قاسم:القرار 1559 لا مكان له في لبنان وتقرير بان كي مون احلام

انتقد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له في احتفال تأبيني في مجمع الكاظم في منطقة صفير، تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول القرار 1559، وقال:" قرأنا في الصحف تقرير بان كي مون عن القرار 1559، ولولا أن هذا الوقت هو وقت تقرير بان كي مون لكنا نسينا أن هناك قراراً اسمه 1559، أمَّا وقد نطق بان كي مون الذي يخضع للإملاءات الإسرائيلية، وقد اطلعنا على برقية من برقيات ويكيليكس كيف ضغطت إسرائيل وأمريكا على بان كي مون حتى لا يصدر تقرير غولدستون الذي يدين إسرائيل، وحتى لا تتباهى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبالفعل مجلس الأمن لم يتبن هذا التقرير، وإنما كان أحد تقارير الأمم المتحدة الذي كشف إسرائيل معنوياً، ولكن لم يترجموه عملياً بعقوبات أو ما شابه ذلك، لأن إسرائيل ضغطت عليه وهو لبى طلباتها، على كل حال ليس لدينا أمين عام للأمم المتحدة إلاَّ بموافقة أمريكية إسرائيلية".
اضاف: "بان كي مون يخضع للإملاءات الإسرائيلية، وبالتالي هو لا يصلح أن يعطينا توجيهات كيف نتصرف في لبنان، ولا يصح أن ينظِّر كيف يُصان لبنان وكيف يحمى وكيف يمكن أن نحفظ الأمن والاستقرار في لبنان، نحن نقول له وللأمريكيين وللدول الكبرى: كفوا أيديكم عن لبنان وسيكون لبنان أكثر استقراراً من كل دول العالم ببركة الجيش والشعب والمقاومة في لبنان. كل محور التركيز في بيان بان كي مون أنَّ المشكلة من السلاح، وفاته أن إسرائيل هي المشكلة التي خرَّبت المنطقة منذ حوالي مئة سنة، وهي التي سبَّبت العدوان والاحتلال والقتل والتهجير، وبالتالي كل الخراب الذي نجده في منطقتنا هو بسبب إسرائيل، ولولا إسرائيل لما ولدت المقاومة، والمقاومة جاءت ردة فعل على إسرائيل، ولولا المقاومة لتحوَّل قسم من لبنان إلى مستوطنات إسرائيلية، يعني قسم من جنوب لبنان كان سيسمى "المستوطنات الإسرائيلية" كما هو حاصل في الجهة الأخرى من المنطقة الفلسطينية، ولأصبح لبنان تحت الوصاية الإسرائيلية. لنا شرف أن نكون المقاومة، ولا نخجل ولا نختبئ ولا يعنينا كل هذه الاتهامات والتوجهات الظالمة لأنها تصدر من إسرائيل وأمريكا وأعوانهما، ولا تصدر من جهات صالحة لتوجه لنا المواعظ".
وتابع: "قال بان كي مون: أن ترسانة الحزب تمثل تحدياً رئيسياً لسلامة المدنيين اللبنانيين. أين سبَّب وجود المقاومة ضرراً على سلامة اللبنانيين؟ لو لم تكن المقاومة موجودة لكانت إسرائيل في كل لبنان، ولكنا سمعنا في كل يوم عن اعتقالات وعن قتل وتدمير واعتداءات مختلفة، نعم نحن نقر بأن سلاح حزب الله حرم المشروع الإسرائيلي من التمدد في لبنان، وحرم أتباع إسرائيل من أن يعبثوا في لبنان كما يريدون من جيش لحد ومن شابههم، وهزم العدوان في سنة 2000 بالتحرير وفي سنة 2006 بالانتصار على الحرب المدمرة على لبنان والتي انتصر فيها لبنان وحزب الله، وأعاد حزب الله الأرض إلى أهلها وأصحابها".
وتوجه الى بان كي مون قائلا: "ألا ترى أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا محتلة؟ ألا ترى أن الطيران الإسرائيلي يخترق الأجواء اللبنانية في كل يوم أليس هذا عدواناً على لبنان؟ وماذا تقول عن هذا العدوان؟ ألا ترى الدخول الإسرائيلي شبه اليومي واعتقال بعض الرعاة في منطقتنا في الجنوب أليس اعتداءا على لبنان؟ تأكد يا بان كي مون: لولا المقاومة وسلاحها لدخلت إسرائيل إلى قلب العاصمة بيروت وأخذت من تريد وأطلقت من تريد، ولدخل طيرانها إلى كل موقع من المواقع وعبثت بأرزاقنا وحياتنا، ولكن ببركة هذه المقاومة لا تتجرأ إسرائيل أن ترتكب حماقة لأنها تخاف من ردة الفعل، نعم ستكون ردة الفعل عظيمة وكبيرة إن شاء الله تعالى إذا تجرأت إسرائيل أن تصنع شيئا معنا في لبنان".
وتابع: "ثم يقول بان كي مون:"أصبح مطلب إلغاء السلاح أكثر إلحاحا مع الاضطرابات السياسية الموجودة في المنطقة"، علما أن الاضطرابات السياسية سببها التدخلات الأمريكية، وظلم الحكام، والعبث الإسرائيلي، ورفض أن تكون هذه المنطقة حرة ومستقلة ولديها مستقبلها، هذه هي المشكلة وليست منا، نعم هالهم أن يكون لبنان بعيدا عن الاضطرابات التي كانوا يريدونها للبنان، وهالهم أن لا يتحول لبنان إلى جزيرة إسرائيلية، وهالهم أن الثلاثي القوي: الجيش والشعب والمقاومة متماسكون وهم عصاة على الوصاية الأمريكية الإسرائيلية في لبنان. وليعلم بان كي مون أن الإستراتيجية الدفاعية التي تناقش على طاولة الحوار، ليست بحثا عن سلاح حزب الله، الإستراتيجية الدفاعية قوامها كيف نواجه إسرائيل ونستفيد من إمكانات حزب الله والجيش اللبناني وكل الإمكانات المتاحة بالنسبة لنا. في الخلاصة بالنسبة لنا: القرار 1559 لا مكان له في لبنان، وتقرير بان كي مون أحلام غير قابلة للتطبيق".
وختم قاسم: "بقيت نقطة أخيرة سأشير إليها سريعا: لفتني في الأسابيع الماضية كيف أن جماعة المستقبل قد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لوجود اتهام لنائب من نوابهم أنه هرَّب سلاحا للمعارضة في سوريا، وهذا ما شاهدناه على شاشات التلفزة والأمر يحتاج إلى متابعة قضائية للوصول إلى نتيجة، لكن العبرة التي أريد أن ألفت إليها، في كل يوم نقرأ ونسمع ونشاهد عشرات التصريحات والمواقف والبيانات التي تستنكر اتهام شخص من المستقبل بأنه يعتدي على سوريا، وتدَّعي أنه هذا اتهام سياسي، ماذا عن الاتهام السياسي الذي بقيت عليه جماعة المستقبل أربع سنوات ضد سوريا، وكنا عندما نقول لكم لا يجوز الاتهام السياسي وعليكم أن تقدموا أدلة، كنتم تقولون: نحن مطمئنون لهذا الاتهام ورتبتم عليه أضرارا وتعقيدات ومشاكل بين لبنان وسوريا أربع سنوات، وهو اتهام سياسي، وهذا ما فعلتموه مع الضباط الأربعة، أربع سنوات في السجن وهو اتهام سياسي، وهذا ما فعلتموه مع المقاومة حوالي سنتين ونصف تقريبا والاتهام السياسي قائم على قدم وساق وترتبون عليه الآثار، فلتذوقوا ولو لمرة واحدة الاتهام الذي لا أعرف إلى أين يوصل، ولكن بحسب زعمكم أنه اتهام سياسي، فاتهام واحد لم تحملوه، على كل حال الله عزَّ وجل يبتلي المعتدي بما حاول أن يبتلي به الآخرين وبشكل أصعب وأخطر وأعمق".

السابق
المخدرات بعد المشاعات!!
التالي
مصطفى حمدان انتقد التدخلات في سوريا والتأخير في تشكيل الحكومة