ملتقى يجمع المستقلين في 14 اذار يطلق اليوم: لافكار جديدة ومبادرات

في موازاة الحراك السياسي على الساحة اللبنانية، تستعد مجموعة من الشخصيات السياسية المستقلة وغير الحزبية في قوى "14 آذار" بالتعاون مع شخصيات أكاديمية ومهنية وإعلامية ومثقفين وناشطين في المجتمع المدني لإطلاق ملتقى جديد اليوم في الاشرفية  يأتي تطبيقا لما ورد في الوثيقة السياسية لـ"14 آذار" لناحية تفعيل دور المستقلين داخل صفوفها، لا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تحيط بلبنان والعالم العربي.

انطلق النائب السابق سمير فرنجية، في حديثه لـ"الشرق الأوسط" عن فكرة الملتقى وأهدافه، من الوضع الداخلي في لبنان، وقال: "نحن في مرحلة مفصلية، وإما أن نذهب باتجاه تخطي الأزمة، وإما سيصاب لبنان بتداعيات ما يحدث حوله، ونحن نرى حالياً محاولات ربط أزمة سورية بلبنان". وانطلاقاً من هذا الواقع فإن الملتقى يهدف، بالدرجة الأولى، إلى "خلق دينامية جديدة وحديثة قادرة على طرح أفكار جديدة وإطلاق مبادرات"، ما يؤدي، وفق فرنجية، إلى "تفعيل الجو الموجود والفاعل داخل صفوف حركة (14 آذار) منذ لحظة إطلاقها".

وأوضح وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون أن "فكرة تأسيس هذا المنبر ليست بجديدة وتم طرحها أكثر من مرة في مراحل سابقة، إلا أنه بعد الانقلاب الأخير الذي جرى في لبنان والموقف الشعبي العارم الذي تجلى في 13 (آذار) 2011، فضلاً عن وثيقة المشروع السياسي لـ(14 آذار)، التي حجزت مكانا لتحرك المستقلين وطالبت الكثير من الشخصيات بأن يتمكنوا من التعبير عن أفكارهم في مكان معين، تلك العوامل كلها دفعتنا إلى القيام بخطوة إلى الأمام لإطلاق هذا المنبر الذي يكمل دور الأحزاب السياسية والأمانة العامة لـ(14 آذار)".

وعلى الرغم من أن تأسيس هذا الملتقى أو المنبر قد يعبر عن رغبة المستقلين في التمايز عن أركان قوى "14 آذار" والأمانة العامة، فإن فرنجية أكد أنه "لن يشكل إطاراً منظماً؛ لأن الهدف ليس إنشاء تكتل جديد أو جبهة جديدة، بل خلق مساحة ليعبر فيها كل المستقلين عن آرائهم"، معلقاً آمالاً على "هذه التجربة الجديدة من نوعها، التي تضم شرائح مختلفة والتي من شأنها أن (تفتح دماغ الطرفين)".

وعما إذا كان المنبر المرتقب هو بمثابة بديل عن الأمانة العامة، شدد كل من فرعون وفرنجية على أنه لا يتعارض، لا مع دور الأمانة العامة ولا مع الثوابت الرئيسية لـ"14 آذار". وقال فرعون: "المنبر لا يتعارض أبدا مع أحزاب (14 آذار)، بل يتكامل معها، لا سيما أن أركانها أعطوا أهمية لتنظيم أكبر للقوى المستقلة"، موضحاً أن "الثوابت السياسية المعروفة هي ملك الشعب اللبناني، والمنبر يفتح مجالا للحوار حول مسائل كثيرة قد لا تكون بالضرورة عناوين كبيرة"، ومؤكداً أن "التجمع سيكون منفتحاً على الشخصيات والاقتراحات كلها، وتنظيمه لن يكون جامداً بل سيكون تنظيماً لينا".

أما فرنجية فأكد أن "اختلاف المنبر عن تنظيم قوى (14 آذار) الحزبي أو الأمانة العامة لا يعني التناقض بالتأكيد، لكن ثمة أموراً لا تتعاطى فيها قوى (14 آذار) كمسألة الثقافة المطلوبة في هذه المرحلة وقيم المواطنة وكيفية إعادة تأسيس العيش المشترك، وسواها من المسائل التي ليست في أولويات (14 آذار) السياسية، بما يسمح بتجاوز الترسيمات القائمة".

السابق
كيف يرى الحزبيون ثورات العرب؟
التالي
بيت ياحون: خلاف على مقلع صخور