ميقاتي: المهلة الجديدة للتأليف هدفها التوصل الى حكومة منسجمة

أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي أمام زواره في طرابلس اليوم "أن المهلة التي توافق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على إعطائها لتشكيل الحكومة الجديدة هدفها الافساح في المجال أمام الاتصالات التي تجري بين الافرقاء الذين أبدوا رغبة في المشاركة في الحكومة بهدف التوصل الى حكومة منسجمة ومتوازنة ولا تحمل بذورا خلافية تؤدي لاحقا الى تعطيل قدرتها على الانتاج والعمل واطلاق الورشة الاصلاحية المطلوبة في المرحلة المقبلة، سياسيا وانمائيا واجتماعيا" .
وأشار الى أن حديثه مع الرئيس سليمان أمس "ركز على هذه العناوين والمبادىء ولم يتناول صيغة وزارية محددة، بل المعايير التي يجب أن تتوافر في الحكومة العتيدة لتتمكن من العمل وفق ما يتمناه اللبنانيون ويتطلعون الى تحقيقه".
ولفت الى "أن المهلة الاضافية التي أشار اليها وهو يغادر القصر الجمهوري لا تعني مطلقا تأجيل الاستحقاق الحكومي الى إشعار آخر، بل هي فرصة إضافية للقيادات السياسية المعنية لاعادة تقويم مواقفها واستخلاص العبر من مجريات الاحداث التي تدور في المنطقة والتي تتطلب جهوز لبنانية لا يمكن توفيرها الا متى كانت المؤسسات الدستورية، ولاسيما منها السلطة التنفيذية، قادرة على القيام بدورها الكامل من خلال حكومة فاعلة تحصن الساحة الداخلية بالتعاون مع السلطة التشريعية وسائر المؤسسات والادارات مدنية كانت أم عسكرية".
وشدد على "أن مطالب الكتل النيابية طبيعية في الحياة الديموقراطية، لكن كل عمل سياسي لا بد أن يأخذ في الاعتبار الواقع القائم ويتكيف معه، ومهمة من تسند اليه مسؤولية تشكيل الحكومة أن ينظر الى المسألة من كل جوانبها ويحاول التوفيق بين مختلف المطالب والآراء في إطار من الثقة التي تفرز تلقائيا تجاوبا من القيادات المعنية مع ما هو ممكن ومقبول، ولا سيما اذا كان الهدف الاسمى هو مصلحة البلاد العليا وخير اللبنانيين جميعا".
واعتبر "أن النقاش حول حصة هذا الطرف او ذاك، وحجم تمثيل هذه الكتلة او تلك يمكن ان يطول اذا كان الهدف منه تسجيل مواقف او التمسك بوجهة نظر او بتفسير خاص للدستور او اعتماد قراءة خاصة بدور الحكومة ومهماتها، في حين ان الظروف الراهنة في البلاد والتحديات الماثلة امام اللبنانيين تحتم مقاربة مسألة تشكيل الحكومة من زاوية مختلفة تتجاوز المفهوم الضيق للحصص والحقائب".
وشدد على أنه "ليس صعبا على المسؤول أن يزايد سياسيا وطائفيا ومذهبيا وان يدخل في جدل مع هذا السياسي أو في نقاش مع آخر، وخصوصا إذا كانت معطيات الإقناع كثيرة ومنطقية، لكن الاكيد أن مثل هذه الخيارات لا تحقق ما يصبو اليه اللبنانيون ولا تؤدي خصوصا الى نتائج عملية، لذلك لا بد للقيادات، التي لا نشك لحظة في أنها ترغب فعلا في تسهيل عملية تشكيل الحكومة، من أن تبادر الى ترجمة هذه الرغبة عمليا والتجاوب مع ما توصلت اليه الاتصالات التي أجريت على اكثر من صعيد، فتبني اذذاك مدماكا اضافيا في صرح تحصين الجبهة الداخلية ويكون لمساهمتها التأثير الفاعل في عمل السلطة التنفيذية".

السابق
السعودي: لا نزال نرفع حاجز الخوف من الآخر لمجرد أنه مختلف معنا
التالي
قاسم هاشم: ايران مستهدفة لان خيارها ونهجها المقاومة