انقطاع خطوط التواصل بين فرنسا ودمشق لتنصل الأسد من التزاماته

يعود مطلع الأسبوع المقبل الى بيروت السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون بعد مشاركته في اجتماع استثنائي لسفراء لبنان في الشرق الاوسط دعا اليه وزير الخارجية الفرنسي الجديد الان جوبيه شارك فيه جميع السفراء الفرنسيين العاملين في دول الشرق الاوسط والدول العربية، وبحث في المستجدات في هذه الدول والتطورات المتسارعة واستمع الى تقييم السفراء ورأيهم في ما يجري.
ويأتي الاجتماع بعد تعيين جوبيه على رأس الدبلوماسية الفرنسية خلفاً للوزيرة ميشيل اليو ماري "لتورطها" وفق مصادر فرنسية في عملية في تونس قبل الإنتفاضة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وقد رغب جوبيه بعد ترؤسه الدبلوماسية الفرنسية في ان يواكب عن كثب ما يجري في المنطقة ويطلع على آراء السفراء بحيث تحول الاجتماع الى مناسبة لمناقشة الأوضاع استناداً الى التطورات، وزوّد جوبيه السفراء بالتوجيهات والتعليمات في هذه المرحلة قبل أن يبدأ تحركاً خارجياً يقوده الى عدد من العواصم.
والمعروف ان السفراء الفرنسيين في العالم يعقدون سنويا مؤتمرا في باريس يمتد بضعة ايام يبدأ بلقاء جامع في الاليزيه يرئسه رئيس الجمهورية في حضور وزير الخارجية، ويستكمل في الكي دورسيه وينتهي باعطاء السفراء التعليمات والتوجيهات المناسبة كل في نطاق مهمته، غير ان الاجتماع الاستثنائي الذي عقد في باريس لعدد من السفراء العاملين في العواصم العربية انما حتمته التطورات ووصول جوبيه الى الخارجية في ظل مستجدات كان لا بد من ان يتم التشاور حولها. وقد نفت اوساط دبلوماسية فرنسية ان يكون الاجتماع الاستثنائي مقدمة لمبادرة فرنسية باتجاه الشرق الاوسط في هذا الظرف.
وفي سياق متصل أوضح سياسيون لبنانيون ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووفق معلومات بعض زوار باريس، أوقف الاتصال مع السلطات السورية والرئيس بشار الأسد منذ أشهر عدة اثر عدم تجاوب الأسد مع المطلب الفرنسي بالالتزام بالاتفاق الذي تعهد به امام ساركوزي بالعمل على ترسيم الحدود مع لبنان. وأضاف هؤلاء ان الرئيس الأسد حاول التنصل من الالتزام بالاتفاق من خلال جملة طروحات أراد تسويقها لم تقنع الجانب الفرنسي الذي فضل وقف خطوط الاتصال بين باريس ودمشق بعد تعيين المبعوث الفرنسي الى دمشق أمين عام الإليزيه كلود غيان وزيراً للداخلية، وعدم تسمية آخر للقيام بالمهمة بعدما اعترضت جهات فرنسية على الخطوة باتجاه سوريا على اعتبار ان سوريا لم تعامل فرنسا بالمثل ولم تفِ بالتزاماتها، مما حمل بعض المسؤولين الفرنسيين على انتقاد الرئيس ساركوزي وقد اثر الأمر على شعبيته لدى الفرنسيين.

السابق
الجراح: سنتابع الاتهامات السورية في المجلس والقضاء ولن نسكت عليها
التالي
اتحاد بلديات صور دعا الى اجراءات لمنع التعديات على الاملاك العامة