مارون الرّاس ثكلى بوفاة باني منازلها ناصر الخرافي

(خاص الموقع)

كان لافتاً، يوم أمس، الذهول والحزن الكبيرين على وفاة المحسن الكريم رجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي، الذين أصابا أبناء بلدة مارون الرّاس الحدودية مع فلسطين المحتلّة في جنوب لبنان، والتي شهدت أعنف المواجهات البطولية في حرب تموز 2006، وتعرّضت للقصف العنيف الذي دمّر معظم منازلها.
فعند شيوع خبر الوفاة، تجمّع العشرات من أبناء البلدة أمام مسجد مارون الرّاس في ساحة البلدة، ولجأ عدد من أبناء البلدة الى تعليق الرايات السوداء على أسطح المنازل، سيما تلك التي أعاد الخرافي بناءها على نفقته الخاصة بعد تهدمها في حرب تموز، تعبيراً عن حزنهم العميق، كما أرتفعت أصوات الآذان وقراءة القرآن الكريم من مسجد البلدة، وأقيم عصراً مجلس عزاء حسيني عن روح الفقيد، حضره العشرات من أبناء البلدة والقرى المجاورة.

وأعلنت حركة امل عن أسفها الشديد وعن اقامة مجالس عزاء حسينية في بلدة مارون الرّاس لمدة ثلاثة أيام، ابتداءً من يوم الأثنين.

ويقول الناشط في حركة أمل في بلدة مارون الرّاس محمد أمين علوية أن " المرحوم الخرافي هو الذي أعاد بناء منازل البلدة المهدمة في حرب تموز، لذلك فان الأهالي هنا يحفظون هذا الجميل ويأسفون بليغ الأسى على رحيله ويتمنون لو باستطاعتهم السفر الى دولة الكويت الشقيقة للمشاركة في تقديم العزاء لأسرة الفقيد والشعب الكويتي، وسنقيم مجالس عزاء هنا لمدة ثلاثة أيام".

ويذهب ابن البلدة أسد الله حمادة الى أن " المرحوم تبرّع بما يزيد على 4 ملايين دولار أميركي لاعادة اعمار منازل البلدة المهدمة، ولولاه لكان ألأهالي هنا لا يزالون يقيمون في الخيم قرب منازلهم المهدمة، لقد أصبحت منزلة المرحوم هنات توازي منزلة كبار العلماء والشهداء"، ويؤكد على ذلك يوسف فارس، الذي أشاد " بكرم الخرافي ومحاسنه" معتبراً أن " ما قدمه ساهم في صمود الأهالي هنا في وجه العدوّ الشرس، وساهم في عودة الروح والطمأنينة والثقة للأهالي".

وكان رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة أمل نبيه بري قد أبرق الى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح معزياً، وجاء في البرقية " أتقدم منكم ببالغ العزاء بفقيد الكويت والأمة العربية الصديق الأخ ناصر الخرافي، الذي عرفناه وخبرناه مدافعاً عن قضايا الأمة ومتصدياً للفتنة، وعاملاً مخلصاً في سبيل وحدة المسلمين والعمل العربي المشترك، اننا اذ نتذكر وقوف الكويت الدائم بقيادتكم الحكيمة الى جانب لبنان أيام الشدّة، فاننا نتذكر أيضاً رجل الأعمال والخير ناصر الخرافي الذي قدم الكثير من أجل بلسمة الجراح وازالة آثار العدوان الاسرائيلي عن لبنان وجنوبه وبلدة مارون الراس الحدودية، فتبقى رمزاً لوفائه واخلاصه".

السابق
“حياتي بين بيئتي وغذائي” في الراهبات الانطونيات- النبطية
التالي
غزال: الفراغ الذي يعيشه الوطن ينذر بعواقب وخيمة