رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان "أن المسؤولية مشورة ومشاركة بالرأي واختيار الأصوب والأصلح، أما ما نراه اليوم فالمسؤولية أصبحت استبدادا وتعنتا وعنادا وتظلما، المسؤولية أصبحت في معظم دولنا قهرا وظلما وحرمانا للناس، داعيا إلى "كل القيادات وكل الأنظمة العربية والإسلامية أن تتفهم بأن للشعوب حقوقا ومطالب وبأن الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني والإسلامي يوجب على هذه القيادات أينما كانت لا بل يلزمها، بأن تحترم إرادة شعوبها.
قبلان، وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، رأى أن ما نشهده من مراوحة في الدائرة المفرغة أمر مقلق وخطير ويدعونا للتساؤل لم هذا التأخير في تشكيل الحكومة؟ ومن هو المعرقل الذي يمنع حصول التقدم على مسار التأليف؟ لاسيما أن الجميع قد صرحوا في أكثر من مناسبة وقالوا أن لا مصلحة لأحد لا في الداخل ولا في الخارج بأن لا تتشكل الحكومة؟ والكل مجمع على ضرورة التأليف وبأسرع وقت؟
وقال قبلان:"إن استبطاء التأليف وحركة الدوران في الحلقات المفرغة وربط ولادة الحكومة بما قد يحدث في المنطقة من تطورات، لا يتماشى مع مصلحة اللبنانيين وفيه ضرر كبير ومخاطر كثيرة اقتصادية وأمنية"، مطالباً الجميع بتقديم كل التنازلات للوصول إلى حكومة قادرة على إدارة شؤون البلد وفق مقتضيات المرحلة الراهنة التي تفرض على كل الأفرقاء الإرتقاء بمواقفهم وبخطاباتهم وبمطالبهم إلى المستوى الذي نرى فيه أن مصلحة لبنان بدأت تتحقق وأن حجم لبنان بدأ يكبر.
وحذر قبلان "كل الأفرقاء السياسيين اللبنانيين من الدخول في لعبة المحاور الدولية والإقليمية ومن مقاربة ما يجري فيها من صراعات وتغيرات، فلبنان يكفيه الذي فيه ولا ينقصه أن يكون طرفا أو محرضا أو مشاركا من قريب أو من بعيد في أي من الأحداث الجارية في المنطقة وبخاصة في سوريا، فسوريا بلد جار وشقيق ما يضيمها يضيم لبنان وما يريحها يريح لبنان، سيما أن ما يحصل في سوريا هو مؤامرة عليها لأنها في خط الممانعة والمقاومة، فإذا تمعنا جيدا في الشعارات التي حملتها الثورات العربية هي ضد الصهيونية – الأمريكية وهذا ما لم يعجب الموفد الأميركي إلى المنطقة العربية غيتس، فكان لا بد من تحريك ومن إثارة النعرات المذهبية والطائفية في سوريا من أجل زعزعة استقرارها وأمنها والضغط عليها في إطار الصراع العربي الصهيوني.
