الطاقة الهوائية في منازل بنت جبيل

قد لا تصبح المولدّات الكهربائية الخاصة، وتلك التي تمتلكها البلديات في قضاء بنت جبيل، التي تمدّ الأهالي بالكهرباء عبر الاشتركات المدفوعة، هي البديل الوحيد لمواجهة تقنين الدولة الكهربائي المستمرّ ، فمشروع امداد المنازل بمولدّات الكهرباء العاملة على الطاقة الهوائية بات حقيقة في بنت جبيل، رغم كلفته المادية الباهضة. ويبدو أن أبناء منطقة بنت جبيل يراقبون مدى نجاح هذه التجربة، عبر تأمين الكهرباء الى المنازل عبر المراوح، والتي قدّ تكون بديلاً دائماً عن كهرباء الدولة، اذا ما قدّر لها النجاح.

الفكرة مأخوذة من الصين، من خلال التجّار الجنوبيين الذين وجدوا قراهم وبلداتهم أكثر حاجة لهذه الخدمة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمرّ، وقد عمد أحد مغتربي بلدة حاريص الى الاستفادة من هذه التجربة، واستطاع أن يؤمن الكهرباء بشكل دائم الى منزله، وكذلك عمل مواطنون من بلدة يارون.

وقد قام غالب عاشور،أحد تجّار بلدة شقرا بشراء العديد من هذه المولّدات لبيعها لأصحاب المنازل، ويأمل بأن تحقق تجارته هذه نجاحاً باهراً. فيقول " في ظلّ الانقطاع المستمرّ للتيار الكهربائي، لا يبدو أن المولدّات الكهربائية العاملة على المازوت هي الحلّ الأمثل لسدّ حاجة الأهالي الى الكهرباء لأنها لا تؤمن الخدمة الاّ لساعات قليلة في اليوم بسبب غلاء المازوت، لذلك فان المراوح الهوائية ستلفت انتباه الأهالي هنا، خاصة الذين يحتاجون الى الكهرباء بشكل دائم، فهم سيحصلون بشكل دائم على الكهرباء ويستطيعون الاستغناء حتى عن دفع فواتير الكهرباء المستمرّة من الدولة وأصحاب المولدّات".

المولّد الكهربائي هو عبارة عن مروحة كبيرة مرفوعة على عامود حديدي ضخم مجهزّة بكوابح للتخفيف من سرعة دورانها، تؤمن الطاقة من خلال تشريج بطاريات كبيرة تصل الكهرباء عبرها الى المنازل.

وفي حال توقف الهواء نهائياً، وهو أمر نادر في المناطق الجنوبية فان البطاريات المشرّجة تستطيع تأمين الكهرباء لأكثر من 12 ساعة متواصلة.

لا تزيد كلفة المولّد الواحد الذي يؤمن الكهرباء بقوّة 15 أمبير عن 5000 دولار أميركي مع كفالة لمدّة عامين، وهي تكفي حاجة المنزل، وتزيد هذه الكلفة الى أكثر من10000دولار بالنسبة للمولّد الذي يؤمن الكهرباء بقوة 50 أمبير. يعتبر عاشور أن بعض الأهالي قد يجدون الثمن باهض جداً، لكنهم سيدفعون هذا المبلغ لمرّة واحدة فقط، وأكثر من سيلجأون الى شراء هذه المولدات هم أصحاب المعامل والمزارع النائية التي لا تصل امدادات الكهرباء اليها، وكذلك الأغنياء الذين لا ترهقهم هذه المبالغ.

ويذكر أن الهيئة الايرانية لاعادة اعمار الجنوب كانت قد أجرت دراسة ميدانية أكدت من خلالها أن جميع المناطق الجنوبية صالحة لاستخدام الطاقة الهوائية، لذلك عمدت الى تأمين خمسة مولدات عاملة على الطاقة الهوائية الى بلدة مارون الرّاس لانارة الحديقة العامة التي قامت بانشائها على الحدود مع فلسطين المحتلّة مقابل مستعمرة " أفيفيم".

ويعتبر عاشور أن التجارب الفردية في استخدام هذا النوع من المولدّات في كل من حاريص ويارون والنبطية أثبتت نجاحها، وهو استطاع أن يحصل على أفضل أنواع المراوح الموجودة في الصين وهي مزودة بكوابح تستطيع ضبط سرعة الرياح لأكثر من 80 كلم بالساعة.

ويشكو من عدم توافر خريطة خاصة لسرعة الرياح في الجنوب اللبناني لذلك فان ما سوف يعتمد عليه حتى الأن هو الخريطة العامة للرياح في لبنان على أمل الحصول على تقدير دقيق لسرعة الرياح في الجنوب.

السابق
Tom & jerry: أمل تتّهم والمستقبل ينفي…
التالي
السياسة: استنفار أمني على خلفية تعديات الجنوب وتظاهرات الشمال