ناصر ونصر الله والنصر

رحمك الله يا ناصر، لم تكن كأي تاجر، تهرول وراء المال والعقار، وتجهل أو تتجاهل المبدأ وفكر المقاومة والثوار. بل عشت كريماً بقلب ثائر، ومت عزيزاً فصار الكل عليك خاسرا وحاسرا، فالكويت فقدت ابناً كان لوطنه على الدوام ذاكرا، ومسلماً لدينه ولربه شاكرا، عرف طريق العلى وختمه بمقال زاهر.

نكتب فيك وعنك لأنك لم تُصِغ الأموال معدنك، ولم تكن المصالح موطنك، ولم تسكن الدنايا مسكنك. فلم تُخرِس لسانك العلاقات، ولم تُلوِ قناعاتك الصفقات، ولم تُذعِن ارادتك المساومات، ولم تُكسِر إصرارك التهديدات!
أضحكني من قال عنك أنك توالي الثوار لأجل الدينار، وعرفت غباء من ادعى عليك بأنك تركض وراء الدولار حينما تساند الأحرار، ولا يعلم أو لا يريد أن يفهم أن طريق العزة يسلكه أمثالك الأحرار، وهو مسلك يختبئ على قارعته الأشرار، ويتربص بأشباهك الثوار كل مجرم وغدار. غبي أو يتغابى بأنه لا يدري بأن هذا مسلك يعنيه بائعو الدنيا ومبتغو الآخرة، يطلبه من اشترى قبره في شبابه قبل شيبه، يطلبه من توسد في لحده في حياته قبل مماته، وارتضاه من باع دنياه لأخراه، فسالكوه يتواضعون طلبا للمغفرة، ويرضون فيه رفعةً للدرجة، ويؤمنون به حتى ولو اقتضى منهم العيش على مسغبة!

يكفي يا ناصر الثوار أن تكون لهم ناصراً، ويكفيك يا ناصر أن يكون لك نصر الله ناصراً، ونسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته ويرزقك على قدر عملك وعلى ما تحب من الثأر لدينه وطلباً للعزة والكرامة والشرف ويكون كل ذلك لك عند الله يا ناصر ناصراً. وداعاً.

السابق
راجح الخوري: لبنان دولة فاشلة !
التالي
جيفري فيلتمان…القفـز على خيار الشعـوب