مستوصف يارين: فُتح في السياسة وأُقفل في الصحّة

(خاص الموقع)

منذ اكثر من ثلاثة اشهر والمركز الصحي في بلدة يارين الحدودية، الذي تشرف عليه "مؤسسة الحريري"، مقفل بذريعة العجز المالي المستمر في مصاريفه، حارما الآلاف من خدماته، هو الذي أقيم على عقار تملكه دائرة أوقاف يارين الاسلامية السنية، وكان مركزا للادارة المدنية التابعة لإسرائيل خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي.

يشرح نائب رئيس الجمعية الاسلامية للرعاية والانماء الشيخ احمد عبيد أنّه "في فترة الاحتلال شيّد في العقار المذكور مركزا للادارة المدنية، وقد بادرنا بعد التحرير وبالتعاون مع "الهيئة الاسلامية للرعاية"، إلى فتح مستوصف في المركز المذكور لتقديم الخدمات الصحية للاهالي المقيمين في المنطقة. وحاولنا الحصول على ترخيص رسمي للمستوصف عبر المركز الصحي لدار الفتوى، لكن المساعي باءت بالفشل". ويضيف الشيخ عبيد: "فوجئنا في اواخر العام 2006 بأن استطاعت مؤسسة الحريري، مستندة الى النفوذ السياسي والى دعم دار الفتوى وتحت عنوان خدمات طبية افضل، الحصول على إدارة المستوصف المذكور والاشراف عليه، وقد ساعد الجمعية في هذا المجال كل من المفتي السابق المرحوم الشيخ محمد دالي بلطة ورئيس البلدية السابق حسين الوجه. وفي حفل الاستلام وعد مدير المراكز الصحية في مؤسسة الحريري نور الدين الكوش بتقديم خدمات على مدار الساعة واستقبال حالات طوارئ وتقديم خدمات إستشفائية للحالات الطارئة".

ويوضح عبيد: "كي لا يقال اننا نعرقل وصول الخدمات الى الناس، سلمنا المركز وانتقلنا الى مكان آخر لنبني مركزا صحيا جديدا. وقد فوجئ الاهالي بقرار المؤسسة إقفال المستوصف وسحب المعدات الصحية كافة".
مسؤولة المستوصفات التابعة لمؤسسة الحريري في الجنوب هالة حبلي تشرح الوضع قائلة: "إضطرت المؤسسة إلى إقفال المستوصف بسبب عجز شهري دائم بمبالغ تتراوح ما بين 5 الى 8 ملايين ليرة لبنانية. والمؤسسة غير قادرة على الاستمرار في ظل هذا الحجم من العجز. ولسنا في وارد اعادة فتح المستوصف". الأمر الذي يؤكده رئيس البلدية غسان مطلق محاولا تقديم وعود بإعادة العمل: "لكن وعدتني النائب بهية الحريري باعادة النظر بقرار الاقفال، واعادة فتح المستوصف، لكن ذلك مستبعد حاليا".

أما المركز الصحي الآخر الذي بنته الجمعية الاسلامية للرعاية والانماء فهو يقدم خدماته حاليا الى نحو 10 قرى: يارين، البستان، مرواحين، الظهيرة، الزلوطية، ام التوت، شيحين، الجبين، طير حرفا وعلما الشعب.
مدير المستوصف الشيخ نعيم الناصر يشرح أنّه "بعد بناء المستوصف عام 2006، تعرض المبنى الى قصف اسرائيلي، لكننا اعدنا بناءه واستحصلنا على ترخيص من وزارة الصحة وتوسع نشاطنا ليشمل طب الاطفال، نساء، قلب شرايين، انف اذن حنجرة، إلى جانب تقديم أدوية اساسية"، وتابع: "وقعنا عقدا مع وزارة الصحة لاستلام كمية من الادوية كل 3 اشهر توزع مجانا على الاهالي. ويستقبل المستوصف نحو 150 مريضا في الشهر".

ويضيف الناصر: "وقعنا عقدا مع جمعية الشبان المسيحين لتأمين كمية من الادوية لذوي الامراض المزمنة وتقدمنا بطلب للتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية". فيما يكشف الشيخ عبيد أنّ "العجز في هذا المستوصف لا يتعدى المليون ليرة شهريا على الرغم من كل الخدمات التي يقدمها". ويزيد: "في العام 2004 اتصلنا بالنائب بهية الحريري واعطتنا مساعدة بقيمة 400 الف ل.ل. شهريا للمستوصف ولمدة شهرين فقط".

ويلفت عبيد إلى خطورة استخدام العامل السياسي في الخدمات الصحية، ويسأل: "الم يكن الاجدى ان تتضافر كل الجهود لتقديم الخدمات الطبية الى اكثر من عشرة آلاف مواطن في المنطقة، بدلا من استخدام النفوذ السياسي لوضع اليد على مركز صحي، ثم نعود لاقفاله تحت حجة العجز"، ويختم: "أليس من الافضل ان يكون عملنا متكاملا وليس متماثلا حتى نقدم افضل الخدمات للمواطنين؟".

السابق
عين الطاووس تفقأ زيتون حاصبيا
التالي
زحمة تمثيل المعارضة السنية