الانوار: الصرح البطريركي: اللقاء كان وطنياً بامتياز وستتبعه اجتماعات

وصف بيان صدر عن الصرح البطريركي في بكركي الاجتماع الرباعي الذي انعقد امس برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بالاخوي والوطني بامتياز، وساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودة. وقال العماد ميشال عون ان اللقاء كان مريحاً جداً والاجواء جيدة جداً، في حين قال النائب سليمان فرنجيه ان المصافحة مع الدكتور سمير جعجع تمت بشكل عادي ومشي الحال.

اللقاء التاريخي، ضم الرئيس أمين الجميل، النائب العماد ميشال عون، النائب سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجج وعقد برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وحضره المطارنة: رولان ابو جودة، يوسف بشارة بولس مطر، وسمير مظلوم. وقد بدأ برياضة استمرت نحو ساعة، اعقبتها خلوة روحية تخللتها شهادة حية للحبيس يوحنا خوند الذي خرج من محبسته لأول مرة بتفويض خاص من البطريرك الراعي وبطلب منه، وقام بتوزيع مسبحة على كل شخص من الحاضرين، اضافة الى كتاب صلاة.

وقالت مصادر المجتمعين ان اللقاء كان أكثر من ودي حتى ان القادة شعروا وكأنهم كانوا معاً خصوصاً بعد الدقائق ال45 التي شاركوا فيها الأب الحبيس خوند الصلاة وهو تلا أمامهم أقوالاً من الإنجيل المقدس.

أما الشق السياسي، فأوضحت المصادر ان البطريرك الراعي شدد على أهمية التمايز في المواقف السياسية كحق ديموقراطي غير ان الأهم وفق ما أشار ان يكون الخطاب السياسي هادئاً ومرناً وبعيداً عن الاستفزاز.

وأضافت: ان القادة الأربعة تعاقبوا على الكلام تباعاً فوضعوا هواجسهم على الطاولة وعرضوا رؤيتهم للبنان من دون اي تداخل أو مقاطعة، فكانت وجهات نظر مختلفة في أجواء مصارحة عميقة انتهت الى اتفاق على وجوب تحصين مناخ الود والسلام في الخارج كما في داخل الاجتماع.

ولفتت الى أن القادة الأربعة الذين زاروا الكاردينال نصرالله صفير في جناحه الخاص، تبادلوا أطراف الحديث والمزاح وخصوصاً فرنجية وجعجع الذي وصف أجواء اللقاء بالممتازة، وأكد أن ما جرى اليوم يشكل جزءاً مما كان يعمل له منذ خمس سنوات بحيث عاد الى معراب متنفساً الصعداء.

بيان بكركي

وقد صدر بيان عن الصرح البطريركي جاء فيه: انه بعدما استمع الجميع الى حديث روحي قدمه من وحي اسبوع الآلام المجيدة الراهب الحبيس الأب يوحنا خوند، الذي ترك محبسته لهذه الغاية لأول مرة منذ دخوله إليها، بتفويض خاص من غبطته، والى كلمة توجيهية من البطريرك، تداول الحاضرون الشأن الوطني العام، عارضين الثوابت المسيحية التي ينطلق منها عملهم السياسي في لبنان، والثوابت الوطنية التي يتوحد حولها جميع اللبنانيين. فجاء تبادل الآراء والأفكار بمثابة عرض تمهيدي للأوضاع الحالية السائدة وللتطلعات التي ينشدها اللبنانيون حفاظا على وطنهم وعلى مستقبله ومستقبل المنطقة التي تمر بلدانها اليوم في ظروف صعبة.

واضاف البيان: كان الإجتماع أخويا ووطنيا بامتياز، ساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودة، وقد تمت مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقا من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديموقراطي يحترم الحريات والفروقات، مع المحافظة على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الأساسية. وانتهى الإجتماع في الجو الروحي الذي ابتدأ به، على أن تعقبه لقاءات أخرى ولقاءات متممة كلما دعت الحاجة.

ارتياح المشاركين

هذا وابدى القادة السياسيون ارتياحهم للاجتماع الذي اتسم بأهمية خاصة على مستوى المصافحة بين فرنجيه وجعجع الذي بادر فور عودته الى معراب الى اقران القول بالفعل وأعطى تعليماته الى الدائرة الاعلامية بوجوب التعاطي مع التيار الوطني الحر وتيار المردة تماماً كما الكتائب والأحرار والكتلة الوطنية.

وقال العماد عون بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح: الجلسة كانت هادئة جدّاً وتضمّنت مواقفَ وشرحاً وتبادل أفكار لتفادي حرب النّوايا فيما بيننا، وقد تكلّمنا بصراحة عن الأسباب التي أدّت بكلّ منّا إلى اتّخاذ موقعه الحالي. وبالطّبع سيتبع هذا اللّقاء اجتماعات أخرى للمتابعة. هناك أوراق كنّا قد قدّمناها في السّابق وستتمّ دراستها من جديد لنرى إلى أين قد تؤدّي ولكن الجوّ كان مطمئناً، وأكثر من ذلك لا نستطيع ان نتكلّم في هذه المرحلة لأنّه لدينا التزام بإبقاء المواضيع مكتومة حتى تصدر نتائجها النّهائيّة.

وسئل ان كان اللّقاء كسرَ الجليد بين أقطاب الموارنة، فأجاب: أولاً، لم يكن كسراً للجليد، بل بدأ نقاش أو حوار، فالنّقاش يتحول إلى حوار حول المواضيع إذا كنّا نريدُ درسَها بعمق. وبالتّأكيد، هذا الأمر يريح الشّعب اللّبناني. فالقصة ليست عدائية، ولا نحمل الرّشاشات ضدّ بعضنا البعض، ولن ندخل الى الملاجئ. ليس في الأمر عنف أو أيَّ شيء من هذا القبيل. كان اللّقاء مريحاً جدّاً، والتقينا أيضاً بالبطريرك صفير، وكانت الأجواء جيدة جدّاً. وهذا اللّقاء يؤكد لكم أننا لا نحمل أسلحةً ضدّ بعضنا البعض.

من جهة ثانية، وفيما غاب الحراك على محور تشكيل الحكومة، عادت المياه اللبنانية الى مجراها البحريني وانفرجت على جبهة المغتربين حيث أوقفت السلطات كل الإجراءات المتخذة بحق اللبنانيين بعدما كانت أبلغت نحو 20 منهم بوجوب مغادرة البلاد، وأعادت جوازات السفر اليهم، ما حمل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على الاتصال برئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لشكره على تجاوبه مع مساعيه، مؤكداً الحرص على استقرار المملكة وتمتين العلاقات بين البلدين، ونقل ميقاتي عن الأمير خليفة قوله اننا نعتبر كل اللبنانيين في البحرين بمثابة اهل وأبناء لنا، ونحن حريصون عليهم.

السابق
الديار: الخطر على الوجود والبقاء
التالي
كيف يرى الحزبيون ثورات العرب؟