اقامت هيئة بيروت في "التيار الوطني الحر" عشاء مساء امس في غراند حبتور سن الفيل، برعاية رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ممثلا بالنائب اللواء ادغار معلوف وحضور الوزير شربل نحاس والنائبين ناجي غاريوس وزياد اسود، مسؤول العلاقات الدبلوماسية في التيار ميشال دو شادرفيان وقياديين من التيار واعلاميين وشخصيات فكرية وسياسية واجتماعية.
مينه
بداية، النشيد الوطني، ثم القى عريف الحفل المسؤول في التيار ايلي مينه كلمة رحب فيها بالحضور وقال: " قالوا اننا السبب الرئيسي في تأخير تأليف الحكومة، فأثبتنا العكس لأننا شركاء اساسيون في القرار لا دخلاء، فقرارنا في ايدينا لانقاذ الوطن من براثن الظالمين، ولنا في الحكومة والحكم حقوق لن نتخلى عنها لانها امانة مسيحية في اعناقنا الى جانب اماناتنا الوطنية الكبرى ".
أضاف: "لقد عاد لبنان الى لبنان ومعه عادت بيروت الى نفسها، فنحن متمسكون بعودة حقوقنا المسلوبة كاملة لأننا صخرة هذا الوطن الراسخة وهم رماله المتأرجحة في مهب الأمواج مدا وجزرا، وسنبقى ثابتين على مواقفنا بفضل قائد المسيرة ورمز التحدي والعنفوان القائد العماد ميشال عون ".
دوشادرفيان
بدوره، رحب دوشادرفيان بالحضور وقال: "عشية عيد القيامة، تجمعنا مائدة المحبة ننشد ان قيامة لبنان الحقيقية هي قيامته بعد تحرره من كل امراض الماضي ولا سيما منها الفساد فيكتب لمسيرة التغيير والاصلاح كل النجاح ".
واشار الى ان هذا العشاء هو الاول لهيئة بيروت الجديدة، شاكرا كل من سبقه الى موقع المسؤولية "على امل ان تبقى هذه الشعلة منورة على اسم الصدق والعطاء لان المهم ان تستمر المسيرة وتبقى كمنارة تهتدي بها سفن الناس الى ميناء الخلاص الوطني".
واوضح ان "مهمتنا في بيروت سواء وحدنا او مع حلفائنا هي اصعب بكثير من مهمة هيئات ومناطق اخرى اذ ان الانتخابات النيابية الاخيرة لم تعطنا سوى مقعدين من اصل 19 مقعدا، فبات كل واحد منا سواء في موقع المسؤولية الحزبية او اي موقع آخر يعمل ضعفي طاقته ويبذل جهدا مضاعفا للوقوف على حاجات الناس ومحاولة تلبيتها وتعويض النقص الناتج عن تقصير نواب المنطقة ".
وقال: "اننا ندرك جميعا اننا ما زلنا في خضم معركة تثبيت الخيار الاصلاحي وسط رهانات على الخارج ووسط حسابات ضيقة وخاصة، وهذا الخيار الخلاصي خطه العماد ميشال عون واعيا ان طريقه صعبة وشاقة، ولكن الاحداث والتطورات ستثبت صوابية هذا الخيار، لان لبنان تحصن بفضله ضد المخاطر. ونحن في بيروت جرعنا الكأس المرة اكثر من غيرنا، لكن الامل كبير في وعي الناس بالخيارات الصحيحة فيصححون الخطأ الذي ارتكب ونتعاون معا من جديد على خير بيروت من ضمن الخير الوطني العام ".
معلوف
ثم القى ممثل العماد عون النائب معلوف كلمة قال فيها:
"تمثل بيروت، شبابا وشيبا، أفرادا وعائلات، صفحة مشرقة ومحطات عنفوان وكرامة في تاريخ لبنان. لكن، الصفة الأبرز لهذه العاصمة الرمز تبقى في كونها قلعة للصمود في أزمنة الحروب، بقدر ما هي واحة ازدهار وسلام وعيش واحد وتفاعل حضاري في ايام السلم والاستقرار. فكما كانت بيروت نموذجا في الدفاع عن الكرامة، كريمة وسخية في تقدمة الشهداء على مذبح الوطن، نراها اليوم تشكل شريانا غزيرا يضخ الطاقة الاقتصادية الى الوطن كما يرفد شبابه وشاباته الحركات الثقافية والفنية بدفع التجديد والتغيير في كل حقل وقطاع".
اضاف: "ايها الاخوة الكرام، من هنا، أحيي فيكم الوقفة الشامخة التي تجسد العنفوان والديناميكية والتفاعلية الوطنية، أقول لكم مجددا اننا في التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح برئاسة الرئيس العماد ميشال عون، قررنا، وبجبين عال، ان نعلن ان حقوق اي فئة من اللبنانيين لن تكون بعد اليوم موضع مقايضة ومكاسرة وامتهان، ومن هذا المنطلق لن نقبل بعد اليوم ان تكون حقوق المسيحيين مطالب تمنح او تحجب عنهم، بل حقوق تمارس من قبل مستحقيها. كما اننا لن نتغاضى عن اي تجاوز للنصوص الدستورية ولا لوثيقة الوفاق الوطني في ممارسة اي مهمة او صلاحية ".
واكد "اننا لن نقبل ان يكون مع تأليف كل حكومة جديدة جلجلة من المزادات والمزايدات حول حقيبة من هنا واخرى من هناك، فحقنا مقدس وغير خاضع لمزاج وتسويات. وليس هناك من هو أشد منا حرصا على عدالة توزيع حقوق اللبنانيين، سياسية كانت او مادية. وليس هناك أكثر صلابة من العماد عون في الدفاع عن هذه الحقوق ".
واوضح ان "معالجة الإهمال المتمادي في الادارة سواء في عديد الادارات العامة والخلل في توزيعه، او افتقاره في غالب الاحيان للكفاءات الاساسية المهنية، هي أولى المهمات التي تنتظرنا ".
وقال:" يبقى الفساد الآفة التي نخرت بنية الدولة اللبنانية بكاملها، بسياسييها وموظفيها ومواطنيها، فالكل يتكامل بمسار تواطئي، السياسي يتجاوز القانون والموظف يماهيه والمواطن يدفع الرشوة لتشريع مخالفاته ".
واكد "اننا لا نريد مقاعد وزارية حبا بالسلطة بل لاننا رواد تغيير وإصلاح وقد آن لهذا الخراب الوطني الذي تسببت به السياسات الحريرية منذ العام 1993 حتى اليوم، ان يأتي من يصلحه ويقطع دابر التجاوزات والسرقات، ويوقف سياسة التعمية والكذب والتزوير لتغطية الفضائح والفساد ".
وشدد على "ان حق الوطن يعلو كل الحقوق وكل السياسات وكل المقامات وكل الرئاسات. حق لبنان يعلو كل المصالح الفئوية والاقليمية والدولية. وهذا الحق يصان بالموقف والأداء وليس بالشعارات الرنانة والفارغة، بحيث يكون لبنان اولا بالفعل لا بالقول".
ثم القى الاعلامي الشاعر حبيب يونس قصيدة من وحي المناسبة .
وشكر دوشادرفيان اعضاء الهيئة السابقين مقدما لهم درعا تقديرية ومقدما اعضاء الفريق الكامل لمنسقية بيروت الاولى الجدد ومسؤولية كل منهم.
والقى كل من القياديين نقولا صحناوي وزياد عبس كلمتين بالمناسبة ركزا فيهما على اهمية العمل في الهيئة من اجل تحقيق الامال الوطنية الكبيرة في الاصلاح.
واحيا المطرب طوني كيوان الحفل ببعض اغانيه الوطنية والحماسية.
