على الاختيار. بالتأكيد ليس عندما لا يكون لها جواب طيب لاختياره – الذي بالمناسبة اتخذ – حماس. المصالحة بين الفصيلين الفلسطينيين لازمة، بل ضرورية، مصالحة لا يمكن بدونها. لا يوجد هنا مكان لثلاث دول، اثنتان منها فلسطينيتان.
وعليه فان المصالحة هي حقيقة ناجزة، حتى وان كان في الطريق الى تحقيقها ستحصل امور اخرى. وهي المعطى الذي معه ينبغي لاسرائيل أن تتعاطى، وحقيقة أن اسرائيل تفاجأ المرة تلو الاخرى في ضوء التطورات عند الجار ليست ذريعة لمواصلة الامل بالخير السحري الذي سيحوم فوقنا بينما نحن نغفو ببراءتنا. أحد لا يدعي بان المعاضل غير حقيقية، ان المخاطر غير قائمة، ان الحاجة الى التنازلات ليست أليمة، ولكن محاولة خلق عرض عبثي للسيطرة على ما يجري، وطرح اشتراطات واطلاق اتهامات مبطنة – ليست الحل.
وهذه المعضلة، ما العمل، تقف عند بوابة نتنياهو. في مدى الزمن لن يتذكر أحد حقيقة أن الرئيس شمعون بيرس هو الاخر مثل رئيسة المعارضة تسيبي لفني، تطوعا لتأييد الخط الذي ليس خطا والذي لا يرى الا الشر.
هذه فرصة لنتنياهو ليقود خطوة تاريخية، ليشخص الاحتمالات داخل المخاطر، ليرسم الحدود، ليصنف الحيوي بين المرغوب فيه. بل وأكثر من ذلك هذه فرصتنا لمثل هذه الخطوة.

السابق
مقتل 4 جنود سوريين واختطاف اثنين في درعا
التالي
زواج منفعة مؤقت