7 ايار جديد؟

ترى ماذا يفعل "حزب الله" هذه الايام؟ أينطلق من الوضع السوري لإحكام سيطرته على بعض الداخل ام يفيد من الضعف السوري ومن التلهي عن اوضاع لبنان فينفذ خطة ايرانية للسيطرة ووضع دمشق امام واقع جديد تفاوض طهران عليه لاحقا؟ ام هو يرد على الحملة على السلاح بطريقة احداث فوضى تحت شعار المجتمع المدني والاهالي ليشعر الآخرون بالخطر فيتهيبون كما حصل مع النائب وليد جنبلاط خلال احداث 7 ايار 2008؟

في الوقائع الخطرة لا يظهر "حزب الله" في الموقع المقاوم، بل في موقع المنقض على الدولة واجهزتها وقوانينها. فالتمرد في سجن روميه ما زال ماثلا امامنا، والذين تحركوا كانوا من لون واحد، ولم يلجأ الحزب الى ادانة التطاول على الامن، بل على العكس دافع عن المتمردين ووفر الغطاء للتحركات التي قامت في المناطق التي يسيطر عليها. اما موضوع التعدي على المشاعات وعلى العقارات المملوكة من الدولة. مباشرة فحدث ولا حرج، فهذا مسلسل طويل في المناطق حيث تقوى الاحزاب وتضعف الدولة. وثمة احياء كاملة في الضاحية قامت على ارض الغير، ولم تتوافر لها التسويات حتى تاريخه، ناهيك بالتعديات الجديدة في الايام الاخيرة والتي استدعت تعديات مقابلة تحت شعار "توازن الرعب" والذي لم ينفع حتى الساعة في لجم المعتدين . وهو امر بات يشكك بالرغبة الحقيقية في قيام دولة.

اما النبطية فأمر آخر، اذ حرك الحزب مجموعات تابعة له لتهديد اصحاب محال بيع الكحول المرخص لها من الدولة، ورفعت لافتات تندد بوجود تلك المحال التي مضى عليها زمن، ولم تنفع تدخلات واتصالات، فتهرب المحافظ وابتعد نواب " امل" عن التدخل للمعالجة لعدم الوقوع في مواجهة مع الحزب الذي "سلف" امينه العام قبل ايام الرئيس نبيه بري موقفا في موضوع وثائق "ويكيليكس"، واكد المسؤولون المحليون انه قرار يراعي خصوصية المنطقة مما يعني، بطريقة او بأخرى، استمرار منطق الكانتونات وعدم احترام حقوق الاقليات سواء كانت دينية او سياسية او علمانية.

ان ما ظهر في كلام "ويكيليكس" يبين بوضوح ان الانزعاج من ممارسات الحزب مشتركة بين جميع الاطراف، الاقربين قبل الابعدين، وهذا يتطلب من الامين العام السيد حسن نصرالله الاوسع افقا من المسؤولين المحليين، ان يبادر الى اعادة النظر الجدية في مسار الحزب للبننته بشكل افضل، فلا يبقى في اطار الحزب المسلح الذي بدل ان يقاوم العدو، يفيد من قوته لقمع مواطنيه، ولقتل التنوع والتعدد في البلاد، ولفرض ارادته على المؤسسات الامنية والمدنية، فلا يبقى له مؤيد الا من له مصلحة معه ومن يطمع في تبوّؤ منصب بواسطته.

يرى البعض في 8 آذار في الحزب بوسطة للحمل والنقل لبلوغ الاهداف، لكن حذار ان يتحول الحزب "بوسطة عين الرمانة".

السابق
الراي: “حزب الله” إيران هدّد بعمليات “استشهادية” في البحرين
التالي
القاهرة وطهران: بداية جديدة لنهاية عهد النفور المتبادل