أبيدجان: طيّارة والناس راجعة

لم تكد الدولة اللبنانية تسمع بعودة الحياة شيئاً فشيئاً إلى ساحل العاج، حتى سارع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إلى إعلام شركة طيران الشرق الأوسط بتوقيف الإجلاء على نفقة الحكومة، كما يقول السفير اللبناني علي عجمي. السفير عزا القرار إلى «عزوف الكثيرين عن المغادرة بسبب تراجع حدة الأزمة»، والدليل أن آخر رحلتَي إجلاء «كان قوامهما نصف طائرة إيرانية فارغة، ونقص يزيد على 70 راكباً في الطائرة اللبنانية». كذلك يؤكد المدير العام للمغتربين هيثم جمعة أنّ وزارة الخارجية أبلغت «السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي أنه لم يعد هناك حاجة إلى توجه الطيران الإيراني الى أبيدجان».

هكذا، تكون حالة الطوارئ التي فرضتها العمليات العسكرية في ساحل العاج، قد انتهت ابتداءً من السبت الماضي، أي تاريخ مغادرة الوفد العسكري اللبناني، الذي كان يدير الإجلاء، في مطار أبيدجان، لكن المشكلة تبقى في أن السفارة اللبنانية في ساحل العاج، تسلّمت جوازات سفر ما يزيد على مئتي لبناني «بعد تنسيق مع بيروت»، وفق عجمي، الذي يؤكد أن هؤلاء لم يتمكنوا من الوصول الى أبيدجان، بسبب وجودهم في مناطق «البر»، التي يقطنها عدد كبير من أبناء الجالية، و«انعدام الأمن على الطرقات التي تصل مدن كالدلوة وغنوى وسان بيدرو»، بمدينة أبيدجان والعاصمة ياموسوكرو، وبعضها يبعد مسافة لا تقل عن خمسمئة كيلومتر. ويؤكد أن «قطع هذه المسافة كان مستحيلاً في تلك الفترة، بسبب انتشار الحواجز وقطّاع الطرق». ويشير إمام الجالية الشيخ عبد المنعم قبيسي إلى أن هؤلاء النازحين «تعرضوا للسلب وهم في طريقهم الى أبيدجان، على الرغم من الاطمئنان العام الذي بدأ يشيع في البلد» منذ اعتقال الرئيس السابق لوران غباغبو. ويلفت قبيسي إلى «أن اتصالات تجري مع الجانب الإيراني لتوفير طائرة لنقل هؤلاء الركاب وتدارك الموقف»، فيما تعاود «الميدل إيست» رحلاتها الاعتيادية الى أبيدجان. وكشف جمعة أن «33 مغترباً لبنانياً سيكونون في عداد الرحلة الأولى، عائدين الى أبيدجان في الساعات المقبلة»، إضافةً إلى «نحو 300 آخرين حجزوا على خط الذهاب». وتوقّع أن ترتفع وتيرة العائدين «بطريقة ما رح يلحّق الطيران اللبناني عليهم»!

السابق
اللبنانيون باقون: “شكراً البحرين”
التالي
قصة رسالتين: فلسطينية وإسرائيلية