وين ما بتزتّو … بييجي واقف

لا شك أن الشخصية اللبنانية، شخصية فريدة من نوعها في العالم، فهي شخصية دينماكية ومرنة وسريعة التأقلم، فاللبناني يحب الإطلاع والثقافة، وإذا لم يستطع التثقف والإطلاع فلا بأس، لأنه سوف يدَعي أنه ملم بكل شيء. فهو يتقن "المسايرة "، إن حدثته بالدين أجابك، وبالسياسة يسرح ويمرح، حتى أنه يستطيع إتقان اللكنات واللهجات وليس فقط اللغات: إنجليزي، فرنسي، إيطالي، إسباني، ألماني…."وين ما بتزتو بييجي واقف".
ولكن ماذا عن التصرفات اللبنانية؟ مثلاً: سائق الأجرة، في كل العالم يتجه سائق الأجرة بحسب طلب الزبون، إلا في لبنان، فهو يجبرك على الركوب، وفي طبيعة الحال فقد تمر بخمسة أو ستة مناطق على الأقل وذلك بسبب منهج سيارة الأجرة في بلادنا حيث أنه يؤخذ الزبون بحسب مزاجية السائق… بالإضافة إلا أنه يمكن أن يقف فجأة في وسط الطريق ليشتري الخضر أو ليشرب فنجان قهوة… هذا غير القصص البطولية التي يرويها لك، مقدما نفسه على أنّه "أحمد السقا"، لا يهزم ولا يموت… فمنهم من أدخل أول دبابة عسكرية على لبنان، ومنهم من استطاع أن يلفت نظر ملكة جمال، ولكن لم يعرها إهتمام… دون أن ننسى قدحهم وذمهم المتواصل للدولة، حتى إذا لم يعجبهم الطقس يشتمون الدولة…
ماذا عن موسم السياحة؟ موسم السياحة في لبنان لا يعتبر “ High Season” للفنادق فقط، بل لسائق الأجرة أيضاَ، فيغتنم الفرصة ليجمع مبلغا محترما من المال. لكن في السنوات الأخيرة أصبح يدرك السائح أن هناك خطأ في التسعيرة، وعلم بأن التسعيرة الرسمية هي 2000 ليرة لبنانية وما يعادلها من الدولار الأميركي، ولكن استطاع السائق اللبناني أن يجد فتوى ضد هذا "الظنّ". بات يصرف العملات بسعر أغلى، فإذا اشترط السائح أن يدفع دولارين، يرد السائق بأنه يأخذ بالعملة المحلية، وهنا يقع السائح في الفخ، فالدولار الأميركي بالنسبة للسائق يوازي خمسة آلاف ليرة.

مثل آخر عن التصرفات اللبنانية، ويخص موضوع المواعيد. اللبناني لا يهتم لموضوع الوقت إلا في يوم تغيير الساعة، حيث أنه يسأل عنها مجرد سؤال عادي، فقط ليدرك متى سوف تغيب الشمس أو تشرق… على سبيل المثال: في حال أراد نجَار أن يأتي إلى منزلك أو مقر عملك ليقوم بعمل قد طلبته منه، يعطيك موعدا على الشكل التالي:
النجَار: " بكرا تلاتة…تلاتة ونص"
فتسأله بدروك: عفوا أريد موعدا محددا، ماذا تفضل؟ ثلاثة أو ثلاثة ونصف؟

النجَار: تقريبا في هذا الوقت…( ويرحل)
وفي النهار التالي تنتظره، فيتأخر! فتباشر الإتصال به عدة مرات، وهو لا يرد، وتمتد القصة أيام، ليعود حاملا قصة محبوكة تبرر غيابه…

ماذا عن الدواء؟ نعم الدواء… فالدواء عند اللبناني موضة، على سبيل المثال: " Omega 3 "… فأصبح
الـ" Omega 3" نوع من أنواع الأدوية التي تدل على الحضارة، فاحتل المركز الأول على لائحة المشتريات عند سيدات المجتمع…
إن ما ورد أعلاه، مثل بسيط عن الشخصية اللبنانية في عصرنا الحالي، وبالرغم من كل السلبيات المنسوبة إلى اللبناني، يبقى الشخصية الأولى في العالم العربي… بكل بساطة "اللبناني وين ما بتزتو بيجي واقف".

السابق
الراي: خبراء إسرائيليون: حمّام دم سيتبع إطاحة الأسد
التالي
Tom & jerry: أمل تتّهم والمستقبل ينفي…