زهرا:السلاح يعيق بناء الدولة والاستقرار ويضرب الاستثمار

نظم قطاع رجال الاعمال في "القوات اللبنانية" ندوة في مجمع village Science في ضبيه، في حضور النائب انطوان زهرا والنائب السابق مصطفى علوش وعدد كبير من رجال الاعمال والمهتمين، وتم خلالها تكريم بعض رجال الاعمال الناجحين الذين تركوا بصماتهم في الاقتصاد اللبناني.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى المسؤول القانوني في القطاع ادغار الطحان كلمة ترحيبية، شدد فيها على ضرورة صمود الاقتصاد رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان والمنطقة.

علوش
وتحدث علوش، فقال: "عند مبدأ "كذب المنجمون ولو صدقوا"، فانني سأدخل في توقعات، أولها مبني على الآمال المتأثرة بقناعاتي الشخصية، وثانيها مبني على تحليلات واحتمالات هي أقرب الى الواقعية منها الى التمنيات".
وقال: "من ناحية التمنيات النظرية، فاني أرى لبنان على المدى المتوسط سائرا نحو الاستقرار من خلال تسوية سياسة تؤدي الى حسم مسألة السلاح غير الشرعي ووضعه تحت سلطة الدولة، وسيكون ذلك في حال حصل متوازيا مع مسار سياسي يؤدي الى تثبيت اتفاق الطائف ومن ثم تطويره ليتناسب مع متطلبات وآمال مجموعاته المتعددة".
واشار الى "ان السعي الدائم للمنطق الحريري في الحكم هو في كيفية ايجاد فسح من الاستقرار للبنان لتأمين الاستفادة من المميزات الجغرافية والديموغرافية لهذا البلد". وقال: "هذا هو المنطق الذي بنيت عليها السياسات منذ سنة 1992.. وقد نجح هذا الواقع نسبيا في تنمية الاقتصاد بما تيسر من فترات استقرار بحيث تضاعف الناتج القومي عدة اضعاف رغم كل الظروف المعقدة. ولكن هذه التسوية وصلت الى مرحلة الازمة حين تأكد للرئيس الشهيد رفيق الحريري ان مزيدا من التقدم يحتاج الى تغيير المعادلة القائمة خصوصا بعدما تبين ان حركة النمو الاقتصاد اصبحت معاقة بوضوح من قبل حالة من الكيدية السياسية".
ورأى "ان خروج القوات السورية في 26 نيسان 2005 فرض وقائع جديدة أمنيا وسياسيا، وقد أوحى حينها لقوى 14 اذار بأن تسويات سياسية وأمنية مع "حزب الله" قد تؤدي الى الاستقرار الذي كان هاجسا دائما لكل من يسعى للانجاز في الحكم. وقد ظن بعض هذه القوى بأن احتضان "حزب الله" لبنانيا سيؤدي حتما الى لبننة نسبية لواقعه باعتبار ان الجزء الاهم من وجوده هو لبناني في الوقائع".
وقال: "لقد احتاج اقطاب 14 اذار الى اكثر من سنة للتأكد من ان رهان لبننة "حزب الله" هو ضرب من الوهم. فالواقع هو ان هذا الحزب أوجد تحت شعار اساسي وهو الولاء الكامل للولي الفقيه ولم يتوقف زعماؤه عن تجديد ولائهم الكامل لهذا المشروع. وقد يخال للبعض بأن هذا المبدأ هو ديني صرف مبني على عقيدة ايمانية مجردة. ولكن الحقيقة هي ان ولاية الفقيه حسب الامام الخميني هي ولاية مطلقة معصومة دينيا ودنيويا"، معتبرا "أن امكانية لبننة هذا الحزب وحصر مقاصده بالمقاومة هي محض تمنيات، وان امكانية حصر انشطته السياسية والعسكرية في المسائل اللبنانية وحتى العربية هي خارجة عن المنطق".
وأكد "ان وعي هذا الواقع هو ما أسقط التسويات الوهمية السابقة، وأوصلنا في 14 اذار الى طرح مسألة اسقاط السلاح غير الشرعي"، وقال: "قد يبدو هذا الطرح بناء على ما تقدم طرحا خياليا اليوم او قد يثير احتمال فتنة، ولكن الواقع هو ان استمرار الواقع كما هو قد يكون مقدمة لفتنة في حال تأمن من يمكن ان يسلح ويمول الطرف الاخر".
زهرا
أما النائب زهرا، فرأى اننا "نواجه في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة تحديات اقتصادية كبيرة، واجهها لبنان في الماضي وما زال يواجهها الان بعد الجدل السياسي الذي كان قائما والذي انتهى الى العودة الى المرجع الاساسي وهو الطائف، الذي وضع حدا للحرب وكرس نهائية الكيان اللبناني المنتمي الى قلب العروبة".
وقال: "اليوم، وبعد مرور الاقتصاد اللبناني بعدد من المحطات نتساءل، لماذا غامر الرئيس الشهيد بعد وصوله الى رئاسة الحكومة بخطة اقتصادية معينة في وضع كانت، المنطقة تتجه نحو السلاح ( اتفاقية مدريد..). نقول اليوم ان هذه السياسة واضحة، فصحيح ان اهداف الرئيس الشهيد لم تتحقق كلها، لكننا بنينا احلى "وسط مدينة" في العالم. تخيلوا عاصمة لا يوجد فيها متنفس اقتصادي وسياحي، او مجلس نواب لا يستطيع ان يستقبل نوابا. من هنا فان هذه المغامرة مباركة حتى ولو لم يأت السلام".

أضاف: "ان الشرط للنجاح الاقتصادي لا بد ان ينطلق من الاستقرار السياسي والامني، لذلك نقول ان الفرص التي ضاعت قد أضيعت عمدا. اليوم يتكرر الامر بتضييع الفرصة عن طريق ضرب الاستقرار ومنع لبنان من استعياب الاموال العربية التي قد تأتي اليه في ظل عدم الاستقرار في الدول العربية. من هنا فان حكومة غير منتجة هي افضل بكثير من لا حكومة".
وتابع: "نحن اليوم على ابواب موسم اصطياف والمنطقة تشهد اضطرابات، وهناك تعد للاختراق الايراني لدول الشرق الاوسط ورغبة في تقوية الثورة في مصر وتونس والبحرين، وعندما يواجهون بهذا الكلام يردون بأن الاميركيين يسعون لفتنة سنية شيعية، وهذا أمر غير مقبول. من هنا علينا كاقتصاديين التنبه واستغلال الفرص حتى لا تضيع، خصوصا مع اجراءات اتخذت في حق لبنان ليس ردا على تصريحات بل نتيجة لنقل اموال غير شرعية لشراء السلاح. وكان أهم هذه الاجراءات الغاء التأشيرات لتجار السيارات من اميركا والرقابة على المصارف وابعاد لبنانيين من دول الخليج".

وسأل: "لكن لماذا السلاح اليوم؟ نقول أولا ان السلاح هو من خلق هذا الواقع وجعل من لبنان ساحة في المحور الاقليمي الممانع الذي تحدث عنه الرئيس الايراني احمدي نجاد من الجنوب، ونحن اليوم ندفع الثمن".
وأكد "ان السلاح يعيق بناء الدولة والاستقرار ويضرب الاستثمار كما يعيق عودة السواح الى لبنان لانه يضرب علاقاته الخارجية، اضافة الى انه على الصعيد الداخلي يضرب اي تفاهم وطني ويجرنا الى سياسة المحاور. لذلك لا أمل لنا الا باسقاط السلاح".
وفي ختام الندوة، سلم زهرا وعلوش دروعا تقديرية لكل من طوني نعمة وايلي واكد وزياد بجاني.

السابق
السفير السوري: أي أذى يصيب سوريا يصيب لبنان بالقدر نفسه وأحيانا أكثر
التالي
إصابة معاون في قوى الأمن بحادث سير في النبطية