عون: للإنطلاق من الواقع الداخلي البحت لتشكيل الحكومة بدلاً من إنتظار الخارج

شدد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون على "ضرورة الإنطلاق من الواقع الداخلي البحت لتشكيل الحكومة، بدلاً من إنتظار الخارج في هذا الإطار"، معتبراً أنّ "وجود حكومة في الداخل يؤمّن إمكانية مواجهة أي تداعيات خارجية".

عون، وفي حديث لقناة "المنار"، قال: "حصل خلاف مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، إذ إننا اعتبرنا انه يجب أن تكون الحكومة حكومة أكثرية، بينما هو أرادها حكومة متوازنة بين الأكثرية وشيء آخر، ثم إن النظام اللبناني بطبيعته يؤخّر تشكيل الحكومة إذ لا توجد معايير موحّدة عند تأليف أي حكومة، كما لا يمكن القول إن الرئيس المكلّف مع رئيس الجمهورية يشكّلان الحكومة بمعزل عن التوازنات السياسية القائمة".

ورأى عون أن "مشكلة ثقة وُلدت مع ميقاتي، خصوصاً في بداية العلاقة، وهذا ما سبّب مشكلة في "تقليعة" هذه العلاقة"، معتبراً أنَّ "ميقاتي وضع نفسه في موقع مختلف عن الأكثرية الجديدة التي سمّته رئيساً للحكومة"، وسأل: "هل ما يقوم به التكتل هو غير ما يقوم به باقي التكتلات؟ فكما لغيره حقوق يطالب بها، للتكتل أيضًا حقوق يطالب بها، ثم لماذا يتم خلق مرجعيتين عند المسيحيين؟

ورداً على سؤال، أجاب عون: "هناك أفكار جديدة تطرح الآن حول الحكومة من المفضّل أن تبقى خارج الإعلام"، وإذ اعتبر أنه "حصل تقدم، إذ إن القسم الأول من الكوب تم ملؤه"، لافتاً إلى أنه ليس هناك شيئاً نهائياً قد حصل، فالأمور مرتبطة بالمئة متر الأخيرة، وأضاف: "سيكون لنا موقف في حال لم تُبتّ الأمور في الموضوع الحكومي، لأنَّه لا يمكن الإستمرار بحال المراوحة".

وحول فكرة عدم الجمع بين حقيبتي الإتصالات والطاقة لـ"التيار الوطني الحر"، قال عون: "لم نتبلغ بهذا الأمر، وربما بعض الأمور يتم طرحها في الإعلام لمعرفة رد فعلنا عليها، مكرراً القول إنَّ "دفع عملية الإصلاح هي التي تهمنا".

من جهة ثانية أكد عون أن "لقاء بكركي مهم جداً"، مشيراً إلى أنَّ "هناك إفتراقاً على الخيارات الكبيرة، وإن لم يكن بالعناوين لا يوجد اختلاف على هذه الخيارات، لكن في العمق والجوهر هناك اختلافات".

وإذ شكر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على مبادرته، رأى عون انَّ "خطوة الراعي ترجمت الدينامية الجديدة لبكركي بين المسيحيين"، لافتاً إلى انَّ "مبادرة الراعي ليست موجهة ضد أحد، وكتمان ما حصل في اللقاء هو بسبب أنَّ هذا اللقاء ليس لقاء إعلامياً".
كما أشار إلى أنَّ "الراعي في الوقت نفسه فتح دينامية جديدة مع باقي الاطراف والطوائف، لا سيما مثلاً في العلاقة مع حزب الله".

ورداً على سؤال، اجاب عون: "اكبر هاجس بالنسبة للمسيحيين، هو التوطين والسياسات التي تسعى إلى حل المشكلة الفلسطينية على حساب اللبنانيين، بالإضافة إلى أن أي إهتزاز للاستقرار يشكل خطراً على المسيحيين، وعلينا أن نكون مهيّئين لصدّ ذلك، كما ان المسيحي يريد نظاماً سياسياً مستقراً يؤمّن الشراكة الحقيقية في القرار، لكي ننتقل جميعاً بعد ذلك إلى المواطنية والعلمنة وغير ذلك، إلا أنَّ بلوغ هذا الواقع لا يزال بعيداً".

إلى ذلك اعتبر عون انَّ "الرهان على أي تطورات خارجية، هو جزء من مسلسل مستمر، فالمراهنة على ضرب الاستقرار في المنطقة وخصوصاً في سوريا هي ضرب من الجنون لن يستفيد منه احد"، وأضاف: "ما نستفيد منه هو استقرار في المنطقة وخصوصاً سوريا، بالإضافة إلى الاستقرار الداخلي".

وحول طريقة معالجة قضية مخالفات البناء، اعتبر عون أن "هذا جزءاً من الفساد، فهناك البعض من الناس يعتبرون أنفسهم أقوى من القانون، وذلك نتيجة تراكم الفساد في إدارات الدولة، من نقابة المهندسين والخلل الذي حصل من قبلها بشأن الرخص، والرشاوى التي تعطى مقابل تغاضي قوى الأمن عن التجاوز الحاصل".

وفي شأن ما حصل في صور عند قمع مخالفة بناء، قال عون: "لا يجب لوم الجيش بالمطلق عند القيام بواجبه، إلا أنَّه في الوقت نفسه يجب إجراء تحقيق سريع لكشف ملابسات إطلاق النار ووقوع قتلى"، مشدداً على "ضرورة عدم تعميم مخالفة القانون من قبل اللبنانيين لأننا ندخل بذلك في دولة اللاقانون".

السابق
في مديح الحذاء العربي
التالي
أبي رميا: البلد مكشوف أمنيا وأجهزته الأمنية لن تصل الى أي نتائج