بوادر حل لـ”الداخلية” واتجاه للمداورة في الحقائـب

مع ان الملفات الضاغطة حياتيا وامنيا واقتصاديا وسياسيا بلغت ذروتها في الساعات الاخيرة، فإن المشهد السياسي المتآكل لم يفرز اي جديد يوحي بتشكيل الحكومة على قاعدة الوفاق المنشود، وابقيت ابواب اتصالات ربع الساعة الاخير مفتوحة للوسطاء على خط الرابية – بعبدا التي زارها اليوم المعاونان السياسيان للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ورئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل واطلعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على مجموع المشاورات والمعطيات المتصلة بمساعي تشكيل الحكومة.
وتوقعت اوساط مواكبة للمسار الحكومي صدور الدخان الابيض من بعبدا الاسبوع المقبل، اياً تكن نتائج الاتصالات، باعتبار ان الوقت نفذ ولم يعد جائزا المضي في المراوحة بحيث بات الوضع العام يستوجب الانتقال الى مرحلة التشكيل، مشيرة الى شبه تقدم وبوادر ملموسة للحل تنطلق من مجموعة المعايير التي وضعها الرئيس المكلف وفي مقدمها رفض الفيتوت واملاء الشروط باعتبار ان التشكيل مرتبط وفق الدستور برئيسي الجمهورية والحكومة لا غير، ولهما فقط صلاحية حسم الاشكالات ضمن ثوابت واضحة ومحددة.
واكدت ان عقدة "الداخلية" ليست الوحيدة الحائلة دون اخراج حكومة الرئيس ميقاتي الى العلن، ذلك ان الخلاف داخل فريق الاكثرية نفسه واقع على حقائب عدة كالطاقة والاتصالات والصحة التي يطالب بها اكثر من طرف.
وفي هذا المجال طرحت جملة افكار لاعتماد احداها حلاً يدفع نحو التشكيل من بينها المداورة في الحقائب باستثناء الامنية منها انطلاقا من حساسيتها وامتداداتها الخارجية ولا سيما في الشق المتصل بالمساعدات العسكرية بعد اعلان عدد من الدول تجميد هباتها في انتظار شكل الحكومة وبيانها الوزاري ليبنى على الشيء مقتضاه.
حل للداخلية: وفي سياق متصل، ترددت معلومات عن تسوية في شأن الخلاف على حقيبة الداخلية تقضي بتسمية ضابط متقاعد في الجيش اللبناني عمل مع الرئيس سليمان ابان قيادته للجيش في اطار مهمة في الجنوب، بحيث قد تشكل هذه التسوية مخرجاً لإعلان تشكيلة الرئيس ميقاتي.
في انتظار النتائج: من جهتها، اوضحت اوساط الرئيس المكلف الذي توجه الى الشمال لـ "المركزية" ان لا جديد من فردان في انتظار نتائج الاتصالات على خط بعبدا – الرابية ومحورها حقيبة "الداخلية"، فالخلاف بينهما والحل ايضا، مؤكدة ان الرئيس ميقاتي يمنح الاتصالات مداها لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. وطالما ان اجواء الاتصالات الناشطة ايجابية وثمة حلول تدرس نأمل ان تؤدي الى نتيجة فالرئيس المكلف يبقى الابواب مفتوحة.
حملة على سليمان: وسط هذه الاجواء، رصد المراقبون السياسيون ملامح حملة مركزة تشنها قوى سياسية على رئيس الجمهورية تستهدف ارضاخه ومحاولة تعطيل دوره الوفاق التوافقي في المرحلة المقبلة. وفي حين تجهد هذه القوى في اتجاه الايحاء بخلفيات خارجية خلف الحملة، اكد المراقبون انها محض داخلية تصوب في اتجاهين الاول الرئيس سليمان والثاني وزير الداخلية زياد بارود عبر الفلتان المستشري وموجة التعديات على مشاعات الدولة والاملاك العامة ولا سيما في محيط مطار رفيق الحريري الدولي ما يضع سلامة الطيران برمته في دائرة الخطر، بحيث بات الوضع يستوجب حلولا جذرية من خلال تشكيل حكومة تتخذ اجراءات رادعة وتهدم كل المخالفات بعدما تبين ان اصحابها يعمدون الى خلق واقع جديد بهدف ابتزاز الدولة من خلال المطالبة لاحقا بتعويضات جراء الهدم.
على خط آخر، لاحظت مصادر سياسية متابعة ان تطورات المنطقة المتدحرجة في شكل دراماتيكي تدفع في اتجاه اعادة النظر في التركيبة الحكومية نحو قيام حكومة شراكة حقيقية، ولئن لم تشارك فيها المعارضة وذلك من خلال اشراك شخصيات قريبة منها، بعدما تفاقمت الاوضاع المأزومة وخصوصا على المستوى الاقتصادي حيث تتجه الهيئات الاقتصادية الى الشروع في تحرك ضاغط في اتجاه التشكيل في وقت قريب.
موقف فرنسا: على صعيد آخر رد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو على ما ورد في صحيفة "القبس" من نصائح لفرنسا حول كيفية تعاملها مع لبنان، فأكد ان موقف فرنسا من لبنان معروف ولا يحتاج الى من ينصح في هذا المجال، وان فرنسا تنتظر من اللبنانيين ان يحددوا موقفهم ويعملوا على تأليف الحكومة ونحن ننتظر ذلك، فموقف فرنسا ازاء لبنان ثابت ومعروف وتؤكد عليه في كل وقت. ودعا الى الاسراع في تأليف الحكومة اللبنانية.

السابق
أسود: “الداخلية” حق لن نتنازل عنه ومن لا يبادر مسـؤول عن التعطيـل
التالي
علوش: غياب الاستقرار في سوريا قد ينعكس على لبنان