إعلام العدو: إجرام بحق التاريخ

يرصد المتابع لإعلام العدو، آلاف الأمثلة الدالة على التحريض العنصري المباشر بحق كل من هو غير يهودي عموماً وفلسطيني خصوصاً، هذا إضافة إلى المحاولات «الاسرائيلية» الحثيثة لتثبيت مصطلحات ومفاهيم تدخل اللاوعي الشعبي لتدعم روايتها، وتستميل الغرب، وقد رصدت وكالة «وفا» بشكل دوري ما تنشره وسائل الإعلام «الإسرائيلية» من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، خلال أسبوع واحد فقط في الفترة الممتدة من 4/4/2011 ولغاية 15/4/2011، وإن عرض الأمثلة التالية يكفي ليوضح الصورة دون التطرق الى شرحها أو التعقيب على ما جاء فيها.

«الفلسطينيون هم العدو اللدود»
نشر موقع «ان اف سي» بتاريخ 15/4/2011 مقالة تحريضية كتبها دودو الهرار، حرض من خلالها على مواجهة فلسطينيي الأراضي التي احتلتها عام 48 الذين وصفهم «بالعدو اللدود» هذا إضافة إلى محاولة تكريس مفاهيم تساهم في عملية التزوير التاريخية التي مارسها «الاسرائيليون» بحق فلسطين، عبر اضافة مصطلحات مثل أن الفلسطينيين ليسوا شعباً والصحيح أن الحقيقة العلمية هي أن اليهود هم من لا يملكون المقومات ليكونوا شعباً واحداً.

وقال، «الفلسطينيون في «إسرائيل» هم فلسطينيون، غير صحيح أن نُعرّفهم كـ «إسرائيليين». تعريفهم أيضًا كفلسطينيين يعيشون في «إسرائيل» غير صحيح، لأنه لم يكن هنالك ولن يكون شعب فلسطيني».
وأضاف، «إصرار البعض على اعتبار الفلسطينيين مواطنين «إسرائيليين» هو نفاق سفيه لا يمكن أن يؤثر على الواقع. الفلسطينيون في «إسرائيل» هم وسط منعزل، وسط آخر ومختلف عن المجتمع الإسرائيلي، الوسط الديني اليهودي أيضًا منعزل لكن الفرق أن اليهود المتدينين مرتبطون بالمجتمع اليهودي من خلال جذورهم اليهودية بينما الفلسطينيون لا».

واضاف، «العدائية بين اليهود والفلسطينيين هي أمر طبيعي جدًا. لا توجد حاجة لأن نشير حول خيانة عزمي بشارة، حول المحرضة والمضللة حنين زعبي أو حول وقاحة أعضاء الكنيست الفلسطينيين. بالنسبة الى الفلسطينيين، خيانة «إسرائيل» هي مقام سامٍ بالنسبة اليهم. مؤسف أنه يوجد بيننا يهود يرفضون الاعتراف بما تراه أعينهم وتسمعه آذانهم، هنالك حقيقة واضحة وقاطعة: الفلسطينيون في إسرائيل عدو لدود وأشد من أي عدو آخر وعلينا أن نجهز لمعركة ضارية لمواجهتهم».

«إسقاط حماس هدف استراتيجي»
تطرق ميخا فريدمان مقدم برنامج «صباح الخير «إسرائيل»» الذي بث على إذاعة «جالي تساهل» بتاريخ 10/4/2011 إلى قسم من اتفاق ائتلاف الحكومة الذي قدمه حزب «إسرائيل بيتنا» والذي ينص على إسقاط حكومة حماس كهدف استراتيجي للحزب. حيث استوضح فريدمان من نائب وزير الخارجية- داني أيالون: ما هو هذا الاتفاق وكيف يمكن تحقيقه؟. أجاب أيالون: هناك عدة طرق. أولا: مهاجمة قادة حماس. ثانيا: الدخول والخروج من غزة بشكل واسع. هناك عدة طرق لكن من المفضل عدم التداول بهذا التكتيك من خلال الإذاعة، «ولكن بالمقابل من الضروري أن يلتف «الاسرائيليون» حول ضرورة اغتيال قادة حماس وضرب غزة».

«من النيل وحتى الفرات»
كتب البروفسور هيلل فايس مقالة نشرت على موقع «ان اف سي» بتاريخ 10/4/2011، أكد من خلالها تمسك اليهود بمخطط دولتهم من الفرات إلى النيل، وحاول تضمين رأيه عبر الادعاء بأن المسلمين يريدون احتلال العالم وفرض الخلافة الإسلامية، وأن إقامة دولة فلسطينية سيعجل في ذلك، في محاولة للعزف على وتر هواجس الرأي العام الغربي واستجلاب دعمهم «اسرائيل».

وقال: «أحزاب الحرية في أوروبا تنصلت من إنقاذ الثقافة الغربية من سيطرة سيف الإسلام على القارة. اليوم وقبل أن تصل قوة عسكرية إلى هنا، الاحتلال تم بواسطة ملايين المهاجرين الذين لا تخفي قياداتهم تطلعها إلى فرض الإسلام كدين وثقافة سياسية على كل دول أوروبا بقوة الشريعة وبالعنف لا فقط من خلال تغيير الدين والثقافة».

وقال «إن الدعم الأوروبي لإقامة دولة عربية في أرض «إسرائيل» لن يساعدها في حربها ضد الإسلام. ولكي يتحقق السلام في أوروبا والعالم عليهم أن يدعموا شعب «إسرائيل» ودولته اليهودية التي تسيطر على كل أنحاء أرض «إسرائيل» من نهر مصر وحتى النهر الكبير نهر الفرات».

السابق
الاغتراب الأفريقي..التجربة المُرّة
التالي
المستقبل: سلاح الفوضى.. بعد فوضى السلاح