الديار: عيدية بري تضيع مجدداً

مرة جديدة يضيع تفاؤل الرئيس نبيه بري الذي حدد سابقاً الموعد تلو الموعد لتشكيل الحكومة، لكن المطالب المتنوعة والعقد الكثيرة بقيت حائلاً أمام نبوءات رئيس المجلس الذي استمر في التفاؤل والابتهالات وصلوات الاستسقاء. ومؤخراً بشر اللبنانيون بعيدية بعد العيد، لكن يبدو ان العقد لا تزال كامنة في بعض الحقائب، فلم يجد لها «صناع الحكومة اي علاج.

فالداخلية التي باتت عقدة العقد لا تزال تعاني نقصا في الحلول، خصوصا ان اوساط الرئيس ميقاتي اوضحت لـ «الديار أن اي معلومات حول الاتفاق على الاسم العتيد للداخلية هي غير دقيقة، وان الامر مرتبط بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والعماد عون، حيث اتفق على ان يقوم الثلاثة بتقديم أسماء مرشحيهم ضمن لوائح منفردة على ان يصار لاحقا الى جوجلتها والاتفاق على واحد يرضى به الثلاثة. وتضيف الاوساط ان هذا الامر شائك ولا يزال غير عملي، خصوصا ان الاجتهادات سوف تصعب الاختيار، وبالتالي فإن الموضوع الحكومي لا يزال عالقاً في شباك وزارة الداخلية. إضافة الى ان المعلومات قد ذكرت بأن الرئيس ميقاتي مصر في حال رست الداخلية على العماد عون، فلن يرضى بإعطائه الاتصالات، وهذا ايضا من المتوقع ان يثير الاعتراضات مرة جديدة.

ضمن هذه الشروط لا تزال عيدية بري بعيدة المنال، وقد يلزمها اكثر من اسبوع لتحقيقها اذا ما نجح المعنيون في تذليل الصعوبات. اما على صعيد جبهة الاكثرية التي تمارس الضغط على الرئيس المكلف، فإن اوساطا داخلية اشارت الى ان الميقاتي امام حلين لا ثالث لهما، فهو بعد العيد إما ان يقدم تشكيلته او الرحيل. وهنا تؤكد هذه المصادر بأن وسائل إقالته باتت متوافرة، المهم «اننا لن نرضى باستمرار المراوحة بعد الآن والتأجيل مجددا. الى ذلك، ارتفع منسوب التفاؤل في الساعات الـ 48 الماضية على وقع تكثيف المشاورات، وخصوصا بعد زيارة الرئيس نجيب ميقاتي للرئيس ميشال سليمان ونبيه بري، حيث قالت مصادر مطلعة لـ «الديارامس، ان هناك مقاربة جدية لحل عقدة حقيبة الداخلية، ما يفتح الطريق امام ولادة الحكومة في غضون ايام قليلة.

واضافت المصادر ان بضعة اسماء يجري التداول في شأنها لهذه الحقيبة كبديل عن الوزير الحالي زياد بارود، لكن المعلومات التي توافرت لـ «الديار ايضا تفيد بأن رئيس الجمهورية لم يعط جوابا حاسما للرئيس ميقاتي في هذا الشأن ولم يحسم الموقف لجهة استبدال بارود، وان كانت الامور قد بقيت موضع اخذ ورد في الاتصالات السريعة التي جرت بعد لقاء بعبدا وقبل سفر ميقاتي الى لندن لقضاء عطلة الاعياد. وحسب المصادر، فإنه على الرغم من عدم التوصل الى اتفاق على اسم وزير الداخلية الا ان الطريقة التي اتبعت مؤخرا لمقاربة هذا الموضوع توحي بأجواء جدية للانتهاء من هذه العقدة.

وهذا ما جعل بري يعلن من قصر بعبدا بأن الحكومة تسير في طريقها، واصبحت في المرحلة النهائية، وتوضع عليها اللمسات الاخيرة التي ستؤدي الى تأخيرها الى ما بعد الاعياد مضيفة ان هناك بعض الامور التي ما زالت عالقة، ولكن امورا كثيرة جرى حلها. وجدد بري تفاؤله امام النواب في ساحة النجمة، متوقعا ولادة الحكومة بعد الاعياد، لكن لم يدخل في تفاصيل اسباب تفاؤله. وعلم ايضا انه جرى اتصال بين بري وميقاتي بعد ظهر امس قبل ان يغادر ميقاتي بيروت، وقد اتفق على استمرار التواصل سعيا الى الوصول الى نهاية سعيدة خلال الاسبوع المقبل. وتقول المعلومات ان التسريبات عن حكومة ثلاثينية قائمة على معادلة 11 وزيرا للرئيسين سليمان وميقاتي والنائب جنبلاط و19 وزيرا للاكثرية من ضمنها 10 وزراء لتكتل التغيير والاصلاح و9 لحركة امل وحزب الله والقومي وطلال ارسلان، على ان يكون من ضمنها وزيران ملك احدهما سني وآخر ماروني غير دقيقة بتاتاً، في ظل اصرار الاكثرية على 20 وزيرا من ضمنهم وزارة الداخلية. وهذا الامر غير قابل للنقاش قطعياً، وبالتالي فإن موضوع الحكومة بحاجة الى مزيد من التشاور والدرس. وتقول المعلومات ان الاكثرية الجديدة تريد الداخلية للعماد عون ولاسم موثوق به وقادر على القيام بإجراءات بالداخلية.

وتقول المعلومات ان الرئيس ميقاتي سيعود من لندن مساء الاحد وان الاتصالات ستستأنف نهار الثلثاء لتذليل العقبات الجدية، خصوصا بين الرئيس سليمان والعماد عون، رغم ان المعلومات اشارت الى ان الرئيس ميقاتي بدأ يميل الى الموافقة على اعطاء الداخلية لعون شرط ان يحصل على وزارة الطاقة او الاتصالات وليس الوزارتين معا، وهذا الامر ربما وافق عليه عون الذي ينتظر «صيغة ميقاتي ليبنى على الشيء مقتضاه. وعلم ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيشارك يوم الجمعة المقبل في رتبة سجدة الصليب في كنيسة الروح القدس في الكسليك، كما في كل عام، على ان يليها غداء تقيمه الرهبانية اللبنانية المارونية.

وعلم ان دعوات وجهت لقيادات وشخصيات مسيحية واسلامية للمشاركة في المناسبة لتقريب المساحات، وذلك في اطار تعزيز مبادرة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.

السابق
الشرق: الإستونيون السبعة يناشدون انقاذهم
التالي
المعارضة السنّيّة