الانوار: لجنة عسكرية تحقق في سقوط قتيلين بأحداث مدينة صور

"الوضع الامني عاد مجددا الى الواجهة امس مع تصاعد المواجهات في ملف التعديات على الاملاك العامة، والخشية من تطور الامور في طرابلس اليوم الى مصادمات تعمل الجهات السياسية على تجنبها، وقد اكد قائد الجيش العماد قهوجي مجددا أمس الحرص على عدم جعل لبنان مقرا او ممرا لاستهداف امن اي من الدول العربية الشقيقة، وعلى عدم السماح باستغلال الظروف الخارجية لاستدراج الفتنة الى لبنان.

وقد روى بيان لقوى الامن الداخلي وقائع الاحداث التي شهدتها مدينة صور امس، وقال ان مجموعة أمنية من قوى الأمن الداخلي بمؤازرة قوة من الجيش اللبناني انطلقت للقيام بمهمة قمع مخالفات بناء على الأملاك العامة في المساكن الشعبية – صور، فتجمهر عدد كبير من الشبان لإعاقة مهمتها، حيث عملوا على رشق القوة الأمنية بالحجارة، وفي الوقت نفسه تعرضت هذه القوة لإطلاق نار من داخل شوارع منطقة المساكن مما اضطر عناصرها الى اطلاق النار في الهواء ترهيبا بغية رد المحتجين ومنعهم من الوصول الى العناصر.

وقال البيان أربعة أشخاص اصيبوا ونقلوا الى المستشفيات للمعالجة، وما لبث أن توفي اثنان منهم، كما أقدم خلالها المحتجون على إحراق 3 آليات عسكرية. وقد تم تأليف لجنة تحقيق مشتركة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بإشراف القضاء العسكري لجلاء الحقيقة وتحديد المسؤوليات.

وقد كان هذا الحادث بين مواضيع البحث الرئىسية في الاجتماع الذي ترأسه الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط وضم الوزير زياد بارود وقائد الجيش العماد قهوجي والمدير العام لقوى الامن اللواء اشرف ريفي والعقيد وسام الحسن. واعلن في هذا الصدد انه تقرر القيام بإجراء التحقيقات اللازمة بالحوادث التي حصلت من قبل الجهات المختصة وتحديد المسؤوليات، مع التأكيد على استمرار القوى الأمنية في القيام بواجباتها لملاحقة المخالفين ومنع التعديات التي تحصل على الأملاك العامة والمشاعات والأملاك الخاصة.

كما اعلن انه تم الاتفاق خلال الاجتماع، على تأكيد التشدد الحازم في تطبيق قرار مجلس الأمن الفرعي في الشمال لجهة منع التظاهرات في طرابلس، ووجوب قيام الجيش والقوى الأمنية باتخاذ كل الإجراءات الضرورية واللازمة لتطبيق القرار المذكور، والتشدد حيال اي جهة تحاول خرق القرار او تجاوزه لأي ذريعة من الذرائع، وملاحقة كل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة.

اصرار على التظاهر

وكان حزب التحرير الاسلامي قال امس انه ابقى على دعوته الى التظاهر ضد النظام السوري اليوم. وقال الناطق باسم حزب التحرير احمد القصص في مؤتمر صحافي ان المظاهرة مستمرة وستكون في ساحة النور عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس. واضاف سنتوجه بشكل جماعي من مسجد المنصوري الكبير دون الطواف في شوارع مدينة طرابلس وذلك التزاما بقرار مجلس الامن الفرعي.

وقال القصص في مؤتمره ان المظاهرة كانت دعما لثورة الشام ضد النظام السوري واليوم اضفنا ضد النظام القمعي اللبناني الذي اعتقل 16 ناشطا من الحزب ومنهم من ابرحوهم ضربا.

ومساء أمس قالت قناة المنار، إن اتفاقاً حصل بين القوى الامنية في الشمال وحزب التحرير على الغاء التظاهرة، وقضى الاتفاق بالاستعاضة عن التظاهرة بتجمع في ساحة النجمة قرب المسجد الكبير في طرابلس.

قائد الجيش

في هذا الوقت اكد قائد الجيش العماد قهوجي خلال اجتماعات عقدها مع اركان القيادة وقادة الوحدات، الحرص على عدم جعل لبنان مقرا او ممرا لاستهداف امن اي من الدول العربية الشقيقة.

وأكد قائد الجيش أن قوة المؤسسة العسكرية وتماسكها يشكلان الضمان الفعلي لوحدة الارض والشعب والمؤسسات، مشددا على عدم السماح لأي كان وتحت اي ظرف او شعار، باستغلال الظروف الخارجية لاستدراج لبنان الى الفتنة وجره الى حالات مماثلة لاحداث العام 1975، والجيش بما يمثل من شريحة واسعة في المجتمع اللبناني، وما يحوز من ثقة عارمة لدى جميع اللبنانيين والاطراف السياسيين، قادر على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.

السابق
الاخبار: العيديّة الحكوميّة مؤجّلة والعُقَد على حالها
التالي
لماذا نهتم بأحداث سورية؟