أوباما على المسار الصحيح لانتخابات 2012

أعلن مسؤول في الحزب الديمقراطي الأمريكي أن الرئيس باراك أوباما أعلن إعادة ترشيح نفسه وتقديم أوراق حملته الانتخابية للجنة الاتحادية للانتخابات الرئاسية، وسيسمح له ذلك ببدء جمع الأموال لحملة عام 2012، ومن المتوقع أن تتجاوز كمية الاموال التي سيجمعها كل ما سبقها في إطار الإنفاق السياسي.

وقال موقع "بوليتيكو"-المتخصص في الشؤون السياسية- إن أوباما قد ينجح في الفوز بفترة رئاسة ثانية تمتد لأربعة أعوام إضافية معتمداً على انتعاش الاقتصاد الوطني والانقسام الذي يشهده الحزب الجمهوري والفوضى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. ونقل الموقع عن مصادر، بأنّ حملة أوباما قد تتمكن من جمع تبرعات تتراوح مابين 750 مليونا إلى مليار دولار، وسيكون مقرها في مدينة شيكاغو التي شهدت إطلاق حملة أوباما الرئاسية الأولى عام 2008.

وشدد المسؤول الديمقراطي على أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن توقيت إعلان أو تقديم أوراق، ويخوض أوباما معركة بشأن الميزانية مع الجمهوريين في الكونغرس، وركزت رسالته في الأسابيع الأخيرة على خفض اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي والاستثمار في الابتكار والتعليم، وهي أفكار من المرجح أن تظهر ملامحها في محاولته للفوز بالرئاسة العام المقبل.

ويضغط الجمهوريون على الديمقراطيين من أجل القيام بتخفيضات كبيرة في الانفاق لمعالجة العجز الأمريكي وهي قضية أخرى قد تلعب دوراً مهماً في حملة 2012 .
إن أوباما سيستعين بكبير مستشاريه السابق ديفيد أكسلرود كخبير استراتيجي في الحملة الجديدة التي من المتوقع أن يديرها جيم ميسينا، مشيراً إلى أن الحملة سيتم إطلاقها عبر رسائل نصية وإلكترونية، وأخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى مؤيدي أوباما، وليس عبر كلمة يلقيها الرئيس في محطات التلفزيون، وعلى عكس ما حدث في عام 2008، لم يكن هناك الكثير من التشويق، يعتبر فوز باراك أوباما شبه مؤكد، لسبب بسيط هو أنه في العام الماضي كسب الرؤساء، والتاريخ الحديث يدل على أن الاستثناء الوحيد لقاعدة الولاية الثانية لرئيس حدث مرات قليلة في المشهد السياسي الأمريكي: جيرالد فورد في عام 1976 وجيمي كارتر في عام 1980 وجورج بوش الأب في عام 1992، والوحيد هربرت هوفر في عام 1932 الذي لم يفز بولاية ثانية، دون الحاجة لمواجهة خصم صعب في الانتخابات التمهيدية، وبالتأكيد، فإن خصم أوباما الرئيسي في الانتخابات لن يكون مرشحاً جمهورياً بل سيكون الانكماش الاقتصادي، ولكن هذا لم يمنع رؤساء آخرين قبله.

إنّ أوباما في انتخابات 2012، إن لم يكن واقعياً سياسياً بالمستوى المطلوب إلا أنه لن يطلق العنان لأهوائه كما كان الحال في 2008، وذلك لعدم وجود مصدر إلهام، فهو لن يخوض الانتخابات بحماس 2008 بمقدار واقعية 2012 ويقول أوباما بأن لديه أولويات هامة جداً تتجلى في منع انهيار اقتصادي لبلاده وإعلان حرب على بعض قوانين الكونغرس التي تشل الولايات المتحدة. وقال إنه يعمل أيضاً فزاعة المعارضة الجمهورية نتيجة تأثير لحركة المحافظ أو ما يعرف بحزب شاي.

والديموقراطيون من جهتهم يبدون الآن وقد تقبلوا بهدوء أن يكون لديهم رئيس «أسود»، هذه هي الأشياء التي تثير. وقد أظهرت عامان من رئاسة أوباما بوضوح أن سياسة الخطوات البطيئة في البيت الأبيض يمكن أن تفعل، وأنها قادرة على تمرير إصلاح الرعاية الصحية، حتى ولو لم يكن مثالياً، وتعيين قضاة المحكمة العليا لصالح الإجهاض. لكن أوباما غير قادر حتى الآن على إغلاق مركز الاعتقال في خليج غوانتانامو. المهم كان هناك زمن اعتقد فيه كثيرون أنه ليست هناك حدود لما يمكن أن يفعله أوباما.أما اليوم فهناك من يشكل تهديداً فعلياً لولايته الثانية، وهو جون بونر، رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب.

ترجمة جمان بركات

السابق
وهم الامبريالية الإنسانية
التالي
من يدعم من: الأسد أم حزب الله؟