ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: "إن الله جعل في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، ما جاع فقير إلا بما متع به غني" فقال: "إن الإمام علي، الحافظ لأركان ولإحكام الشرع، كان اهتمامه بالإنسان لأنه خليفة الله على الأرض والبقاء لأهل الإيمان والتقوى والبركة، فالإمام علي وأبناؤه المعصومون هم أوتاد الأرض وأركان الهدى، والعروة الوثقى وبهم نستنير، وبتعاليهم نتثقف، ومن خلال مدرستهم نميز بين الحق والباطل، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالسير على خطاهم لأنهم مصدر الخير والبركة وعلى الإنسان المؤمن ان يتزود بالخير والصلاح والعمل المبارك، فالتقوى رأس مال وزينة وبركة، وعلينا ان نتمسك بالمعصومين من اهل البيت فنفي بعهدنا، ونتمسك بالعروة الوثقى المتمثلة بالنبي محمد وأهل البيت، وعلينا ان نلتجئ إليهم لأنهم أهل العصمة، فبقاء الحال من المحال، وعلينا ان نتقن الخط والسير والسيرة فأهل البيت ضمانة لنا في الدنيا وشفعاء لنا في الآخرة، لذلك يجب ان نتمسك بتعاليم اهل البيت ونمتن العلاقة معهم لنبقى موحدين متماسكين متعاونين، فالله سبحانه وتعالى أمرنا ان نكون من خيرة الخلق لان القيادة الحكيمة تتمثل بأهل التقوى وهم أرشدونا إلى طريق الصلاح وأبعدونا عن طريق الضلال، فلنكن مع اهل البيت عاملين على خطاهم متمسكين بنهجهم، مبتعدين عن الشر، متعاونين على الخير، فأهل البيت ضمانة لأهل الدنيا من الانهيار والضياع، فهم حجج الله على الخلق، وعلينا ان نتقرب منهم، ونتمسك بتعاليمهم، ونلتزم أوامرهم، فهم الملاذ والملجأ لنبقى في خط الاستقامة حتى نأمن ونطمئن ونستقر وخاصة إن الله أمرنا بالسلوك السوي والقول الصادق والعمل الصالح لذلك فان التزامنا بالخط المستقيم ضمانة للاستقرار والسعادة، إن الدنيا لا تدوم لأحد وهي لم تدخل في حسابات أهل البيت الذين تنكروا لها وابتعدوا عنها ليكونوا بمنأى عنها، لذلك أطالب أهل الخير بالعمل الصالح والمحق فيبتعدوا عن كل ضلالة وفساد وبغي ومنكر، ونحن في لبنان تعلمنا الصدق والعمل الصالح والاستقامة من أهل البيت، فهم الملجأ الذي يربح الدنيا والآخرة فإذا عملنا بإرشاداتهم فزنا وربحنا، إن كل ما يجري على الأرض منشؤه التخلي عن اهل البيت وتعاليمهم، فالانتماء إلى الحق أمانة وليس السلاح امانا، فالاستقامة هي الأمان، وعلينا ان نبتعد عن الفساد والضلالة".الوضع في البحرين
ووجه الشيخ قبلان نداء الى أهل البحرين فقال: "اصبروا وصابروا وسلموا أمركم إلى الله، والجأوا إلى أهل البيت فهم الركن الوثيق، ونحن نسأل حكام البحرين ماذا ينفعهم إن قتلوا شعبهم وحاصروه وقهروه، فأهل البحرين هم ضمانة للبحرين وليس قوات درع الجزيرة ضمانة لاستقرار البحرين، لذلك نطالب ان يترك شعب البحرين ليختار لنفسه الموقع الصالح، فلا يجوز ان يظلم شعب البحرين، ونحن نرفض تحدي الشعب المسالم والأمن والمتجهة توجها صحيحا، ونناشد الجميع ان يحترموا الناس، ويحافظوا على الإنسان واستقراره فيكونوا منصفين عادلين يعطون الناس حقوقهم ويتعاملوا معهم بصدق وإخلاص ومحبة ولا سيما ان التطاول على الناس اهانة للمتطاولين، كما نطالب باحترام الشعوب والعمل لصالحها وإنصافها والتحلي بالكلمة الطيبة والعمل الصالح".
الوضع في ليبيا
ورأى "ان ما يجري في ليبيا منشأه الظلم والاستبداد والغرور على الشعب المسالم وعلى الجميع إن يرحموا شعب ليبيا ويجب احترام الإنسان في ليبيا والمحافظة عليه فلا يجوز القتل فالشعب الليبي تحمل أكثر من أربعين سنة وهو يستحق الإنصاف وعلى كل مغرور إن يتقي ربه ويكون على وئام ومحبة وخير فيعمل لمصلحة الشعوب".
تظاهرات سوريا
واكد "ان التظاهرات والاضطرابات في سوريا بعيدة عن الحقيقة، وعلى السوريين ان يتبعوا الحق والحكمة والدراية، فسوريا دولة ممانعة تقف في وجه إسرائيل ولا يجوز ان يسمح للفساد والخراب فيها، وعلى السوريين ان يكونوا يدا واحدة محافظين على وحدتهم بعيدين عن كل إساءة، وعلى شعب سوريا ان يتعاطى مع الأحداث بحكمة وروية فيتفاهموا ويصححوا الوضع بكل مسؤولية ويحفظوا سوريا لانها الشوكة في عين إسرائيل فيكون الجميع يدا واحدة متمسكين بالحق".
ودعا الشيخ قبلان الأنظمة إلى "الابتعاد عن الفوضى لأنها منهكة للجميع، وعلينا الابتعاد عن كل ظلم، وعلى شعب اليمن ان يحافظ على وحدة أرضه، وعلى العرب ان يعودوا إلى الإسلام الذي وحدهم على الخير والبر والتقوى فيتقوا الله ويكونوا عونا لإخوانهم".
