أبناء “بيت ياحون” ينتفضون: لا لقطع الأشجار والاعتداء على المشاعات

اعتصم العشرات من أبناء بلدة بيت ياحون ( قضاء بنت جبيل) صباح الاول من أمس، مطالبين بوقف الاعتداءات على أملاك المشاعات البلدية، سيما حرج البلدة القديم الذي تزيد مساحته على مئتي ألف متر مربّع، والذي أنشأ فيه مقلع خاص تابع لأحد المنتفعين الذي يدعي ملكية الحرج، وهو من قرية مجاورة، ما أدى الى قطع عشرات الأشجار الحرجية، من نوع السنديان.

الأهالي الذين بدأوا اعتصامهم في ساحة البلدة توجهوا نحو الحرج المذكور، وبينهم العديد من كبار السنّ، وطالبوا متعهد المقلع بحضور عدد من رجال قوى الأمن الداخلي، الذين حاولوا التوسط لحلّ المشكلة، بالوقف الفوري لأعمال الحفر وقطع الأشجار. مهددين باتخاذ تدابير أخرى بينها اقفال الطريق العام المؤدي الى البلدة. وبحسب أحمد مكي، أحد المعتصمين، فان " الحرج قديم جداً بقدم الوطن، وقد عمد الجيش الأسرائيلي أثناء الاحتلال الى قطع ما تيسّر له من أشجاره، التي عادت ونبتت من جديد، لكن أحد أبناء القرى المجاورة استغلّ وجود الاحتلال ومسح الأرض على اسمه الخاص، كون أراضي البلدة لم يتم مسحها من قبل الدولة، رغم وجود عقود قديمة لأبناء البلدة تبيّن أن بعض أراضيهم يحدها الحرج المشار اليه بالمشاع، وما أثار حفيظة ابناء البلدة هو انشاء المقلع وقطع أشجار الحرج دون رقيب أو حسيب".

وبحسب رئيس البلدية السابق علي ناجي " أن الحرج معروف منذ أبائنا وأجدادنا انه من مشاعات البلدة ويشهد على ذلك جميع كبار السنّ هنا وبعضهم يزيد عمره على التسعين سنة، كما أنه لا يجوز لأحد قطع الأشجار الحرجية الجميلة الوحيدة التي تزيّن بلدتنا بعد أن عمد الاحتلال الأسرائيلي على قطع المئات منها".

ويبيّن عبد الحسين ناجي ( 87 سنة) أن " أن هذه الأرض هي من مشاعات البلدة القديمة أباً عن جدّ، وقد علمنا اليوم أن أحد النافذين مسح هذه الأراضي على أسمه الخاص أثناء الاحتلال وبدأ اليوم بوضع اليد عليها وقطع أشجارها القديمة"، ويعتبر أحمد مكي أن " البلدية لم تفعل شيئاً لمنع هذه الاعتداءات وكذلك مختار البلدة، لذلك نطالبهم بالتدخل، أو اتهامهم كمتواطئين ومنتفعين، أو خائفين، كون المعتدي هو من النافذين الذي عمد الى مسح معظم عقارات البلدة باسمه الخاص أثناء الاحتلال، بعضها عقارات مملوكة ومبنية ومأهولة".

وتبين زينب مقشر أن " مأموري الأحراج منعوها من قطع شجرة سنديان في أرض لها قرب منزلها، وهم حتى الأن لم يمنعوا هذا الشخص من قطع عشرات أو مئات أشجار السنديان في أجمل مكان في البلدة". ويبيّن أحد جرحى الحرب من أبناء البلدة، الذي رفض الكشف عن اسمه بسبب انتمائه لسلك عسكري، أن " الصخور التي يتم اقتلاعها من الحرج يتم بيعها الى تجار من دول أوروبية بعد اخراجها عبر مرفأ صيدا، وتعتبر هذه الصخور من الصخور المميزة، وتسمى في الدول التي تصل اليها بصخور الألماس نظراً لجودتها".

ويظهر رئيس البلدية السابق علي ناجي أن " الذي يدعي ملكية الأرض كان والده قد أشترى في العام 1933 عدد من الأراضي القليلة في البلدة، لكن ما حصل أنه أستغل ألاحتلال ومسح آلاف الدونمات على أسمه الخاص، دون أن ينتبه اليه احد، كون البلدة كانت شبه فارغة من السكان بسبب الهجرة والنزوح، وقد قدّمنا بعد التحرير اعتراضاً أمام القائمقام بعد أن حددنا له مشاعات البلدة المعروفة منذ زمن بعيد، كما ذهبت الى رئيس الجمهورية آنذاك أميل لحود ووعدنا بمعالجة الأمر واعادة أملاكنا الينا".

السابق
افتتاح مكتبة الجامعة اللبنانية في قانا
التالي
حق العودة في صيدا