الديار: قلق أمني يستنفر حكومة تصريف الأعمال والمؤسسات العسكرية والأمنية

"يعيش الجميع بترقب وحذر امني خصوصا ان المنطقة العربية غارقة في اجواء ضبابية من خلال التظاهرات واطلاق النار، اضافة الى الاشتباكات العنيفة في ليبيا. هذه التطورات انعكست على الداخل اللبناني المفتوح اساسا والموزع بين المحاور العربية، فالحراك الشعبي الذي حصل في سوريا وجد في لبنان بعضاً من المؤيدين فدعا حزب التحرير مناصريه الى التظاهر مما دفع بقوى اخرى الى الوقوف في وجه هذه الدعوة، اضافة الى ان السلطات اللبنانية بكافة اطيافها واحزابها، رفضت دعوات التظاهر معتبرة ان هذه التظاهرات ستؤدي حتما الى زعزعة الامن في لبنان وهي لن تقتصر على التظاهرات السلمية. فمن اجل ذلك كانت دعوات جميع الاحزاب من قوى 8 و14 اذار الى التنصل او رفض هذه الدعوات داعين السلطات الى معالجة هذا الامر وضبطه في اطار لا يسمح لان تكون طرابلس منطلقا او شرارة لأية احداث قد تمتد الى سائر المناطق خصوصا ان احداثا مذهبية تحصل في بعض البلدان العربية ما دفع بحزب الله الى التحذير من ان السلطات البحرينية تخطت كل الحدود ووصلت الى المس بالمقدسات.

وفي ظل هذا الوضع المذهبي الحساس استنفرت السلطات العسكرية اللبنانية، وافادت المعلومات ليلاً عن تعزيزات للجيش اللبناني عند منطقة دوار ابو علي وصولا الى ساحة عبد الحميد كرامي بالاضافة الى تسيير دوريات راجلة ومؤللة في كل انحاء المدينة. علما ان المدينة شهدت ليلا عمليات «كر وفر" بين عناصر حزب التحرير الذين عمدوا الى رفع الملصقات على الجدران ونشر اليافطات التي تدعو الى التظاهر حيث عمدت القوى الامنية الى نزعها، كما قامت سيارات تابعة لحزب التحرير بالدعوة عبر مكبرات الصوت الى المشاركة في التظاهرة.

وعلم ان المتظاهرين يتجمعون في الجامع المنصوري وسينطلقون بعد صلاة الجمعة باتجاه ساحة الكورة او ساحة النجمة التي تبعد عن الجامع المنصوري 200 م. وسيقومون بإطلاق الشعارات والخطابات، وكشف المسؤول الاعلامي في حزب التحرير ليلا احمد قصص ان الحزب توصل لتسوية مع القوى الامنية تقضي بتغيير مسار التظاهرة وحصر التجمع في مكان محدد.

لكن اللافت كان موقف الداعية عمر بكري الذي اعلن تأييده للتظاهرة مؤكداً دعم موقف حزب التحرير، بعد ان كان بكري اعلن انسحابه من حزب التحرير وتأييده لسوريا وحزب الله. وقد شدد قائد الجيش العماد جان قهوجي على حرص الجيش اللبناني «على عدم جعل لبنان مقراً أو ممراً لاستهداف أمن اي دولة عربية، وعدم السماح لأي كان وتحت اي ظرف او شعار باستغلال الظروف الخارجية لاستدراج الفتنة الى لبنان وجره الى حالات مماثلة لاحداث عام 1975.

كلام العماد قهوجي هل يكون رسالة الى الجميع ومن يعنيهم الامر بأن «الدق بالأمن خط احمر، في ظل اصرار حزب التحرير على التظاهر في طرابلس اليوم ضد النظام السوري رغم قرار مجلس الامن المركزي في الشمال بوقف التظاهر ورغم تأكيد الاجتماع الامني الذي عقد في بيت الوسط برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على قرار مجلس الامن المركزي في الشمال برفض التظاهر في طرابلس ووجوب قيام الجيش والقوى الامنية باتخاذ الاجرادات الضرورية واللازمة لتطبيق القرار المذكور والتشدد حيال اي جهة تحاول خرق القرار او تجاوزه لأي ذريعة كانت وملاحقة كل من يحاول العبث بالامن والاستقرار في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة.

في هذا الوقت، واصل مسؤولو حزب التحرير في طرابلس دعواتهم الى التظاهر اليوم مستنفدين كل الوسائل من بيانات الى رسائل خلوية وملصقات ومكبرات صوت وصولا الى عقد مؤتمر صحفي، ضاربين بعرض الحائط قرار مجلس الامن الفرعي في الشمال وكل المناشدات، مصرين على انطلاق التظاهرة مهما كانت النتائج رغم توقيف عدد من اعضاء الحزب للضغط عليه ومنع التظاهرة في اطار الحرص على السلام الاهلي. لكن يأتي اصرار الحزب المذكور متحديا كل القرارات وغير معترف بالسلطات اللبنانية التي يعتبرها لا تحكم بشرع الله وان لبنان ولاية صغيرة تحتلها فرنسا وان ولاية لبنان هي احدى ولايات الخلافة الراشدة في العالم الاسلامي.

هذا وعقد رئيس المكتب الاعلامي ل"حزب التحرير" في طرابلس احمد القصص مؤتمراً صحافياً في مقر الحزب في ابي سمراء اكد فيه ان محاولات منع مظاهرة الحزب اتت بإيعاز من النظام السوري الى بعض الاجهزة الرسمية والتيارات السياسية الموالية في لبنان، وان لا وجه قانونيا لما قدم من مبررات لمحاولة المنع. وعلق على قرار مجلس الامن الفرعي الذي سمح بالتجمع في ساحة محددة، موضحاً ان هذا هو برنامج المظاهرة، وهو الخروج من المسجد مباشرة وبأقصر الطرق الى ساحة التجمع في شارع متصل بساحة النور وانه تم إلغاء مسيرات السيارات.

واوضح ان القمع والاعتقالات التي مارستها بعض الاجهزة بحق شباب حزب التحرير هي اعتداء غير مبرر، وان الاعتقالات كانت بهدف ليّ ذراع الحزب ليلغي المظاهرة، وبالتالي فإن التظاهرة ستضيف الى اهدافها الاحتجاج على قمع السلطة اللبنانية لاصحاب الرأي السياسي.

وخاطب السلطة اللبنانية قائلا: ألم تتعظوا من اسلافكم من حكام العرب الذين انهارت عروشهم ورمتهم شعوبهم في مخلفات التاريخ بسبب سياستهم القمعية واذلالهم لشعوبهم؟ كيف تتركون لبعض العسكريين التحكم بأمور الناس ومصالحهم وكراماتهم؟! وما معنى وجود السلطة السياسية ان اوكلت امور الناس الى بعض المغامرين من العسكريين.

الى ذلك، اصدر تيار المستقبل بياناً اعلن فيه «ان لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمثل هذه الدعوات للتظاهر، كما نفى حزب الكتائب اي دعوة من قبل الحزب للمشاركة في التظاهرة.

السابق
الشرق الاوسط: قتيلان في مواجهة مع القوى الأمنية بسبب مخالفات بناء في الجنوب
التالي
الاخبار: العيديّة الحكوميّة مؤجّلة والعُقَد على حالها