الأخبار: خريطة طريق جنبلاطية لاستعادة الاستقرار في سوريا

استحوذت الأحداث التي تشهدها سوريا على موقف جنبلاط الأسبوعي، من دون أن يأتي على ذكر الحكومة المفترض تأليفها من قريب أو بعيد، في وقت انتقل فيه التصعيد العوني ضد الحصة الوزارية للرئيس من القيادة إلى القاعدة النيابية استبق رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط زيارته دمشق اليوم بالتأكيد أن "الخطوات السياسية الكبيرة التي اتخذتها القيادة السورية، وليس أقلها إلغاء قانون الطوارئ وإقرار قانون جديد للأحزاب السياسية وإلغاء محكمة أمن الدولة وتأليف حكومة جديدة ومنح الجنسية للمستحقين من الأكراد السوريين، تمثّل مدخلاً لسوريا جديدة محصّنة وقادرة على مواجهة التحديات الدولية والإقليمية والداخلية والاقتصادية والاجتماعية". وقال جنبلاط "من موقع الحريص والصديق والحليف لسوريا، أناشد الرئيس بشار الأسد الاستمرار بتنفيذ قراراته السابقة لجهة حماية حق التظاهر والتعبير السلمي، وفي موازاة ذلك الإسراع في إطلاق أوسع حركة حوار مع مختلف الشرائح السياسية والنقابية والاجتماعية والاقتصادية وممثّلي المجتمع المدني، للتشاور في كيفية تجاوز هذه المرحلة السياسية الحساسة". ورأى جنبلاط، في موقفه الأسبوعي عبر "الأنباء"، أن "إطفاء حالة الغليان الحاصلة حالياً يحصل من خلال تفعيل التحقيق الجدي ومحاسبة المسؤولين، سواء أكانوا أمنيين أم عسكريين أم إداريين أم مستهدفين لاستقرار سوريا ومحاولي العبث بأمنها، والدخول في حوار مسؤول لاستيعاب المطالب السياسية والشعبية، وبرمجة سبل تنفيذ ما هو محق ومنطقي منها، بما يتيح لسوريا أن تعود إلى الاستقرار وأن تحافظ على وحدتها الوطنية للحؤول دون تراجع دورها العربي والإقليمي وموقعها الممانع في مواجهة المشروع الإسرائيلي، وهذا الموقع مطلوب تحصينه، ولا سيما في ظل المتغيرات الكبرى التي تمر بها المنطقة العربية برمتها". وكان رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان قد أسف لعدم تعلم بعض اللبنانيين من الماضي ودروسه. وفي الموضوع الحكومي، رأى أرسلان أن "التعاطي الحالي مع الطائفة الدرزية مرفوض شكلاً ومضموناً"، رافضاً التسليم بأن يصبح الدروز "طائفة من فئة خامسة في لبنان". ورأى أن هناك تمييزاً عنصرياً بحق الطائفة الدرزية.

أما المكتب السياسي لحزب الكتائب الذي اجتمع بحضور الرئيس أمين الجميّل فرأى في بيانه، إثر الاجتماع، أن التطورات في المنطقة تؤكد صوابية الدعوة الكتائبية لجميع اللبنانيين إلى تحييد لبنان وإبعاده عن المحاور الخارجية. ورأى الحزب أن هناك "شبه إجماع على أن حكومة اللون الواحد لا يمكن أن تحكم البلد، وحكومة غير سياسية لا يمكنها أن تواجه التحديات، لذلك لا بد من التفكير جدياً في تأليف حكومة إنقاذ وطني تضم مختلف القوى الوطنية بعيداً عن منطق الربح والخسارة والأكثرية والأقلية والحصص وتصنيف الوزارات، لأن المرحلة الحالية لا تتحمّل هذا المنطق ولا هذا الجدل ولا هذا الفراغ".

وكان لافتاً هجوم نواب تكتل التغيير والإصلاح أمس على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. ورأى النائب سيمون أبي رميا أن "على رئيس جمهورية لبنان أن يكون للجميع لا لجبيل فقط"، مشيراً إلى أن "من سيحاول إقصاءنا سيفشل مجدداً في عام 2013". وأكد أبي رميا "تمسّك التكتل بوزير للداخلية ينتمي إلى كتلة توفّر له الدعم"، بينما انتقد النائب زياد أسود الشرح الذي قدّمه سليمان أخيراً للدستور. وذكر أسود أن الدستور ينص على إصدار رئيس الجمهورية المراسيم، لكنه لا ينص على أن لديه يداً في الخيارات التي تتعلق بوزراء، أو له أن يحلّ محل رؤساء الكتل الأساسيين الذين يمثّلون الطبقة السياسية. ورأى أسود أن إعطاء الرئيس وزراء يتناقض مع المادة الدستورية التي تحرمه حق التصويت في مجلس الوزراء.

وفي الموضوع الحكومي أيضاً، دعا عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس إلى تجاوز الاختلاف بشأن الحصص والحقائب، لأن الوضع الداخلي لم يعد يحتمل المزيد. وذكّر خريس بأن مصلحة لبنان أهم من حقيبة أو حقيبتين أو حتى عشرين حقيبة، مؤكداً أن التأخير مضرّ جداً ويؤدي إلى فراغات في الأمن والسياسة والاقتصاد.

على صعيد آخر، تحدث عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم عن تجاوز "20 جندياً إسرائيلياً، عند الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس، الشريط الشائك عند بوابة "بركة النقار" باتجاه الجزء المحرر اللبناني"، لافتاً إلى أنه "قابل ذلك استنفار للجيش واليونيفيل في الجانب الللبناني". ورأى هاشم أن "هذا الخرق غير مسبوق، وهو إشارة خطرة على انتهاك العدو الإسرائيلي للسيادة اللبنانية "، مطالباً اليونيفيل "بوضع حدّ سريع لمثل هذه الانتهاكات". ولفت إلى أن "ما يحصل اليوم لم يحصل منذ فترة طويلة، وأن لبنان لا يعترف بالخط الأزرق داخل مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ولا يقرهّ".

ولاحقاً، أعلن الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل، نيراج سينغ، أن بعض الجنود الإسرائيليين عبروا الشريط التقني ظهر أمس في منطقة بركة النقار، لكن "من دون حصول خرق للخط الأزرق. وقد غادروا المنطقة، والوضع هادئ".

السابق
الشرق: استعدادات مَن هم مع سورية؟!
التالي
البلد: حكومة ميقاتي في مهب احداث سورية