المستقبل: سلاح الفوضى.. بعد فوضى السلاح

الهدنة السياسية التي فرضتها، قسراً، عطلة عيد الفصح بانتظار ما سيحمله ما بعدها على مستوى الملف الحكومي، لم تنسحب على المستوى الأمني في ضوء البعد الخطير الذي اكتسبه ملف التعديات على الأملاك العامة للدولة بتغطية من سلاح قوى الأمر الواقع،

فحصلت مواجهات بين قوى الامن والأهالي في صور ما ادت الى سقوط قتيلين، وفي مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت، في وقت استمرت الدعوات الى التظاهر في طرابلس اليوم محور متابعة، ما استدعى اجتماعا أمنيا في "بيت الوسط" للرئيس سعد الحريري حضره وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ورؤساء الاجهزة الأمنية، أكد "التشدد الحازم في تطبيق قرار مجلس الامن الفرعي في الشمال لمنع التظاهرات في طرابلس، كما في ضبط اي جهة تحاول خرق القرار او تجاوزه لأي ذريعة، وملاحقة كل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة".

كما قرر الاجتماع "مباشرة التحقيق في حوادث قمع المخالفات وتحديد المسؤوليات والتأكيد على استمرار القوى الأمنية القيام بواجباتها لملاحقة المخالفين ومنع التعديات التي تحصل على الأملاك العامة والمشاعات والأملاك الخاصة(..)". وأوضحت أوساط أمنية بارزة لـ"المستقبل" أنها تأمل "أن تثمر الأمور في طرابلس اليوم على خير ومن دون مشاكل". ولفتت الى أن "الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على جهوزية تامة وبطاقة كبرى، تحسباً لأي طارئ".

وكشفت الأوساط عن أن "هناك تشديداً من مجلس الأمن الفرعي في طرابلس بأن يبقى جمهور "حزب التحرير" في محيط الجامع المنصوري الكبير، من دون تظاهر ولا مسيرة متنقلة من مكان الى آخر"، مشيرة إلى أنه "لا تظاهرة مؤيدة للنظام السوري في طرابلس".

قهوجي

وفي الاطار نفسه، سجل موقف لقائد الجيش العماد جان قهوجي بعد اجتماعات عقدها في اليرزة مع اركان القيادة، اكد خلاله "عدم تأثر اداء الجيش بالتجاذبات السياسية وعدم السماح لأي كان باستغلال الظروف الخارجية لاستدراج الفتنة الى لبنان"، وشدد على ان "لبنان لن يكون ممرا او مقرا لاستهداف اي دولة عربية(..)".

"المستقبل" ينفي علاقته بدعوات التظاهر

ونفى "تيار المستقبل" زجّ جهات اعلامية وسياسية لاسمه في بعض الدعوات الى التظاهر تحت مسمى التضامن مع الشعب السوري، وأكد ان "لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمثل هذه الدعوات"، مهيباً "بجمهوره ومناصريه الالتزام بتوجهات رئيسه الرئيس سعد الحريري لجهة الالتزام بمقتضيات الاستقرار الداخلي وعدم الانجرار وراء اي دعوات يرفضها "التيار".

فوضى التعديات.. تابع

وكان يوم أمس شهد عدداً من الحوادث الأمنية في مدينة صور ومنطقة الأوزاعي في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت خلال قيام القوى الأمنية بممارسة مهماتها في قمع مخالفات البناء غير الشرعي على الأملاك العامة الذي تغطيه قوى حزبية مسلحة. وتوضيحاً لما حصل في مدينة صور اعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنه "وأثناء قيام مجموعة من قوى الأمن بمؤازرة قوة من الجيش اللبناني بمهمة قمع مخالفات بناء على الأملاك العامة في المساكن الشعبية في صور، تجمهر عدد كبير من الشبان لإعاقة مهمة رجال الأمن، وعملوا على رشق القوة الأمنية بالحجارة، وفي الوقت نفسه تعرضت هذه القوة لإطلاق نار من داخل شوارع منطقة المساكن ما اضطُرّ عناصرها الى إطلاق النار في الهواء ترهيبًا بغية رد المحتجين ومنعهم من الوصول الى العناصر".

وأضاف البيان "أُصيب أربعة أشخاص نقلوا الى المستشفيات للمعالجة، وما لبث أن توفي اثنان منهم، فيما أقدم المحتجون على إحراق 3 آليات عسكرية، ولقد تم تأليف لجنة تحقيق مشتركة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بإشراف القضاء العسكري لجلاء الحقيقة وتحديد المسؤوليات"، مؤكدًا "حرص القوى الأمنية على السلم الأهلي وعلى حماية المواطنين والممتلكات وعلى حماية العناصر المولجة حفظ الأمن". ولفت بيان لقيادة "حزب الله" وحركة "أمل" وبلديات الضاحية الجنوبية دعا القوى الأمنية إلى "وقف التعديات على الأملاك العامة بالوسائل القانونية(..)".

حرب: كلام بري غير دقيق

حكومياً، وفيما تقاطعت مواقف قوى 8 آذار على اعتبار الأسبوع المقبل أسبوعاً حاسماً في مسار تشكيل الحكومة، انطلاقاً من معطيات داخلية وخارجية، لفت تعليق وزير العمل بطرس حرب بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان على كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري من أن الحكومة ستكون عيدية، إذ رأى أن بري "مشكور على إعطائه جرعة التفاؤل، إلا أن كلامه قد لا يكون دقيقاً، بمعنى أنه لا يعبّر عن الواقع(..)".

السابق
إعلام العدو: إجرام بحق التاريخ
التالي
“فيتو إسرائيلي” يمنع تمويل “الأونروا”