الشرق الاوسط: لبنان:توقيف 7 أشخاص وزعوا منشورات وملصقات لدعم “ثورة الشام”

رجحت مصادر أمنية لبنانية أن يتم رفض الترخيص لمظاهرة ينظمها حزب التحرير الذي ينادي بـ"الخلافة الإسلامية" يوم الجمعة المقبل "تضامنا مع أهالي سورية". وقالت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إن مسعى الحزب يقع تحت طائلة الملاحقة القانونية، لأن في ذلك تعكيرا لعلاقات لبنان بدولة شقيقة، وهذا ما ترفضه القوانين اللبنانية. بالإضافة إلى أن مجموعات أخرى تقدمت بطلبات للتظاهر دعما للنظام السوري من المكان نفسه ما قد يؤدي إلى وقوع صدامات واضطرابات.

وقد أوقفت السلطات الرسمية اللبنانية أمس 7 أشخاص ينتمون إلى الحزب لقيامهم بتوزيع دعوات للمشاركة في المظاهرة، ثلاثة منهم في مدينة صيدا بجنوب لبنان التي استفاق سكانها أمس على ملصقات موقعة باسم حزب التحرير، في شارع رياض الصلح، تؤيد "انتفاضة الشعب السوري ضد النظام الحاكم هناك". وكان الموقوفون يوزعون منشورات تدعو للمشاركة في المظاهرة، كما تم توقيف أربعة أشخاص في طرابلس للسبب نفسه، بالإضافة إلى توقيف ركاب سيارة في منطقة عكار بشمال لبنان كانت تبث دعوات عبر مكبرات صوت للمشاركة في مظاهرة طرابلس.

وتقدم "حزب التحرير – ولاية لبنان" بطلب ترخيص رسمي لمظاهرة تنطلق بعد صلاة الجمعة قرب جامع المنصوري الكبير في طرابلس للانطلاق في مظاهرة، دعما لـ"ثورة الشام". وأكد المتحدث الإعلامي باسم الحزب أحمد القصص "إن المظاهرة مستمرة ولو أوقفوا المئات".

واستمرت الإجراءات السورية المشددة عند الحدود مع لبنان، فيما تحدثت معلومات عن ضبط قوات الأمن السورية جرارا محملا بالأسلحة المتنوعة نصبت له كمينا بمحاذاة بلدتي دير العشاير وينطا وتمكنت من إلقاء القبض على سوريين اثنين من بلدة مزرعة الدير.

وبموازاة التطورات الميدانية استمر حزب الله في الدعوة إلى "محاسبة" الذين يعملون على "زعزعة استقرار سورية". ودعا نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى "النأي بلبنان عن أن يكون منصة أو ساحة تخدم مشاريع إقليمية أو دولية ضارة به"، معتبرا أن "على أولئك الذين يعملون لاستخدام لبنان للإضرار بسورية أن يعلموا أنهم مكشوفون وسيخسرون، وما يفعلونه ليس فيه أي مصلحة للبنان، والشعب اللبناني لا يقبل مثل هذه الممارسات".

ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن "المقاومة التي حمت الوطن والكرامات والإنجازات الوطنية، تعرضت ولا تزال لمشروع تآمر أميركي ينفذ بأدوات لبنانية، وقد وصل هذا المشروع إلى حد أن تستخدم هذه الأدوات اللبنانية في تهديد الاستقرار في سورية"، معتبرا أن "الأهداف هي نفسها، والمشروع الأميركي الذي يريد أن يستنزف المقاومة في لبنان هو ذاته، ويستخدم الأدوات نفسها في استنزاف الموقف السوري الداعم للمقاومة". وقال، إن "الأدوات الأميركية قد تم فضحها، فطيلة خمس سنوات، التضليل والتزوير والمعاناة كانت مستمرة بسبب ارتباط فريق (14 آذار) بالمشروع الأميركي"، مضيفا: "اليوم نجد هذا الفريق متورطا في استهداف استقرار سورية وذلك هو أكبر من خطيئة وأكبر من غدر"، مشددا على أن "لبنان المقاومة، الوفي للموقف السوري، الداعم للبنان ولحقه في المقاومة، لن يسمح بأن يتحول إلى ساحة تستنزف سورية أو أن يكون خنجرا في خاصرتها، لأن استقرار سورية وقوتها من استقرار وقوة لبنان".

ودعت كتلة "المستقبل" النيابية التي يرأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم على خلفية تصريحات أطلقها دعت إلى تحرك السلطات اللبنانية للتحقيق في معلومات عن تورط نائب الكتلة جمال الجراح في تمويل وتسليح عناصر تهدد استقرار سورية. وطالبت الكتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري بعقد جلسة لهيئة مكتب المجلس لبحث هذا الأمر من جوانبه كافة. وزار عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح رئيس الجمهورية ميشال سليمان للتمني على عليه أن يسلك المسار القضائي مجراه في الاتهامات التي تسوقها دمشق، كما قال الجراح، مضيفا: "أكدنا أننا تحت القانون الواجب تطبيقه في الإطار القضائي وضمن الاتفاق الموقع بين لبنان وسوريا، وإذا كان ثمة معطيات جدية لدى سورية فلترسلها إلى الجهات اللبنانية المختصة، ونحن تحت القانون"، وموضحا أن "الرئيس سليمان باشر اتصالاته منذ أن استدعى الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري وأبلغه الخطوات الواجبة وهو يتابع القضية".

وحمل منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد، سورية المسؤولية المباشرة عن أي خلل أمني قد يحدث في لبنان، معتبرا أن "ما يجري راهنا هو مجرد محاولات مكشوفة وغير ذكية ونحن لن نقع في هذا الخطأ". ولفت إلى أن "سورية تحاول ربط الساحة اللبنانية بالساحة السورية، وتسعى عبر ذلك إلى استدراج الولايات المتحدة الأميركية للقول إن إضعاف النظام السوري سيفجر الوضع الداخلي في لبنان، وبهدف تنفيذ هذا المخطط طلبت من حلفائها في بيروت أن يقوموا بالواجب لدعم النظام السوري، في خطوة لاستدراج الفرقاء الآخرين لدعم المعارضة السورية، وبذلك يقسمون لبنان واللبنانيين بين مؤيد للنظام ومعارض له".

السابق
البلد: رباعي بكركي: اكثر من لقاء أقل من حوار
التالي
الشرق: الاجتماع الذي شكل البداية: راقبوا إعلامهم هنا