الداخلية لعون… النهاية لسليمان!

لاحظت أوساط سياسية قريبة من أجواء التأليف الحكومي المتعثّر، أن الرئيس نجيب ميقاتي يلوذ هذه الأيام "بالفرار" من تراكم الضغوطات عليه على صعيد المواقيت، إن لجهة الإسراع في إعلان الحكومة، أو لجهة وضع معايير توزيع الحقائب؛ هذه المعايير الحائرة بين محاولات فاشلة لإرضاء عون من دون حقيبة الداخلية، ومحاولات جدية لتطوير الحضور الرئاساتي، نسبة الى سليمان وميقاتي، إضافة الى حصة حليفهما وليد جنبلاط، عسى ان يكتسبا الثلث المعطّل. وعليه، تتراكم العراقيل ليصبح المشهد السياسي، وفق معلومات الأوساط نفسها، كما يلي:

– سَبق لميقاتي أن اقترح "فكرة" حكومة تكنوقراط على الرئيس سليمان وقبل بها الاخير، لكن الاعتراض أتى من مكان آخر وتحت عنوان: التكنوقراط مخالفة لاتفاق الطائف.

– سَبق لرئيس الجمهورية أن رفض إعطاء العماد عون وزارة الداخلية، تحت اي ذريعة كانت، وهو مستمرّ في هذا الرفض، على اعتبار أن ما يخالفه يعني تجيير العهد بكامله الى عون وتكريسه رئيسا للجمهورية تحت عنوان: "حاكم لبنان الإداري"، كما كان الزعيم كمال جنبلاط يصف وزير الداخلية.

– يحاول الرئيس المكلّف دراسة المعطيات الدولية بدقة متناهية، ووفقا لمجموعة أقانيم ابرزها انه لا يريد ولا يستطيع أيضا، إغضاب الولايات المتحدة او أوروبا، ويسعى بطبيعة الحال، الى قدر ممكن من التنازلات، عسى ان يخفّ الغضب السعودي ضده نتيجة قبوله بقلب الأكثرية النيابية مع وليد جنبلاط.

– يسعى العماد عون الى تحقيق مكاسب سياسية مهمة عبر التشكيلة الحكومية، ليقول للمسيحيين أولا إن خياراته وتحالفاته قد أفادتهم اكثر من تحالفات أخصامه، وليقول للبنانيين ثانيا انه الرئيس الوضعي للجمهورية ولو كان سليمان قابعا في قصر بعبدا، وليقول للعالم ثالثا إن العبور الى حزب الله والتواصل معه لا يمكن إلاّ أن يمرّ على جسر واحد اسمه ميشال عون.

يبقى ان حزب الله، تضيف الأوساط، وهو الأكثر استعجالا لإنجاز التأليف، لا يمكنه ان يستخفّ بأهمية مطالب حليفه الاستراتيجي العماد عون، ولا يريد أن يضيف الى الوضع السوري توتّرا، تبقى سوريا في غِنى عنه في كل الأحوال، فكيف بالحري في الوضع الحالي، ليدفع باتجاه حَشر "الأخوين ميقاتي"، آخذا في الاعتبار التقدم الدولي باتجاه المنطقة، والاختراقات التي يسعى الى تحقيقها على حساب ما يسمى بجبهات الممانعة، حيث تؤكد الأوساط السياسية ذاتها، ان جبهات الممانعة هذه قد أضحَت أقلّ مناعة على صعد متعددة.

أمام هذه الوقائع، أسَرّ الرئيس المكلف أمام احد زوّاره المقربين سائلا، كيف الخروج من هذا المازق؟

ليجيبه الأخير، إنك يا دولة الرئيس من أوقعت نفسك في مكان كان سعد الحريري لينتهي لو بَقي فيه.

وتختم المعلومات المتوافرة وفق الأوساط نفسها، ان الحريري ربح في خسارته معركة التكليف، أضعاف ما يخسره ميقاتي وحزب الله وسوريا و8 آذار في العجز المستديم …عن التأليف!

السابق
سوريا: لماذا الريف ولماذا المؤامرة؟
التالي
أضعف الإيمان – سورية والحل الأمني