الأخبار: الحكومة: هبّة باردة وهبّة ساخنة

هبّت أمس رياح تأليف قوية، حرّكتها معلومات عن تنازل رئيس الجمهورية عن وزارة الداخلية. لكنّ أوساط الرئيس المكلف تريّثت في ضخ التفاؤل، وزوّار الرابية أكدوا أن لا شيء جدّياً حتى الآن… فيما 14 آذار جاهزة للمهمة إذا صحّت "خبرية" الاتصال الرئاسي أمس، يكون موضوع تأليف الحكومة الميقاتية قد دخل غرفة الولادة، حيث أفادت مصادر متابعة للملف الحكومي بأن رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصل أمس بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وأبلغه استعداده للتخلي عن حقيبة الداخلية لمصلحة شخصية محايدة تكون موضع قبول من جميع الأطراف المعنية بالتأليف، علماً بأن أوساط ميقاتي فضّلت التريّث في إشاعة التفاؤل. أضافت المصادر المذكورة أن تنازل سليمان عن الداخلية يفتح الطريق أمام حسم التوزيع الطائفي بنسبة 99%، وبالتالي تسهيل تركيب الأسماء على الحقائب، مشيرة إلى أن الحصص توزّعت كالآتي: الوزراء الشيعة 3 للرئيس نبيه بري و2 لحزب الله وواحد للحزب القومي، السنّة: واحد للحزب التقدمي الاشتراكي وواحد للمعارضة السنّية و4 لميقاتي، بمن فيهم هو، الدروز: 2 للحزب التقدمي وواحد للنائب طلال أرسلان، الموارنة 4 للنائب ميشال عون وواحد للنائب سليمان فرنجية وواحد لرئيس الجمهورية، أرثوذكس، 2 لعون وواحد لكل من رئيس الجمهورية وميقاتي، كاثوليك: واحد لكل من رئيس الجمهورية وعون وميقاتي، أرمن: 2 لتكتّل التغيير والإصلاح.

ورأت مصادر في الأكثرية الجديدة أن خطوة سليمان تعني أنه قرأ جيداً كلام بري أول أمس، الذي تضمن "رسالة سورية واضحة للتأليف يفترض أن يتجاوب معها المعنيون". ودعت إلى التوقف عند ما شهدته بعض المناطق مساء أمس، من قطع للطرقات، وخصوصاً طريق صوفر الدولية، احتجاجاً على غلاء أسعار المحروقات، معتبرة أن ذلك سيؤكد الحاجة إلى وجود حكومة فعلية. وإذا كانت أوساط ميقاتي تفضّل تأجيل "الاحتفال" حتى إنجاز كل المراسم، بدّد أحد أركان الأكثرية الجديدة أجواء التفاؤل، وأكد عدم حصول تقدم. كذلك أكد زوار الرابية أن "لا شيء جدّياً حتى الآن، والجنرال عون لم يعد يرضى بطريقة أن واحداً يسمّي والآخر يوافق بينه وبين رئيس الجمهورية، بل يريد أن يسمّي هو، وأن تكون الداخلية له". ولفت أمس أن المعلومات عن اتصال سليمان بميقاتي ترافقت مع زيارة قام بها الوزير زياد بارود أمس للرئيس بري، وخرج من عنده مكتفياً بالقول إن اللقاء ممتاز، قبل أن يوزَّع لاحقاً خبر موسّع يقول فيه بارود إنه عرض مع بري "أوضاع السجون والمخالفات على الأملاك العامة"، مضيفاً "هناك مواضيع كثيرة نبحثها مع الرئيس بري".

السابق
مكاوي: الوضع في سورية أصبح تحت المجهر الدولي
التالي
الشرق: الالتقاء عند التخويف من التطورات الاقليمية له اهدافه