الاغتراب الأفريقي..التجربة المُرّة

لقد حصل ما حصل في ساحل العاج (غرب افريقيا) وخسرت الجالية اللبنانية هناك (من أكبر الجاليات اللبنانية في القارة الأفريقية ) خصوصا، تلك المقيمة في العاصمة الاقتصادية – أبيدجان، الكثير الكثير من أموال منقولة وغير منقولة، ممتلكات، مؤسسات، بيوت الخ … عدا الخسارة المعنوية كالتعرض للذل والمهانة والجوع والعطش، وخطر الموت الداهم، إلى ما هنالك من عذاب ومشقات. وفي التسعينات من القرن الماضي، تعرضت جالياتنا اللبنانية في كل من ليبيريا وسيراليون للمصير نفسه، بل أدهى إذ سجّلنا هناك خسارة أرواح عزيزة؛ هذا ولم تجفّ بعدُ دماءُ ضحايا طائرة الموت في كوتونو، ولا ضحايا الطائرة الأثيوبية المنكوبة، فإلى متى سوف تستمر هذه الجلجلة؟ أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟

سوف أجيب على هذا السؤال بطريقة قد لا تعجب الكثيرين؛ وقد أتعرض بعد هذا المقال إلى سيل من الاتهامات والتهجمات، كل ذلك لا يهمني ولن يؤثر بي، لأنّ ما نتعرض له كمغتربين لبنانيين في أفريقيا حاليا، والأخطار المحدقة بنا تفرض علينا من الآن فصاعدا تسمية الأمور بأسمائها دون رتوش ولا مواربة لتشخيص العلل التي نعاني منها حتى نستطيع إيجاد الدواء الشافي والحلول المناسبة لتلك العلل.

قبل الخوض في العلل والمسببات والحلول، لا بدّ من إلقاء نظرة ولو خاطفة على الاغتراب الأفريقي.
أجدادنا الفينيقيون عرفوا افريقيا منذ قديم الزمان وتعاونوا مع أهلها كتجار، لا كغزاة فاتحين، كما تعاملت معهم باقي الشعوب، وهذه نقطة لمصلحتنا لم نحسن استغلالها ولا نُضيء عليها لأنّ معظمنا للأسف يجهلها. أما الوجود اللبناني المعاصر في القارة الأفريقية فيعود إلى أكثر من مئة عام بكثير، وما يميز هذا الوجود أنه نتيجة ظروف طبيعية وجغرافية واجتماعية، ظل ارتباطه بالوطن الأمّ وثيقا لأنّ اللبناني لم يستطع الاندماج حياتيا واجتماعيا في المجتمعات الأفريقية نتيجة الظروف التي عددناها، بينما في المجتمعات الأميركية والأوروبية التي هاجر إليها اللبنانيون حصل الاندماج وبالتالي فإنّ ارتباط المهاجرين اللبنانيين إلى تلك البلدان بالوطن الأصلي لا يتعدّى الذكريات والتبولة والكبة النية.

هذه الظروف دفعت بالاغتراب الأفريقي لأن يضخ إلى لبنان الكم الأكبر من أموال الاغتراب التي تصل إلى وطن الأرز، لا بل أيضا جعلت من أبناء هذا الاغتراب الأوائل في عملية إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية، وبعد كل حرب يتعرض لها هذا الوطن.

ومن المفارقات أنّ بلدان القارة الأفريقية التي يتواجد فيها اللبنانيون كمغتربين لا زالت مصنفة كبلاد من العالم الثالث، معظمها نال استقلاله منذ 50 عاما فقط وتعرض خلال تلك المدة لخضات عديدة: حروب أهلية ، تغيير أنظمة (ديكتاتورية، عسكرية، مدنية، ديمقراطية) اضطرابات اجتماعية، كل ذلك أدى إلى أنّ هذه البلدان لا زالت في طور بناء الدولة ولم تتوصل بعد إلى مرحلة الدولة الحديثة التي يسود فيها القانون والنظام؛ وتعم الديمقراطية والعدالة في مجتمعها. لذلك نتعرض كمغتربين لبنانيين في تلك البلدان لمصاعب جمة في ممارسة أعمالنا وفي إدارة شؤون حياتنا؛ كل هذه الصعاب ليست موجودة لدى أقراننا من المغتربين في أوروبا وأميركا والدول العربية، ما يجعلنا الأكثر عرضة لكل أنواع الإبتزار والمضايقة والمضاربة غير المشروعة؛ فنضطرّ لتسيير أمورنا وتدبير شؤوننا إلى اللجوء إلى أساليب قد لا تكون قانونية مائة في المائة بعض الأحيان، خصوصا أن وطننا الأم ليس دولة كبرى ليفرض هيبته على الدول الأخرى ويحمينا بسطوته. هذا هو باختصار واقع حال الاغتراب اللبناني في أفريقيا.

وبدلا من أن يكون هذا الارتباط بالوطن الأم نعمة، فهو أحيانا نقمة وهنا بيت القصيد؛ فيصدر لنا أهل السياسة في لبنان خلافاتهم؛ وأي خلاف سياسي في الوطن ينعكس سلبا على الاغتراب الأفريقي نتيجة لهذا الارتباط والترابط القائم؛ ولطالما نادينا وكتبنا وشرحنا (إنّ ما يصح في الوطن لا يصح في الاغتراب) الانقسام السياسي في الاغتراب يعرض الجاليات اللبنانية الموجودة للإنكشاف أمام العدو الصهيوني المتربص بها لاختراقها لأنها تنافسه وتشكل سدّا منيعا أمام طموحاته في السيطرة على القارة الأفريقية الغنية بالموارد الطبيعية لسرقة تلك الموارد، واستعباد شعوب القارة (مالكة تلك الموارد) بأساليب جديدة ضمن استعمار مقنع. لذلك هو لنا بالمرصاد للاستفادة من أي انقسام بين صفوفنا ليتسلل من خلاله بيننا فيشرذمنا تمهيدا للقضاء على وجودنا كله؛ وتتكرر معنا قصة الثور الأبيض والثور الأسود.
قد يقول قائل ما دخل ذلك بما جرى ويجري في ساحل العاج؟ وهنا سأجيب على هذا التساؤل على قاعدة (صديقك من صدقك وليس من صدّقك) لأنّ هول المأساة يفرض المصارحة الكلية وليغضب من يغضب ويرضَ من يرضى. شاهدنا على الفضائيات مأساة مغتربينا في ساحل العاج، وشاهدنا لوعة الأهل والأحبة في الوطن، وشاهدنا الجميع ينتقد ويطالب وزارة الخارجية والدولة اللبنانية… إلى آخر المعزوفة.

لبنان دولة صغيرة، حكومته حالها معروفة، وإمكانياتها محدودة، فبلدنا ليس دولة عظمى كفرنسا وأنكلترا مثلا، هذا لا يعني أني أعفي دولتنا من واجباتها تجاه المغتربين في إفريقيا وغير أفريقيا، ولكني لا أعفي في الوقت نفسه المغترب اللبناني من واجباته تجاه شخصه وتجاه أقرانه في الاغتراب وتجاه البلد الذي استضافه (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

نحن كمغتربين في أفريقيا ماذا فعلنا تجاه أنفسنا لنحمي وجودنا في القارة السمراء المعرض للخطر منذ سنين عديدة وقد تعاظم في السنتين المنصرمتين؟ الجواب للأسف لا شيء. ما زلنا ننجح كأفراد ونفشل كجماعة لأنّ الأنانية الضيقة، وحب الذات يسيطران على حياتنا ويسيرانها.

تملك الجاليات اللبنانية في أفريقيا إمكانات تفوق إمكانية الدولة اللبنانية لو توحدت وتضافرت تلك الإمكانيات. هناك رجال أعمال لبنانيون في أفريقيا معروفون عالميا في نوادي الأثرياء بإمكاناتهم المادية الجبارة، فتش عنهم تجدهم يتنافسون إلى حد التطاحن والمنافسة غير المشروعة في ميدان الأعمال والتجارة مع إخوانهم وأبناء جلدتهم. والأمثلة لا تعد ولا تحصى. فما هذا إلا غيض من فيض.
الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، المؤسسة الوطنية العالمية التي يجب أن تحتضن الاغتراب اللبناني وتكون له بمثابة الأب والأم ماذا فعلنا بها؟
نقلنا إليها العدوى اللبنانية في الانقسام والتشرذم، فصارت ثلاثة أقسام ما أدى لإصابتها بداء الشلل. المؤسسة المنوط بها النهوض بالاغتراب بحاجة لمن ينهض بها ويلملم شتاتها ماذا تريدون أدهى من ذلك؟

هذه المؤسسة لو كانت فاعلة تقوم بدورها كما يجب لانبثق عنها لوبي عالمي أو قاري، هذا اللوبي بإمكانه الضغط والتأثير على الحكومات والدول لتحسين وضع المغتربين اللبنانيين المقيمين عندهم، ولقيام مبادلات تجارية بين لبنان وهذه الدول، الصهاينة ليسوا أشطر منا ولكنهم منظمون أكثر، ولا يمكن مجابهة النظام أي نظام بالفوضى بل بنظام أقوى منه.

بصراحة كاغتراب أفريقي لسنا بحاجة للدولة اللبنانية إلا كغطاء قانوني ودولي لنا ولترسل لنا القناصل والسفراء، أما في باقي الأمور فنحن قادرون إذا وحدنا كلمتنا ونظمنا أمورنا واستبدلنا الشعار (اللبناني ينجح كفرد ويفشل كجماعة). بالشعار (اللبناني ناجح وقادر في العمل الجماعي). على تسيير أعمالنا بنجاح ومواجهة كل الأزمات والصعوبات التي تعترض طريقنا في بلدان إنتشارنا.

هذا ما يجب أن نضعه نصب أعيننا كهدف يجب تحقيقه. دولتنا اللبنانية لا نستطيع بأوضاعها الحاضرة أن تقدم لنا أكثر مما قدمته وتقدمه؛ علينا أن نتكل على أنفسنا إذا أردنا البقاء في أعمالنا وأشغالنا في أفريقيا، هناك هجمة كبيرة علينا تحت حجج ومسميات عديدة منها أن الاغتراب الأفريقي يدعم المقاومة (هم يسمونها إرهابا) ويبيض أموال شراء المخدرات والأسلحة الاخ… إلى ما هنالك من تُهم في قاموس الإرهاب الدولي، ومصدر تلك الإشاعات والاتهامات الكاذبة معروف وهو لا يميز في تخرصاته بين لبناني وآخر أيا كانت طائفته ومذهبه أو منطقته، المطلوب رأس الوجود اللبناني المتقدم اقتصاديا في إفريقيا لأن الأمبرياليين والصهاينة يريدون السيطرة على أفريقيا كما أسلفت سابقا لنهب ثرواتها خصوصا مع ظهور اكتشافات بترولية جديدة فيها يأملون أن تحل محل بترول الخليج العربي, و المؤسف أن هذه الترهات بدأت تفعل فعلها في عقول بعض الأفارقة من رجال حكومات و من أبناء الشعب في مختلف بلدان القارة، وبدأت جالياتنا تتعرض لمضايقات، وصار رجال الأعمال اللبنانيون متهمين بكل أنواع المخالفات ومشكوك بأمرهم، والخير لقدام. فبدلا من أن نتباكى على الدولة وكأنها حائط مبكى عليه نسكب دموعنا، علينا مسح تلك الدموع وأخذ مصيرنا بيدنا لندافع عن أنفسنا وعن وجودنا في القارة السمراء التي كانت ولا زالت لنا مساهمة كبيرة في نموها وازدهارها فلا يجب ترك ما بنيناه وتعبنا به ليستغله غيرنا وخصوصا عدونا المصيري نحن من كد واجتهد، نحن من عمر مدنا أفريقية عديدة، وتآخينا مع أهل القارة وسكانها، لن نترك كل ذلك لقمة سائغة لمن
اغتصب أجزاء عديدة من بلادنا وأتى إلى أفريقيا ليغتصب لقمة عيشنا. لذلك فقد آن الأوان لننهض وننظم أمورنا برعاية دولتنا اللبنانية، وليس مطلوبا منها إلاّ تلك (الرعاية) فنحن أدرى بتنظيم أمورنا وشؤوننا ولا ينقصنا إلاّ الإرادة والعزم، وقد آن الأوان لذلك فماذا ننتظر؟

لذلك وبعد لملمة الجراح في ساحل العاج وحتى لا تتكرر المأساة في كل مرة، أقترح ما يلي: يدعو الحاج نجيب زهر (نحيي صموده في أبيدجان) رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج ورئيس المجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، المجلس القاري الأفريقي إلى اجتماع استثنائي يتم خلاله تحديد موعد لمؤتمر قاري استثنائي لفروع الجامعة في أفريقيا، تتولى التحضير له لجنة يعينها المجلس القاري، تتصل بالفعاليات والفروع ولا تستثني أحدا حتى يكون المؤتمر جامعا وتكون نقطة البداية لتوحيد الجامعة وتصويب عملها من أفريقيا، فبالرغم من وضع الجامعة الحرج فلا يمكن الاستغناء عنها كمؤسسة حاضنة للاغتراب اللبناني. المؤتمر يجب أن يكون نوعيا وبرعاية الرئاسات الثلاث في دولتنا اللبنانية إذا سمح البروتوكول بذلك، ويجب أن ينتج عنه مخطط جديد يقود مسيرة الاغتراب الأفريقي بأساليب وطرق متطورة، لأن الأنظمة تتغير في القارة كذلك الحكام وطرق الحكم فما كان يصح في الماضي صار مستحيلا اليوم. لذلك على المغترب اللبناني في أفريقيا أن يطور أساليب عمله ومعاملاته، علينا مواكبة التغير الحاصل ويحصل في تلك القارة وإلاّ تجاوزتنا الأحداث وسبقنا الزمن، ولم يبق أمامنا إلاّ البكاء كالنساء على مجد ضاع ولم نعرف كيف نحافظ عليه كالرجال. ومن المتغيرات الحاصلة في أفريقيا مثلا اشتداد الهجمة الصهيونية الامبريالية على الوجود اللبناني في أفريقيا خصوصا بعد انتصار المقاومة في لبنان حيث اتهم الاغتراب الإفريقي بدعم المقاومة التي سماها الامبرياليون وحلفاؤهم إرهابا؛ لذلك يريدون تصويرنا كداعمين للإرهاب حتى يسهل ضربنا واقتلاعنا وقد بدأت تباشير هذه الهجمة تلوح في الأفق وفي بلدان عديدة فما العمل؟

هذه الشؤون والشجون يجب معالجتها في المؤتمر المذكور، لأن أمامنا حلين لا ثالث لهما:إ دفن الرأس في الرمال على طريقة النعامة. أو على طريقة (حادت عن ظهري بسيطة) أو التشفي من قبل البعض بالبعض الآخر لأنه منافسه في التجارة أو الأعمال أو التكافل والتضامن فيما بيننا لمواجهة ما نتعرض له من ظلم بطريقة مسؤولة وموضوعية وحازمة لنبرهن للشعوب الأفريقية التي نحيا معها أننا حلفاؤهم الحقيقيون نساهم في تطوير مجتمعاتهم ونموها، نشاركهم في همومهم وأفراحهم وأتراحهم، لنزيل من أذهان الأفارقة صورة اللبناني الذي أتى لسرقة ثرواتهم وأموالهم وأخذها لبلده ونستبدلها بصورة اللبناني الذي أتى ليفيد ويستفيد، ويعمر ويبني. والأفارقة شعوب طيبة ويميلون فطريا إلى اللبناني خاصة والعربي عامة لأنهم يتشابهون معهم في كثير من الأمور. هذا ما يجب أن يصدر عن هذا المؤتمر، كما يجب أن ينتج عنه أيضا تجديد هيكلية الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وأجهزتها في أفريقيا وإن اقتضى الأمر خلق أجهزة جديدة، وتجديد الهيكلية يجب أن يبدأ في المجلس القاري وينتهي في الفروع، أرجو ألا يفهم من كلامي أني أريد نسف الهيكلية القديمة أبدا هذا لا يجوز لأننا لن نستطيع الإقلاع في العمل ضمن الجامعة في أفريقيا دون خبرة الكبار الذين سبقونا كالحاج نجيب زهر رئيس المجلس القاري الحالي ما عنيته في تجديد الهيكلية إضافة عناصر جديدة تكون بمثابة دماء فتية تضخ في الفروع والمجالس الوطنية والمجلس القاري تحت إشراف ورعاية الكبار لتفعيل العمل وتأطيره وهذا ما كان قد بدأه رئيس المجلس القاري منذ ثلاث سنوات عندما عينني مشكورا منسقا عاما للمجلس القاري الإفريقي واصطحبني معه إلى مالي حيث أحيينا فرعا ومجلسا وطنيا كانا جامدين.

لا يجب بعد اليوم أن ننتظر وقوع الفعل لنقوم بردة الفعل، علينا استباق الفعل ووضع خطط لمواجهة الكوارث والنكبات التي تقع علينا أحيانا كالسارق ودون إنذار، حتى الكوارث والنكبات سواء أكانت طبيعية أم غير طبيعية التي تحل بالبلدان الأفريقية تعنينا أيضا علينا مساعدة الحكومات المحلية والشعوب في مواجهتها ومعالجة ذيولها وهذا ليس منة نجود بها عليهم بل واجبنا تجاه من استضافنا واستقبلنا وهذا ما يؤمن لنا الحماية الطبيعية والقبول من قبل الحكومات والشعوب، هذا ما يحمينا ويؤمن لنا مصالحنا وليست الرشوة والغش والتزاكي الغبي، هو الذي يؤمن لنا مصالحنا في القارة فقد ولى زمن الغش والرشوة إلى غير رجعة.

والآن أمامنا فرصة تاريخية لإثبات أمام كل القارة الأفريقية الحكومات والشعوب أننا من صلب تلك القارة ومن مكوناتها الأساسية، وذلك بالمشاركة الفعالة البعيدة عن الغش والخداع بإعادة بناء ما هدمته الحرب في ساحل العاج وأبيدجان خصوصا هذه المدينة التي حضنت عشرات الآلاف من اللبنانيين عندما تهدمت بيروت عاصمتهم ولبنان وطنهم. عليهم رد الجميل والاشتراك الفعلي ببنائها ولنبتعد عن الصفقات المشبوهة والرشوة ما أمكننا حتى لو لم نربح ماديا من عمليات إعادة البناء فسوف يكون المردود إيجابيا علينا وعلى الأجيال التي تلينا في الاغتراب الأفريقي، لأنه
علينا أن ننظر إلى المستقبل وليس فقط إلى الحاضر، لأن الفرصة سانحة لتلميع صورة اللبناني في أفريقيا والأمر في متناول أيدينا ونحن قادرون عليه فهل نستغل الفرصة ونبدأ بالعمل السليم أم نفكر بأنانية وفردية ونترك الفرص تضيع ليستغلها من يريد الضرر بنا وإنهاء وجودنا في القارة السمراء.

إنها مجموعة من الأفكار والآراء أطرحها برسم النقاش على كل من هو مهتم بالشأن الاغترابي، وخصوصا في قارة أفريقيا، إنها صرخة أساهم بواسطتها في توعية زملائي وإخواني في الاغتراب الأفريقي إلى ما يحيط بهم من أخطار وصعاب وطرق مواجهتها والتغلب عليها.

وفي الختام أؤكد لكم إخواني وأهلي في مغترباتنا الأفريقية أنه سوف تمر علينا في اغترابنا أزمنة مليئة بالصعاب والمحن، لن يمكننا التغلب عليها بالتباكي على دور الدولة اللبنانية ، والتغني بالماضي ، بل علينا أن نحزم أمرنا ونكاثف ونتحد لمواجهة الأخطار التي تهدد وجودنا في تلك القارة التي أعطيناها جهدنا ونشاطنا ومنا من نشأ فيها وأعطاها شبابه وحياته، لذلك علينا تنظيم أمورنا والتخطيط لمستقبل وجودنا فيها على أسس علمية وسليمة ضمن عقلية المؤسسات التي تعتمد العمل الجماعي المنظم مكان العمل الفردي الفوضوي، بهذا فقط ننتصر على المحن ونزلل كل الصعاب التي تعترضنا وماعدا ذلك فسوف نظل ننهض من كارثة لنقع في أزمة، فلنتعظ ونعِ حقيقة وجودنا ودورنا. .

السابق
بلدية الظل الصيداوية تدعو “الداخلية” لتشغيل معمل النفايات
التالي
إعلام العدو: إجرام بحق التاريخ