برك المياه مسابح الشباب في فصل الحرّ

(خاص الموقع)
تحولت برك تجميع المياه في بعض القرى والبلدات الجنوبية، الى مسابح مؤقتة للشباب والصبية، الذين من هذه البرك ملاذاً لهم للهروب من حرارة الطقس المرتفعة، بعد أشهر من البرد والشتاء الغزير.

ففي بلدة شقرا تجمّع عدد من الأهالي حول بركة البلدة لمشاهدة هواة السباحة الجدد، وبعض الأطفال الذين أرادو تعلّم السباحة أسوة بعيرهم من كبار السنّ، " فالمياه لا تزال نظيفة، وصالحة للسباحة، فالشتاء توقف منذ أسبوع فقط، وارتفاع الحرارة شجّعنا على ممارسة هوايتنا المفضّلة، اضافة الى أنه لا بديل لنا عن هذا المكان، فقصد المنتزهات ونهر الليطاني أمر يحتاج الى الوقت والكلفة المادية، أما بركة المياه هذه فهي قريبة ومجاناً" يقول علي ( 15 سنة)، ويبيّن أن " الشباب ينتظرون مثل هذه الأيام للسباحة في البركة، رغم أن أولياء امورنا يرفضون ذلك، ويحاولون منعنا، نظراً لخطورة الأمر وخوفاً من تلوّث البركة".

الأمر مشابه في بنت جبيل وميس الجبل وبرعشيت وكونين، رغم أن " اثنين من العمال السوريين توفيا غرقاً منذ عامين في بركة الصوان القريبة من برعشيت وشقرا، بعد أن قصدا البركة وحيدين وغرقا فيها دون أن يراهما أحد لنجدتهما، ويذهم علي موسى ( 14 سنة)، من بلدة كونين الى أن " الصغار والكبار يقصدون بركة البلدة للسباحة، عند اشتداد الحرّ، ولكن سرعان ما تجفّ البركة، بعد أن تسحب منها المياه للزراعة، أو يصبح ما تبقى منها ملوّث، لذلك فالفرصة الن ملائمة للسباحة، كون البركة مليئة بالمياه ونظيفة أيضاً".

ويجمع أبناء تلك القرى على أن معظم الكبار المقيمين الذين يجيدون السباحة هم قد تعلموا السباحة في برك البلدة، أما الذين منعوا من قبل ذويهم من قصد هذه البرك فقد خسروا نعمة السباحة، وهم حتى اليوم لا يجيدون السباحة. ويقول عبد المنعم فقيه ( الطيري) " نحن تعلمنا السباحة في بركة كونين، ولولا ذلك لكنا حتى الأن لا نعرف السباحة، لذلك أسمح لأولادي بالسباحة في هذه البرك، ولكن في هذه الأيام فقط، أي قبل أن تبدأ المياه بالتلوث والجفاف".

ويبيّن حسن ذيب ( شقرا) أن " بلدية البلدة السابقة، نصبت في وسط البركة عامودي حديد لاستخدامها من قبل السباحين للقفز في المياه، ويحاول العديد من الشباب الصغار الصعود الى الأعلى للقفز في المياه والفوز بتصفيق المشاهدين الذين يتجمعون حول البركة للمشاهدة".

ويرى أن " تهافت الشباب على السباحة في البرك، ما هو الاّ دليل على عدم وجود أماكن الترفيه العامة في هذه القرى، ويجب على المجالس البلدية أن تعمل على بناء المسابح العامة لاستخدامها من قبل الأهالي بدل قصد المنتزهات البعيدة والباهظة التكاليف".

السابق
الذكرى الـ 76 لرحيل العالم الصبّاح
التالي
رحال: خلاف القادة الموارنة اقوى من ان يحل في لقاء