بن جدو لـ”جنوبية”: ليست مزحة ولا حقيقة أنني سأفتح مقهىً

(خاصّ جنوبية)

من جمال عبد الناصر الألفية الثالثة، وأحد أبرز الوجوه الإعلامية العربية، سيتجه الإعلامي غسان بن جدو، مدير مكتب قناة "الجزيرة" القطرية في بيروت خلال السنوات الفائتة، إلى مهنة "المطاعم"، ليفتتح سلسلة مقاه في ضاحية بيروت الجنوبية.
هذه الضاحية التي صنعت له آخر فصول مجده الإعلامي، حين قابل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في منتصف العدوان الاسرائيلي على لبنان، بحرب تموز 2006، تحت الرصاص والقصف، صانعا "scoop" لا سابق له في تاريخ التلفزيونات العربية.
قبل أيام أعلن بن جدو أنّه قدم استقالته من "الجزيرة"، التي تركها مع كل ما شاهده من أحداث دامية ومميتة، مخلفا وراءه أخباراً متنوعة عن نصر هنا وثورة هناك وانفجار هنالك، ناقلاً إياها ومحللها بأمانة وموضوعية لتصبح بمتناول الشعوب العربية.
بن جدو قال في حديث خاص لـ"جنوبية": "أنا إعلامي وسياسي ولن أترك مهنة الإعلام"، وأكمل ضاحكا وشارحا: "ليست مزحة ولا حقيقة، الحقيقة أنني استقلت من الجزيرة منذ بضعة أيام وبالتالي فأنا أسأل عن بديل"، وأكمل قائلاً: "أما إقامة سلسلة من المقاهي فهي فكرة جدّية أتمنى أن أجسدها يوماً ما"، مشيراً إلى أنه يصر على أن "المقهى الأول سيكون بالضاحية ومنه قد أنطلق إلى أماكن أخرى".
ربما هذه المهنة الشاقة لا تؤمن معيشة من يزاولها بشكل جيد ومريح، وربما صحيح أن من يعمل في الصحافة يعطي من وقته وجهده أكثر مما يأخذ مادياً ومعنوياً، حاله حال الفنانين اللبنانيين. لكن إذا نجح غسان بتحقيق فكرته الإستثمارية فهو لن يكون الأول، إذ سبقه على ذلك عدد كبير من الفنانين والإعلاميين في كافة أقطار العالم، ومن ضمن هؤلاء الكاتب السينمائي علي مطر الذي أافتتح في العام 2004 مطعما لبيع الفول والحمص في منطقة كركول الدروز: "لكن الأوضاع السياسية السيئة والإقتصادية، لاسيما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري"، دفعته إلى إغلاقه.
وقد علّق مطر، في حديث خاص لـ"جنوبية"، على أنه يرحب "بفكرة بن جدو وأشدّ على يده، وأعبر له عن فرحتي وتهنئتي على هذا المشروع"، مشيراّ إلى أن "الفنانين يميلون إلى فتح المطاعم لاستقبال أصدقائهم، فالممثل الهوليوودي جاكي شان مثلا، إفتتح سلسلة من المطاعم مؤخرا، كذلك فعل العديدون غيره من مشاهير العالم".
وقد أكدّ مطر أنه إذا ما توفرت لديه الإمكانيات لفتح مطعم فول وحمص من جديد لن يتأخر، لافتاً إلى أنها "مهنة مارستها في صغيري وتعني لي الكثير وأنا محترف فيها وأعتبرها مهنة إلى جانب مواهبي الأخرى". أما فيما يتعلق بمسألة اعتزاله الكتابة مؤخرا، التي أعلنها على الفايسبوك، فأوضح مطر أنه سوف يعتزل "كتابة الدراما التلفزيونية اللبنانية فقط وليس كل أنواع الكتابة، سأكمل عملي في الكتابة السينمائية والشعر والقصص"، مشيراً إلى أن السبب من ذلك هو أن الدراما اللبنانية باتت "سوبر ماركت مفتوح" محدداً 15 أيار يوم إعتزاله وذلك لأنه في صددّ إنهاء مشروع تلفزيوني يسلمه في هذا التاريخ.
هكذا لحق بن جدو بمطر، وبعدما اعتزل العمل في "الجزيرة" بدأ بلورة أفكار جديدة لتأمين معيشته وأولاده، على ما يقول. فهل نرى عبد الناصر الألفية الثالثة في مقاهي الضاحية؟

السابق
قذائف اسرائيلية على قطاع غزة
التالي
الخوف اللبناني