خليل: على الحريري أقلّه أن يعتذر لبري.. هذا من شيم القيادات وليس الضعفاء

أكّد عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي حسن خليل أن "رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي هو رئيس الحكومة المقبلة، وستشكّل هذه الحكومة"، مشيراً إلى أن "كل النقاش حول ما يجري لا أثر له على حركة ميقاتي في التأليف".
وإذ لفت خليل الى أن "هناك اختلافاً في وجهات النظر حول توزيع الحقائب داخل الحكومة، خصوصاً أن القوى المشكّلة لها هي تشكيل سياسي جديد يحتاج بناء الثقة بين أطرافه إلى مزيد من الوقت"، شدّد في حديث الى قناة "LBC"، على أن "هناك ثقةً من قبل كل الأفرقاء بالرئيس ميقاتي، الذي سيأخذ خيار التأليف لا خيار الاعتذار"، وقال: "نحن كلّنا معنيون ومسؤولون أن نستكمل جهودنا في التأليف، فليحصل النقاش قبل التشكيل فندخل منسجمين أكثر الى الحكومة على قاعدة الجبهة الوطنية الجديدة التي تحدث عنها الرئيس نبيه بري، ونحن ندعو كافة القوى، وحتى قوى في قلب 14 آذار، الى أن تكون جزءاً من هذه الجبهة الوطنية، ونريد أن نصل الى حكومة مسؤولة عن كلّ الناس".

وتابع خليل: "نحن قلنا لفريق 14 آذار بإطار مفاوضات التشكيل أن يكونوا في قلب الحكومة، ثم هناك نناقش بيانها الوزاري، لأنه لا يمكن أن يتم مناقشته بمشاورات جانبية قبل التشكيل"، موضحاً أن "رسالة رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن أنه خرج من 8 آذار كان يقول فيها إن القوى المشكلة لهذه الأكثرية الجديدة اختارت خياراً سياسياً أصبحت عناوينه واضحة".
وحول مطالب ومواقف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون من الحكومة، قال خليل: "أنا لا علم لي بكل ما يقال عن مطالب للعماد عون في الحقائب، وهذا أمر متروك للنقاش بين عون وميقاتي".

وتوجّه خليل الى العماد عون بالقول: "نحن علاقتنا التي تطوّرت خلال المرحلة الماضية تعمّقت في أكثر من مرحلة ومحطة، وآخرها انتخابات نقابة المهندسين، وهذه الجبهة الوطنية الجديدة يجب أن تنتصر كي نصل الى تفاهم في تشكيل حكومة انقاذ وطني، ونحن معك بمعركتك نحو الاصلاح الاداري، وفي معركتك ضد كل الخلل القائم في الدولة، أما تدوير الزوايا فليس ضعفاً، بل هو يعزّز قوة هذا الفريق الذي سيقوم بهذا التدوير"، مؤكداً أن "العماد عون يتمتّع بحس عالٍ من هذه المسؤولية، وهو من النسيج الذي يقدّر ظروف البلد والوضع، ونحن مستمرون معه في نفس المعركة".

وإذ لفت خليل الى أن "هناك شيئاً ما بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد عون، يعبّر عنه أحياناً في الإعلام"، قال: "في ما يتعلّق بنا، نحن واضحون ومستعدون لنقاش كل ما يتعلّق بحصتنا (في الحكومة)، وحتى بما يتعلق بالتوزيع السائد وبما يسمى بالوزارات السيادية، ونحن بإسم كتلتنا نطرح إلغاء كل هذا التوزيع المسبق للوزارات، حتى ولو لم نأخذ وزارة سيادية بالتصنيف القائم اليوم". إلى ذلك، شدّد خليل على أنه "بالمنطق القائل إنه يجب أن يكون هناك حصة لرئيس الجمهورية إلى جانب فريق وسطي في الحكومة هو أمر مرفوض، بل له الحق في تمثيل حكومي يكون ضمن منطق الفريق الواحد داخل الحكومة، وقد قال الرئيس بري ذلك، كما أنه مرفوض بأن يقال إن لرئيس الجمهورية وزراء يمثلونه في الحكومة ويشكلون تكتلاً إلى جانب فريق آخر ضد فريق آخر في الحكومة".

ورداً على سؤال، شدّد خليل على أن "القيادة السورية واضحة بأنها تدفع باتجاه تأليف الحكومة، وكل الكلام عن أن السوري متريث غير صحيح، خصوصاً في هذه اللحظة التي تحتاج فيها سوريا إلى حكومة لبنانية تنسّق معها"، مؤكداً أن "المنطق الذي يفترض أن القيادة السورية حاضرة للتدخل في التفاصيل اللبنانية هو خاطئ ولن يعود".

وفي مجال آخر وحول الاتهامات السورية لبعض نواب من تيار "المستقبل" بالتحريض في الأحداث الأخيرة في سوريا، رأى خليل أن "هناك ملفاً يجب استكماله، وعلى الدولة اللبنانية بكلّ أجهزتها أن تضع يدها لأخذ المعلومات وتستكملها من خلال التحقيقات لتكوين ملف، وعلى القيادة السورية أن تستكمل هذا الملف وتضعه بتصرّف لبنان، فهذا الأمر لا يمكن القبول به".

وفي اطار متّصل، شدّد خليل على أن "استقرار سوريا هو قوة ومناعة للبنان، قائلاً "إن سوريا أكّدت أنه من مصلحة العرب بناء علاقة جيّدة مع ايران، وأن من مصلحة الشعوب العربية أن تكون في خط الممانعة في وجه اسرائيل، وسوريا تدفع ثمن هذا الموقف الآن"، معرباً عن اطمئنانه بأن "هناك نوعاً من الثقة التي بُنيت بين الرئيس السوري بشار الأسد والقواعد التي تشكّل نخب المجتمع السوري".
وعن العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، قال خليل: "إن الحريري هو الذي أخطأ عندما نُشرت وثائق "ويكيليكس" التي أشارت الى أن الحريري هاجم بري واتّهمه بما لا يمكن أن يُتّهم به"، معتبراً أن "على الحريري أقلّه أن يعتذر للرئيس بري، وهذا من شيم القيادات وليس الضعفاء"، وأضاف: "نحن كنّا في موقع ردة الفعل، والرئيس الحريري هو الذي مارس هجوماً سياسياً".

ورأى خليل أن "على الحريري أن يسلّم بأن تجربته في ادارة الشأن العام كانت سيئة وأدّت الى سقوطه وعدم تكليفه مجدداً لتشكيل الحكومة، وعليه ان يزيل من عقله ان هذا البلد يتمّ ادارته على طريقة المشيخة".
وإذ نفى وجود أي تواصل مع الرئيس الحريري "في الظروف الحالية"، تابع خليل: "نحن أمام تجربة لم تكن ناجحة في العلاقة مع الحريري وفي الأداء الحكومي، ومع هذا نحن نقول إننا نمد يدنا الى كلّ المكونات، بمن فيهم تيار "المستقبل" والرئيس الحريري، ونعتقد أنه اذا خضنا تجربة الموالاة والمعارضة تحت سقف المؤسسات، فنحن ندفع بالدولة الى الأمام، فنحن في موقع تجربة الأكثرية الجديدة ونريد أن يكون هناك معارضة حقيقية، وهذا أمر يعزز الحياة السياسية في لبنان، ونحن لسنا هواة مشاكل، ونؤمن أنه لا يزال هناك مساحة لتلاقي اللبنانيين".

ورداً على سؤال حول العلاقة مع حزب الله، أجاب خليل: "كلّ المحاولات للتفرقة بيننا وبين الإخوان في "حزب الله" فاشلة، وهذه العلاقة ستعزّز، وذلك في خدمة كل لبنان".
من جهة ثانية، وبشان أوضاع اللبنانيين في البحرين، قال خليل: "إن مسؤولية اللبنانيين في البحرين، وتحديداً الشيعة، الالتزام بالأنظمة والقوانين في الدول التي يتواجدون فيها، وعليهم ان يكونوا منضبطين في هذا الاطار، موضحاً أن "ما حاول أن يقاربه الأمين العام لـ"حزب الله" بشأن البحرين، يتعلق بالشعب البحريني وفي حقّه بالتعبير، وليس له علاقة بالشيعة في لبنان".

السابق
شمعون:خلافات 8 آذار تعيق التشكيل
التالي
سعيد: الاتهامات التي يروّجها الإعلام السوري محاولة فاشلة