أسر بين الركام في قرية علمان الشومرية

اذا كان مطلب اسقاط النظام في بعض الدول العربية بسبب الفقر والحرمان، فعلى أبناء قرية علمان ( الشومرية) في قضاء مرجعيون، اعلان الثورة قبل غيرهم، بسبب الوضع المأساوي الذي لا شبيه له، حتى في أكثر المناطق حرماناً في العالم. بيوت صغيرة، من التراث المنسيّ، يعود بناؤها الى مئات السنين، أشبه بالقلاع المهملة المنسية التي تناثرت حجارتها يميناً وشمالاً، تسكنها بضع عائلات يعمل أصحابها في زراعة الحبوب وتربية الماشية.

ينتظرون بشغف انتهاء فصل المطر، للعودة الى السكن في الخيم والبراري، " فالمنازل باتت غير صالحة للسكن، لكنها تحمينا قليلاً من الأمطار، لكنها لا تحمينا من البرد والجوع".

كما يقول ابن البلدة قاسم كريكر، الذي بيّن أن " القرية مهملة ومتروكة من معظم أبنائها، الذين يأتون اليها صيفاً، للاقامة في الخيم، فما تبقّى من البيوت العتيقة لا يصلح أصلاً للسكن، رغم أن 15 أسرة لا تزال مضطرّة للاقامة فيها، فالبلدة هجّر أبناؤها في العام 1978، وعاد البعض منهم اليها، ومنع ميسوري الحال من بناء المنازل الجديدة بسبب قيام بعض العائلات من آل الأصفر وآل الزغبي الذين ينتمون الى قرية قرنة شهوان بدعاوى عقارية يدعون فيها ملكية الأرض، رغم عدم وجود أي سند يثبت ما يدعون به، ورغم أنّ آل كريكر المقيمين هنا منذ مئات السنين يملكون أوراقاً ثبوتية تعود الى أيام الأتراك تثبت ملكيتهم للأرض".

البلدة البعيدة نسبياً عن القرى المجاورة، يحدّها شمالاً نهر الليطاني، ومن الجهات الأخرى بلدات ديرسريان والقصير والزقّية، وهي بلدات فقيرة أيضاً معظم أبنائها من النازحين أو المهاجرين، لكن أبناء علمان يضطرّون الى قصد مئات الأمتار يومياً لشراء حاجاتهم اليومية، فيقول كريكر " رغم الفقر الذي نعيش فيه، فلا يوجد في البلدة أي دكّان أو محل تجاري، ولا مدرسة أو نادي حسيني أو مجمع ثقافي أو مركز صحّي، واذا توفي أحد من أبناء البلدة علينا أن نقصد احدى البلدات المجاورة لاقامة الصلاة عليه قبل دفنه في جبانة البلدة".

لا يزيد عدد غرف منازل البلدة المتبقية على الغرفة أو غرفتين، واللاّفت أن معظمها لا تتوافر فيه المراحيض وحمامات المياه، فيقول محمد كريكر " على المضطرّين أمثالنا للاقامة في هذه القرية أن يقصدوا الحقول لقضاء حاجاتهم، والغرفة التي ننام فيها هي نفسها المطبخ وغرفة الجلوس، ولا أعلم لماذا أحد من المهتمّين لم يكترث لأمرنا، رغم أن القرية تعرّضت للاعتداءات الاسرائيلية منذ العام 1978 وصولاً الى حرب تموز الأخيرة".

ويبيّن علي سعد أن " القرية هدم مسجدها في العام 2002، بواسطة الطائرات الحربية الأسرائيلية، ولا يوجد فيها مجلس بلدي، بسبب قلّة المقيمين فيها، ويوجد مختار واحد تم انتخابه في الانتخابات الأخيرة، وقد حرم أبناء القرية من تعويضات الحرب لأن معظم عقارات القرية موضع نزاع عقاري قائم منذ أكثر من 30 سنة، وتربية الماشية وزراعة الحبوب باتت لا تصلح أصلاً كمهنة تؤمّن الحاجات الأساسية".

السابق
الانباء: ميقاتي يعاود الاتصال بـ 14 آذار
التالي
اللواء عن مصدر قضائي: إحالة أكثر من قاضٍ على التفتيش