معاريف تكشف أسرار جيش الاحتلال في باطن الأرض

أصدرت صحيفة "معاريف" العبرية ملحقاً يتكون من 36 صفحة إثر تحقيق صحفي خاص استعرضت فيه جولة دامت ما يزيد عن الشهر قام بها مراسلاها مردخاي حيموبتش، ويوسي آلوني وطاقم تصوير اطلعوا فيها على ما وصف بالأسرار الدفينة في باطن الأرض، في قواعد تدريب تابعة للقيادة العسكرية للمنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي وقلعة نمرود وينابيع بانياس ومحطة عين ملخية التابعة لشركة المياه الإسرائيلية التي حفرت لحماية أجهزة سحب المياه من القذائف السورية.

وكذلك مستشفى ‘رمبام’ ونفق هراب تخلتيت في حيفا حيث توجد بنى تحتية ومحطة وقود سرية في (تل أبيب) التي تشبه اليوم تجمع لخرداوات، وموقع تخزين الخمور في (تل أبيب) الذي طبعت فيه الأوراق النقدية الأولى لـ(إسرائيل) وبركة الأقواس في الرملة ونفق حائط البراق ومغارة تصدقهو التي تحولت لمركز الماسونية في القدس. ومخبز تحت الأرض في البلدة القديمة بالقدس ودير سانت جورج في صحراء القدس، وأماكن أخرى.

وفي ما يأتي مقتطفات مما نشر في الملحق المذكور:
قاعدة تدريبات
شكلت مغائر كوتشي نبض حياة مقاتلي الفيتكونغ في ڤيتنام، وكانت عبارة عن مغائر متشعبة يزيد طولها عن 200 كم، استخدمت لنقل المعلومات والأسلحة وجرت حياة كاملة فيها، إذ وجدت فيها مستشفيات ومطابخ بدون دخان كي لا تكشفها القاصفات الأميركية وقال مصدر عسكري كبير:" لقد تعلم حزب الله هذا الاختراع، ويقوم القرويون في الجنوب اللبناني أيضاً بحفر أنفاق".

وكتب على مدخل قاعدة التدريب التابعة للقيادة العسكرية للمنطقة الشمالية:" نتدرب لنقاتل وننتصر. وتم تطوير موقع التدريب هذا في أعقاب حرب لبنان الثانية بهدف دراسة عبر الحرب وقال مصدر عسكري كان يقود سيارة جيب بالوحل:" لكن حزب الله أيضاً يستعد جيداً ويطور قدراته على امتصاص الضربات".

وظهر جنود من داخل الحرش القريب يضعون خوذات على رؤوسهم واختفوا فجأة في باطن الأرض وذلك بهدف مواجهة جنود "فيتكونغ". تشبه قاعدة التدريب قرية لبنانية ينشر فيها مقاتلون من حزب الله اللبناني. بيوت مكعبة الشكل بالإمكان النزول من داخلها إلى حفائر تقود لبيت آخر يقود لعيادة طبية، بالإمكان الانتقال منها لمسار هروب، وقال المصدر العسكري:" إننا بالضبط مثل حزب الله نحفر ونزرع من أجل إخفاء المنطقة".

ويتعلم الجنود كيفية التعرف على مداخل الأنفاق والاشتباه بأشجار تمويه، والتعرف على وجود عشب قد يكون غير عادي والحذر من "المحميات الطبيعية" التي يصفها الضابط بـ"مناطق معقدة في أطراف القرية الهدف من إيجادها إطلاق أكبر عدد من الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

غطاء ومقاتل
ليس من السهل أن تكون ذكياً في المحميات الطبيعية هذه، لأنك تتواجد في حرش شرق أوسطي إذ قد تواجه غطاءً حديدياً قد يبدو غطاء أنبوب مجاري أو أنبوب مياه، لكن تحته يكمن مقاتل من حزب يحمل قاذفة صواريخ. تصاعدت من باطن الأرض أصوات ونزلنا إليها، كان السلم رطباً من كثرة الوحل، وأقل تقصير في الانتباه قد يؤدي إلى جعلك مشلولاً طوال حياتك أو أسوأ من ذلك.

يقود البئر الذي نزلنا فيه إلى نفق بعمق أربعة أمتار وليس مثل الأنفاق في قطاع غزة إذ أن الجدران هنا من الخرسانة "الباطون". وأوضح المصدر العسكري:" الدخول إلى النفق يشبه شريطاً سينمائياً إذ لا تعرف ما الذي ينتظرك في الأسفل". ووجه القائد تعليماته إلى الجنود:" أول من ينزل هو أول من يطلق النار".

استمر التدريب وصرخ الجنود:" نار، نار" وهاجموا غرفاً تتشعب عن النفق.

س: هل تستطيع تقدير عدد الأنفاق الهجومية في لبنان؟
ج: أعتقد أنه توجد أنفاق في كل قرية، الأمر الذي يجعل عددها يزيد عن عدة مئات، ومثلما كان عليه الوضع في حرب لبنان الثانية، يستطيعون إطلاق قذائف وصواريخ من هناك".

س: هل تتوفر إمكانات مضادة لذلك؟
ج: فقط إذا وصلت إلى هنا وقتلت من في النفق، ولا توجد احتمالات لنجاح ذلك من خلال قصف جوي.

س: هل تلاحظ وجود نظريات لديهم تعلموها من حروب العصابات في العالم؟
ج: فيتنام التي ذكرتها، لقد كان مقاتلو الفيتكونغ ينقلون الأسلحة على البغال وتكون الصواريخ والقذائف مفككة ويتم إعادة تركيبها في الأنفاق، ويقوم مقاتلو حزب الله بعمل كهذا.

س: هل تتعلمون كيفية تفكير المقاتلين في الأنفاق؟
ج: إننا نحاول وضع الجنود مكانهم ويتلقى الجنود الكثير من الدروس الاستخبارية.

في غزة
س: هل ما يفعلونه هنا يؤهلهم للعمل ضد أنفاق قطاع غزة؟
ج: الوضع في قطاع غزة مختلف إذ إضافة لأنفاق العمليات توجد أنفاق التهريب، إنه نوع من النشاطات الاقتصادية، لكن القوات التي تتدرب هنا تستطيع العمل أيضا في قطاع غزة.

محطة موكوروت
وجه بن غوريون قبل 60 عاماً تعليمات بحفر نفق يحمي أجهزة دفع المياه من بنيامين روش إلى حتسور وصفد وإلى جميع منطقة أصبع الجليل وأطلق على هذا النفق اسم "عينان ملخيه".

لقد حمى نفق بن غوريون الذي أقيم ضد السوريين بعض العائلات إبان قصف حزب الله للجبهة الداخلية الإسرائيلية وقال أحدهم: كنا نركض إلى النفق مثل المجانين وذلك في صف طويل كان يبدو أن لا نهاية له".

شقت النفق شركة سويدية بأموال التعويضات الألمانية ويوجد في مدخله باب فولاذي فيه فتحة لإطلاق النار ويمتد النفق حوالي 150 مترا في بطن الجبل وفيه محركات قديمة، المتقاعدون فقط هم الذين يستطيعون تشغيلها.

مستشفى طوارىء في "رمبام"
تدعم جدران قوية جدران البئر كي لا ينهار وقد يبدو لك أن الأرض فغرت فاها وعلى وشك ابتلاعك.

توجهنا إلى "رمبام" في ذروة عملية صب خرسانة كبيرة، إذ كانت تتدفق ألف خلاطة باطون بجولات متوالية لصب أكثر من سبعة آلاف متر مكعب من الخرسانة المسلحة لتشكيل الأساسات وسيوجد في أيام السلم هنا موقف يستوعب 1500 سيارة.

أما في أيام الحرب فسيتحول إلى مستشفى طوارئ يستوعب 700 سرير. ومن المفترض أن يعمل المستشفى طوال 72 ساعة بدون أي مساعدة خارجية، ومن المفترض وجود أربع غرف عمليات فيه تعمل في نفس الوقت واستيعاب ثلاث والدات وإجراء 70 عملية غسيل كلى.

نفق متعدد الاستخدامات
توجد أنفاق كثيرة للخدمات، إذ توجد أنفاق مجارٍ في القدس وأنفاق كهرباء في أيلون، لكن يوجد في شارع حالوتس بحيفا نفق متعدد الاستخدامات، إذ ينزل إلى ما تحت الشارع كل شيء من كوابل كهرباء وأنابيب، مياه وخزائن تحويل كهرباء وكوابل اتصالات وأنابيب غاز وغيرها.

ولا يعتبر هذا النفق الوحيد في حيفا، إذ يوجد نفق آخر تحت شارع بار يهودا بطول 250 مترا وفي شارع هتسمئوت بطول 500 متر، لكن يصل طول نفق شارع حالوتس إلى 1960 مترا وبالإمكان السير فيه بارتياح وكأنك داخل غواصة. ويقول أحد المهندسين إنه حتى في حال قصف جوي للشارع لن يتضرر النفق لأنه يقع على عمق سبعة أمتار كما يوجد له سقف بسمك 30 سم. وأضاف:" إنه يصمد أمام كل ما قذف في حرب لبنان الثانية بل ومضاد لقذائف أكثر تقدماً".

محطة الطاقة السرية- (تل أبيب)
لا يعرف 45 ألف زائر يقومون بزيارة مركز رابين بوجود محطة طاقة سرية تحته أقيمت في السنوات 1954 – 1956 أطلق عليها اسم "الجورة" وكان لهذا النفق مهمتان في حال تعرض محطة بردينع لهجوم: تزويد (تل أبيب) بالكهرباء في حالة الطوارئ، وتشكيل ملجأ لحكومة (إسرائيل) في حال هجوم نووي. وتم تمويل إقامة هذه المحطة في إطار اتفاق التعويضات من ألمانيا، ووفرت المعدات للمحطة شركة "إيه، أي، جي" الألمانية وكان رقم مخططاتها 326 وأعطي لها نفس الرقم كاسم سري.

واستكمل بناء المحطة قبيل العدوان الثلاثي على مصر، لكن لم تتضرر أي محطة طاقة في (إسرائيل) لا خلال هذه الحرب ولا في الحروب التي تلتها ولم تستخدم المحطة نهائيا وتقرر قبل 15 عاماً تفكيكها.

توجد المحطة في فراغ بحجم 12 ألف متر مكعب وتقع على عمق 30 متراً تحت الأرض.

مستشفى طوارئ في ايكيلوف- (تل أبيب)
سرنا في أعقاب يوسي شحار نائب المدير العام لمستشفى ايكيلوف، واجتزنا بابا فولاذيا، ونزلنا إلى المبنى الرئيس في المستشفى لقد بدأ العمل قبل خمسة أعوام لتعزيز شبكة مباني العمليات الجراحية، لكن بعد حرب لبنان الثانية تقرر هنا نفس ما تقرر في مستشفى "رمبام" إضافة هدف آخر للبناء: في حال اندلاع حرب يتحول موقف السيارات خلال 48 ساعة إلى مستشفى طوارئ.

ويدور الحديث عن مساحة 1800 متر مربعا بعمق عشرة أمتار تحت الأرض وبالإمكان نصب 70 سرير بحالة مريحة جدا وألف سرير في حالة اكتظاظ وحدوث أماكن العمل فيه وأماكن الأسرة ونصبت فوق كل موقع لسرير شبكة بالإمكان ربطها بمولدات الأكسجين، كما أعدت أنابيب بالجدران بالإمكان ربطها بمغاسل متنقلة وفي الطريق إلى الخارج يقود النفق إلى غرف العمليات.
(سما الخبارية)

السابق
حاخام يهودي ينظم رحلات غير شرعية إلى قبر يوسف
التالي
تبادل خبرات بين الكتيبة الدانماركية والصليب الاحمر في صور